سيد الحجار (أبوظبي)
أكد رجل الأعمال، وعضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، فرج علي بن حموده، أن مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ملهمة لقدرة الإنسان على العمل والمثابرة والنجاح وتحدي الصعاب، وأن دولة الإمارات قدمت أنموذجاً يحتذى به في البناء وربط الاقتصاد بالإنسان، منذ قيام دولة الاتحاد، فضلاً عن نجاحها في استشراف المستقبل، والتخطيط للخمسين عاماً المقبلة.
وأوضح فرج علي بن حموده أن الرابطة القوية التي جمعت بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما حكام الإمارات المؤسسين، ستظل أنموذجاً ملهماً للأجيال القادمة، في التمسك بروح الاتحاد وتحقيق الأحلام.
ويرى فرج علي بن حموده أن دولة الإمارات محظوظة بقيادتها الرشيدة منذ الشيخ زايد والشيخ راشد وإخوانهما حكام الإمارات وصولاً إلى قيادتنا الرشيدة اليوم التي تواصل مسيرة الآباء والأجداد، وأن الإمارات كانت محظوظة بحكام صادقين، لم يفكروا في مصالحهم الخاصة ولكن في مصلحة الدولة في المقام الأول.
ويؤكد أن المغفور له الشيخ زايد كان سابقاً لعصره، موضحاً أن عطاء الشيخ زايد بدأ حتى قبل توليه حكم أبوظبي عام 1966، حيث اهتم خلال فترة حكمه في مدينة العين بتقديم الكثير من الخدمات، رغم أنه خلال هذه الفترة لم يكن قد تم اكتشاف النفط، وكانت الحياة صعبة ولا تتوافر المدارس والمستشفيات والمرافق والطرق بشكلها الحالي، ولكنه واصل العمل لتحقيق الكثير من المكتسبات لشعبه، فضلاً عن نجاحه في إنهاء الخلافات بين القبائل، والعمل على توحيدها، ليكون ذلك بمثابة اللبنة الأولى للوحدة الأكبر بين الإمارات السبع، مع قيام دولة الاتحاد عام 1971.
وقال إن الشيخ زايد كان موفقاً في اختيار رجاله ومعاونيه، وكان مشجعاً ومحباً للراغبين في العمل والمبدعين والطموحين، وكان يتابع الأعمال بنفسه ويشجع المواطنين على العمل بكافة المجالات، في المقاولات والتجارة والاستثمار والصناعة.
«لا تنسون ربعكم»
ويُعد فرج بن حموده شاهداً على الكثير من مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بداية تأسيس الدولة، ويتذكر عندما بدأت العائلة في دراسة إنشاء مصنع للحليب بأبوظبي في السبعينيات من القرن الماضي حيث بادر بطلب أرض من الجهات المختصة، ولكن مع تأخر تسلم الأرض تحدث مباشرة مع الشيخ زايد في الأمر ليبادر القائد المؤسس على الفور بمنحه قطعة أرض، ويتم إصدار أول رخصة صناعية بإمارة أبوظبي، والتي أصبحت الآن واحدة من أبرز القلاع الصناعية بالدولة، وهي الشركة الوطنية للمواد الغذائية.
ويوضح فرج بن حموده أنه في بدايات النهضة العمرانية في دولة الإمارات وفي ظل حاجة السوق لمواد البناء، درست غرفة تجارة وصناعة أبوظبي إنشاء شركة مساهمة لاستيراد مواد البناء، حيث تم اختيار فرج بن حموده، وكان عضواً بمجلس إدارة الغرفة، رئيساً لمجلس إدارة الشركة الجديدة، مضيفاً أنه عند لقائه بالشيخ زايد وإطلاعه على الأمر كان اهتمام القائد المؤسس في المقام الأول بالاستفسار عن مدى استفادة المواطنين من الشركة الجديدة، وهل تم السماح لهم بالدخول كمساهمين في هذه الشركة، وذلك في إطار اهتمامه الدائم باستفادة المواطنين. ويتذكر فرج بن حموده، مقولة القائد المؤسس «لا تنسون ربعكم، ساعدوهم في السراء.. يساعدوكم في الضراء»، موضحاً أن الشيخ زايد كان حريصاً على تأسيس الشركات المساهمة لضمان استفادة المواطنين، وكان دائم السؤال عن راحة المواطن.
حكمة القائد
ويوضح أن الشيخ زايد كان يمتلك نظرة مستقبلية، ولديه تخطيط استراتيجي طويل المدى، وخطط جاهزة للتنفيذ، حيث بدأ في وقت مبكر في تمهيد وإعداد الطرق وإنشاء الدوائر والمجالس المحلية، فضلاً عن اهتمامه بمنح المواطنين أراضي تجارية، رغم عدم إدراك بعضهم لأهمية هذه الأراضي آنذاك. وخلال شهر أبريل الماضي، تم تكريم فرج علي بن حموده بـ«جائزة أبوظبي» في نسختها العاشرة، وذلك لمساهمته بأعمال جليلة في خدمة المجتمع.
قيم العطاء
يوضح فرج علي بن حموده أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، يُعد نموذجاً يحتذى به في تبني نهج التسامح، والعمل على ترسيخه قولاً وفعلاً، حيث كان يتميز بعطائه الإنساني والاجتماعي، وتقديم يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة دون تفرقة، وكان يدعو الجميع للتسامح وقبول الآخرين والتعايش معهم. ويضيف فرج بن حموده أن عطاء الشيخ زايد أسهم في مد جسور الإخاء بين شعب الإمارات وشعوب العالم كافة.