أبوظبي (الاتحاد)
نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، جلسة حوارية تحت عنوان «العنف ضد المرأة أسبابه وطرق الوقاية منه»، التي تم عقدها في ملتقى الأمم المتحدة في (إكسبو 2020 دبي)، وذلك بالتزامن مع الاحتفال العالمي بالقضاء على العنف ضد المرأة.
وقد ألقى الكلمات الافتتاحية كل من نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، والدكتورة دينا عساف المنسّقة المقيمة للأمم في الإمارات، ونائبة المفوض العام للأمم المتحدة في «إكسبو 2020»، وأندريا ماتيو فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات والدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي.
وتم تقسيم الجلسة الحوارية على ثلاثة محاور رئيسية، إذ استعرض المحور الأول السياسات والتشريعات ودورها في حماية المرأة، بمشاركة النقيب الدكتورة حواء الرئيسي، مدير فرع التوعية بإدارة حقوق الإنسان في وزارة الداخلية، فيما تطرق المحور الثاني إلى دور الآليات الوطنية وبرامجها لحماية المرأة من العنف، بمشاركة الدكتورة آمال محمود عبدالعال، المستشارة القانونية لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية، ومهرة راشد القبيسي، مدير إدارة الإيواء والرعاية لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية، كما ناقش المحور الأخير ظاهرة العنف ضد المرأة وكيفية الوقاية منه، بمشاركة غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل بمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال.
وتأتي الجلسة في إطار حرص الاتحاد النسائي العام على تعزيز الوعي بمكافحة كافة أشكال العنف ضد المرأة، وتوضيح دور الآليات الوطنية وجهودها في دعم مكافحة العنف ضد المرأة، وذلك انطلاقاً من حرص الاتحاد النسائي العام على الاضطلاع بدوره في دعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه قضايا المرأة في مختلف المجالات.
وقالت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إن مناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف الـ 25 من نوفمبر من كل عام، تمثل فرصة لتأكيد ما قدمته دولة الإمارات من أجل حماية المرأة من أي تمييز أو عنف يمارس بحقها، حيث تم اعتماد مجموعة تشريعات واستراتيجيات تسهم في رفع الوعي حول النساء وصون حقوقهن وحمايتهن.
أكدت سعادتها، أن دولة الإمارات تمتلك رؤية واضحة حول أهمية وجود آليات فاعلة لحماية المرأة، انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن للمرأة حقوقاً إنسانية لا يمكن المساس بها، لكونها الشريكة الفعالة في تكوين أسرة مستقرة وآمنة والعنصر الإنساني الذي يسهم في عملية البناء والتنمية، وهي ما يعول عليها دائما في تشكيل حاضر مزدهر ومستقبل مستدام للأجيال المقبلة وفيه كل ما تنشده الدولة من تطور ونماء.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تحارب العنف الممارس ضد النساء انطلاقاً من رؤيتها القائمة على نبذ العنف والتطرف والكراهية، وإعلاء شأن ثقافة وقيم التسامح والسلام والعيش بسلام، ولذا أكد قانون العقوبات الإماراتي تجريم العنف الممارس على الأشخاص، كما كفل دستور دولة الإمارات مسألة حماية وصون المرأة، وأقر مبدأ المساواة بينها وبين الرجل في العديد من الحقوق، وأهمها التعليم والعمل والحصول على المساعدات والمزايا الاجتماعية والصحية وشغل الوظائف الحكومية التي يشغلها الرجل وغيرها.
وأوضحت أن العمل على حماية وصون حقوق المرأة على اختلافها، جاء بفضل إقرار استراتيجيات وسياسات ومبادرات تؤكد هذه الاعتبارات، في ظل دعم وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي كان لسموها دور بارز في التوجيه نحو اعتماد آليات توفر الحماية للمرأة من أي تمييز أو إساءة، وفق سياسة متكاملة تقدم أكبر قدر ممكن للنساء من الحماية، حيث وجهت سموها بإطلاق مجموعة من الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية لتمكين المرأة وتعزيز دورها، كالاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017-2021، والخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال أصحاب الهمم 2017-2021، والاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021، وغيرها، عدا عن توجيه سموها لتمكين وحماية النساء في دول النزاعات، كدعم جهود تعزيز المساواة بين الجنسين، ووضع المرأة في أولويات سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات.
من ناحيته، قال أندريا ماتيو فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات: «لقد جعل الاتحاد الأوروبي من أولوياته الرئيسية منع ومكافحة جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. داخل حدودنا، نريد اقتراح تدابيرَ ملموسة جديدة لمنع العنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك على الإنترنت، لحماية الضحايا ودعمِهِن، وتسهيل وصولهِن إلى العدالة، وضمان تنسيقٍ أفضل بين السلطات المختصة. كما نأمل أن نتمكن من توسيع قائمة الجرائم في الاتحاد الأوروبي لَتشمَل خطاب الكراهية وجرائم الكراهية ضد المرأة.
وقالت الدكتورة دينا عساف المنسّقة المقيمة للأمم في الإمارات، ونائبة المفوض العام للأمم المتحدة في «إكسبو 2020»: يسعدنا استضافة هذه الندوة في ملتقى الأمم المتحدة في «إكسبو 2020» للاحتفال بحملة (لون العالم برتقالي)، ولإبراز أهمية السياسات وآليات الحماية والبرامج المحلية لضمان سلامة جميع النساء والبنات تواصل الأمم المتحدة دعمها المستمر لجهود الإمارات في القضاء على العنف ضد المرأة. لا سيما التزام دولة الإمارات بتعزيز حقوق المرأة في جميع المجالات وخلق بيئة آمنة لها. لذلك من المهم وجود الاتحاد النسائي العام والحكومة وشركاء المجتمع المدني معنا في ملتقى الأمم المتحدة لإرسال رسالة قوية حول الحاجة إلى التعاون، وضمان تضافر الجهود من أجل القضاء على العنف ضد المرأة.
من ناحيتها، قالت الدكتورة موزة الشحي، مدير مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي: «عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أكثر من مناسبة عن أن العنف ضد النساء والفتيات هو تحدٍ عالمي في مجال حقوق الإنسان، كما أن أزمة كوفيد - 19 ولّدت وباء موازيا هو ارتفاع مستويات العنف ضد المرأة بسبب الظروف الاستثنائية التي عاشها العالم، لذا فنحن نحث كل الدول على اتخاذ كافة التدابير التشريعية والمجتمعية الممكنة لوقف هذه الظاهرة».