فهد بوهندي (الفجيرة)
تبرز منطقتا العقة والفقيت سنوياً خلال موسم التخييم، حيث يزيد الإقبال عليهما بشكل لافت، لما تتميز به المنطقة من اندماج ساحر بين الطبيعة الجبلية وشواطئ البحر الرملية الممتدة على طول الساحل الشرقي للدولة، والتي يحرص كثير من المخيمين في الدولة من الأسر والشباب على حجز موقع للتخييم قبل نفاد التصاريح.
بدورها، تحرص «بلدية دبا» على تنظيم عمليات التخييم التي تشهد إقبالاً واسعاً من الجمهور، حيث خصصت البلدية منطقة الفقيت السياحية بغرض التخييم بصورة قانونية ووفق اشتراطات تحافظ على الصحة العامة والسلامة البيئية، والمظهر الحضاري للمنطقة، مع الالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية في ظل الظروف الحالية نتيجة انتشار فيروس «كورونا»، مع إمكانية قضاء أوقات ممتعة في موسم الشتاء الذي يتميز بصفاء الجو وانخفاض درجة الحرارة.
وقد تم عمل خطة توزيع المخيمات في منطقة الفقيت وتحديد المخيمات بمساحات محددة وفي أماكن مناسبة، وتوفير الأماكن لأصحاب الرخص التجارية لممارسة أنشطتهم في المنطقة لفترة محددة، وتوزيع برشورات تتضمن إرشادات تخص التخييم عند إصدار ترخيص بالموافقة، حيث بلغ عدد المخيمين في المخيم الشتوي المؤقت في منطقة الفقيت منذ بداية شهر نوفمبر 2021 وحتى تاريخه «232» مخيماً، وتم إصدار «24» تصريح كرفان لبيع المواد الغذائية بهدف دعم المشاريع الصغيرة وتشجيع الأسر الإماراتية المنتجة، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة من قبل مفتشي البلدية على المخيمات والكرفانات التي تقوم ببيع المواد الغذائية، وتم ترقيم المخيمات وإرفاقها بلوحة أرقام الطوارئ.
النظافة العامة
وأولت البلدية اهتماماً كبيراً بالنظافة العامة للمناطق السياحية، وتوعية الجمهور بكل ما يختص بالبيئة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من أجل خلق مجتمع واع بالتحديات البيئية من حوله، وذلك من خلال القيام بحملات نظافة بشكل دوري لإزالة المخلفات الموجودة خلال فترة التخييم، إلى جانب الجهود المستمرة من قبل مفتشي البلدية على المخيمات والكرفانات المؤقتة التي تقوم ببيع المواد الغذائية للمقيمين في المخيمات، بهدف دعم المشاريع الصغيرة وتشجيع الأسر الإماراتية المنتجة، وأيضاً متابعة الشكاوى الواردة من قبل المقيمين في المخيمات وإيجاد حلول مناسبة، كما وضعت البلدية اللوحات الإرشادية الثابتة بالموقع لعدم التخييم علي البحر ليتسنى للجميع الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتم توزيع برشورات تتضمن إرشادات تخص التخييم عند إصدار ترخيص الموافقة بالتخييم، وكذلك وجود دورات مياه مخصصه للرجال والنساء في موقعين منفصلين في المنطقة لتغطية احتياجات المنطقة، كما وفرت البلدية «85» حاوية، وسخرت كافة إمكانياتها لخدمة الزوار والمتنزهين.
وتناشد بلدية دبا الفجيرة بضرورة التفاعل الإيجابي مع هذه الجهود، والتقيد بشروط التخييم، والامتثال لملاحظات المراقبين البيئيين المناوبين، كما تم تخصيص مكتب لاستقبال ومتابعة الشكاوى والاقتراحات والاستفسارات الواردة من قبل المقيمين في المخيمات ولتسهيل عميلة التخييم، بالإضافة إلى رقم هاتف الطوارئ.
إقبال المخيمين
التقت «الاتحاد» عدداً من المواطنين المقبلين على التخييم في الساحل الشرقي، حيث قال ذياب المنصوري: «اعتدت منذ سنوات على اختيار هذه المنطقة للتخييم برفقة أصدقائي واستمرت العلاقة بيني وبين هذا المكان حتى جئت هنا للتخييم برفقة عائلتي التي أحبته بدورها، حيث يوفر أجواء مناسبة لقضاء أوقات شيقة، والملاحظ أنني لم أشعر باختلاف عندما كنت أحضر للتخييم مع أصدقائي والآن برفقة أسرتي، لأن المكان يلبي رغباتنا نحن الشباب، وكذلك يلبي الآن مطالبنا كأسرة، وبطبعي أنا من النوع الذي يظل في موقع واحد طوال رحلتي، ومن هذا الموقع أمارس الرياضات المائية، كما اقضي وعائلتي وقتاً في ممارسة بعض الأنشطة المحببة مثل: مشاهدة الطيور، وصيد الأسماك، والتصوير والمشي على الرمال في هذه الأجواء المعتدلة والهادئة.
وأضاف المنصوري: «تتميز منطقتا العقة والفقيت بقربهما من المدن في المنطقة الشرقية، الأمر الذي يضمن لك وجود وسائل اتصال وتواصل إذا حدث أي مكروه، بخلاف التخييم في البر خارج نطاق الاتصال، بجانب أن التخييم قرب المدن يمكّن المرء من الحصول على أي أغراض أو مواد غذائية إضافية احتاجتها العائلة إلى جانب التنوع في البرامج حيث يمكن أن تمارس الرياضات البحرية أو التمتع بزيارة المناطق السياحية في كل من خورفكان والعقة ذاتها، ووادي الوريعة الذي يتميز بوجود عيون المياه والشلالات إلى جانب المحمية الطبيعية التي تضم العديد من الحيوانات والطيور والحيوانات البرمائية.
ورأى المواطن سلطان الحمادي أن التخييم بمنطقة الفقيت تجربة مثالية على حد وصفه، مشيراً إلى أن جمال المنطقة التي تجتمع فيها الجبال الصخرية كخلفية ساحرة وشواطئ ذهبية على الساحل تمنح المخيمين فرصة الاختيار ما بين التخييم البحري والتخييم الجبلي، الشيء الذي يجذب عدداً كبيراً للمنطقة بسبب توفر المقومات السياحية من بحر وبر، إلى جانب توفر أماكن البيع والشراء والتزود بالمستلزمات الضرورية لقضاء رحلة ممتعة وشيقة، فضلاً عن أن الحفاظ على نظافة المكان هو الأمر السائد الذي لاحظته في رحلتي وكذلك الحفاظ على البيئة بجانب التقيد بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها علينا جائحة «كورونا»، مضيفاً: يمكنني القول إن رحلتي كانت ممتعة بعيداً عن صخب المدينة، استمتعت خلالها بالأجواء الطبيعية والطقس المعتدل خلال هذه الفترة، في وجود كل المقومات السياحية ووسائل الترفيه.
مقومات طبيعية
يقول المواطن عبدالرحمن هيكل: «دائماً ما تكون منطقة الفقيت والعقة وجهتي عندما أقرر التخييم وقضاء أيام جميلة بعيداً عن الضوضاء وهذه المرة كان الشوق يسبقنا إلى المكان، بسبب عدم قدرتنا العام الماضي على قضاء أيام جميلة والاستمتاع بممارسة التخييم بسبب جائحة «كورونا» التي فرضت، على كل دول العالم العام الماضي، التقيد بعدد من الإجراءات للحد من انتشار هذا الفيروس ومن ضمنها كانت سياسة التباعد، وبحمد الله انحسرت هذه الموجة وأخذت الدول في إلغاء بعض القيود مع الأخذ في الاعتبار أننا نلتزم بالضوابط التي تفرضها السلطات الصحية المسؤولة، ونحن نمارس السياحة وننصب خيامنا في الأماكن التي نختارها حسب الرغبة، ما بين التخييم على الجبال وبين رمال الصحارى أو اختيار السواحل والتمتع بقضاء الرحلة في هذه المنطقة التي أكسبها الانزلاق الساحلي مقومات طبيعية لم تتوفر في الأماكن القريبة، وأنا أحسبها من وجهة نظري الأفضل لممارسة رياضات الغوص والغطس على الشاطئ والرياضات المائية الأخرى، في ظل توفر خاصية استئجار المعدات من المتاجر القريبة من الشاطئ.
أجواء معتدلة
يرى سعود سلطان، أن التخييم في الساحل الشرقي بصفة عامة ومنطقتي العقة والفقيت بصفة خاصة يتناسب مع كل الفئات، إن كان الممارس لهذه السياحة الجميلة من الشباب أو العوائل والأسر الباحثة عن أجواء معتدلة ونقية، غارقة في الهدوء، خالية من الصخب وقريبة من الخدمات إذ لا تبعد الفقيت والعقة كثيراً عن مدن دبا وخورفكان والفجيرة، حال الحاجة إلى خدمات ضرورية أو طارئة، وتتناسب هذه المنطقة مع جميع الفئات المحبة للتخييم، كما يلاحظ تخصيص أماكن بعينها للعائلات للإحساس بالخصوصية، بعيداً عن الأماكن المخصصة للشباب، حيث يمكن أن ينظم المحب للتخييم البري رحلة للتخييم بما يهوى بعيداً عن الساحل بقليل بين الجبال وأشجار السدر والغاف التي تتوفر في المنطقة، فيما يمكن لعاشق التخييم البحري أن يقوم بذلك في المنطقة ذاتها، ويمارس السباحة في الشواطئ المخصصة إلى جانب مختلف أنواع الرياضة الشاطئية والبحرية، والاستمتاع برؤية الكائنات البحرية والشعب المرجانية والمشي على الشريط الرملي والتمتع بحمامات الشمس والحمام الرملي وسط بيئة طبيعية مثالية وبتكلفة زهيدة.