عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أنشطة وبرامج توعية بمرض سرطان البروستاتا، خلال شهر نوفمبر الجاري، الذي يشهد شهر التوعية بسرطان البروستاتا، أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال حول العالم.
وتتضمن الفعاليات والأنشطة التي نظمتها الوزارة، بالتعاون مع شعبة المسالك البولية بجمعية الإمارات الطبية، تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعية وعمل مطويات توعية، والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الطبية للتعريف بالمرض وطرق الوقاية منه وسبل العلاج.
وقال الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الصحة العامة، في تصريح لـ«الاتحاد»: «استهدفنا خلال الشهر الحالي تعزيز البرامج الوقائية الخاصة بسرطان البروستاتا، كمشاركة في شهر التوعية العالمي بهذا المرض».
وأضاف: «ركزنا في حملتنا على رفع درجة الوعي لدى الجمهور بالإجراءات والاحترازية وتثقيفهم حول برامج الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا».
وأشار إلى أن التثقيف الصحي والتأكيد على حقيقة أن (الوقاية خير من العلاج) أحد أهدافنا الرئيسية في وزارة الصحة، ويمكن الوقاية من هذا النوع من السرطان الذي يُعد واحداً من أكثر الأمراض خطورة وفتكاً بالإنسان، من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات البسيطة».
ووصف مرض سرطان البروستاتا، بأنه «المرض الصامت»، لأنه تكمن خطورته في أنه ينمو ببطء، ما يجعل أعراضه تظهر في المراحل المتقدمة، مشيراً إلى أن الكشف المبكر يمكن أن يضمن الشفاء بنسبة كبيرة جداً.
من جهته، قال الدكتور داني عبود، اختصاصي طب الأمراض البولية والتناسلية بالمستشفى الأميركي في دبي: «يبدأ سرطان البروستاتا عندما تبدأ خلايا غدة البروستاتا في النمو خارج نطاق السيطرة، والبروستاتا هي غدة توجد فقط في الذكور، ويمكن أن يتغير حجم البروستاتا مع تقدم الرجل في العمر».
وأضاف: «يعتبر سرطان البروستاتا نادر الحدوث عند الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، لكن فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا تزداد بسرعة بعد سن الخمسين، ويوجد حوالي 6 من كل 10 حالات من سرطان البروستاتا لدى الرجال الأكبر من 65 عاماً».
وأشار إلى أنه لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان البروستاتا، لا يمكن السيطرة على العديد من عوامل الخطورة مثل العمر والعرق والتاريخ العائلي، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها والتي قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
وذكر أن بعض الدراسات أظهرت أن الرجال الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة لديهم مخاطر أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا المتقدم أو سرطان البروستاتا الذي من المرجح أن يكون قاتلاً.
ولفت إلى أنه على الرغم من عدم توافق جميع الدراسات، فقد وجد العديد منها أن خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أعلى لدى الرجال الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على نسبة عالية من منتجات الألبان والكالسيوم.
وقال: «في الوقت الحالي، أفضل نصيحة هي اتباع نظام غذائي مناسب وصحيح، والتركيز على النشاط البدني لتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث يجب المحافظة على الوزن الصحي واتبع نمط الأكل الصحي، والذي يتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات الملونة والحبوب الكاملة، وتجنب أو حدد اللحوم الحمراء والمعالجة، والمشروبات المحلاة بالسكر، والأطعمة المصنعة للغاية».
وعن علامات وأعراض سرطان البروستاتا، أوضح عبود، بأنه يمكن اكتشاف معظم سرطان البروستاتا مبكراً من خلال الفحص، عادة لا يصاحب سرطان البروستاتا المبكر أي أعراض، ويمكن أن تتسبب سرطان البروستاتا الأكثر تقدماً في ظهور أعراض».
وقال: «من هذه الأعراض، مشاكل التبول، بما في ذلك جريان البول البطيء أو الضعيف أو الحاجة إلى التبول بكثرة، خاصة في الليل، مع وجود دم في البول أو السائل المنوي».
وأشار إلى أن من بين الأعراض، وجود ألم في الفخذين أو الظهر (العمود الفقري) أو الصدر (الضلوع) أو مناطق أخرى من السرطان الذي انتشر إلى العظام، بالإضافة إلى ضعف أو تنميل في الساقين أو القدمين.
وشدد على أهمية اختبار الرجال الأصحاء الذين لا يعانون أعراض سرطان البروستات، لافتاً إلى أن أمراض البروستاتا تؤدي إلى مشاكل في المسالك البولية والضعف الجنسي والعقم.
وقال: «عادة ما يلجأ الرجال لاستشارة الطبيب عند وصول الأعراض لديهم إلى مراحل متأخرة، لكن من الأفضل العمل على تشخيص المرض في مراحل مبكرة، حيث تتوافر خيارات علاجية عدة للرجال حتى في المراحل المتأخرة لظهور الأعراض لديهم».
من جانبه، أكد الدكتور ياسر جاسم، اختصاصي جراحة المسالك البولية بالمستشفى الكندي التخصصي بدبي، أنه في حالة الكشف المبكر لسرطان البروستاتا يكون العلاج غالباً ناجعاً وفعالاً وتكون نسب الشفاء عالية، أما في حالة التأخر في كشف المرض فإن العلاج يكون أقل فعالية، وقد يساعد في تخفيف الأعراض وأكثر تكلفه ويحتاج إلى وقت طويل.
وقال: «كل التوصيات الطبية تدعو إلى إجراء فحص البروستات بعد عمر 45 سنه وأكثر وخاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لسرطان البروستاتا، وإجراء الفحص يتم من خلال زيارة واحدة يقوم بها المريض إلى عيادة المسالك البولية، ويمكن الكشف عن العديد من حالات الإصابة بسرطان البروستاتا أثناء الفحص الدوري».
