هالة الخياط (أبوظبي)
تحتضن العاصمة أبوظبي العام المقبل فعاليات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية، الذي يعتبر أكبر فعالية متخصصة بقطاع النقل على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
وتعقد النسخة المقبلة من المعرض والمؤتمر يومي 17 و18 مايو المقبل بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، بالشراكة مع شركة الاتحاد للقطارات التي تعد جزءاً أساسياً من جهود تطوير شبكة سكك حديد دول مجلس التعاون الخليجي، حيث حققت الشركة تقدماً متميزاً على صعيد ربط دولة الإمارات بالدول المجاورة من خلال شبكة سكك حديدية تمتد عند اكتمالها على مسافة 1200 كيلومتر، وتهدف إلى ربط المراكز الرئيسية للصناعة والإنتاج والمراكز السكانية وتوفير خدمات نقل البضائع والركاب. وتأتي أهمية مؤتمر السكك الحديدية في الوقت التي تلتزم فيه الدولة بمسيرة الحياد الكربوني، وتسعى إلى تحقيق صفرية الانبعاثات الكربونية بحلول العام 2050.
وأكد سيف غباش مدير إدارة شؤون النقل البري في وزارة الطاقة والبنية التحتية، أن أهمية المعرض تكمن في تعزيز استراتيجيات النقل الجماعي، بما يساهم في التزام الدولة بالتعهدات الدولية المتعلقة بتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام النقل الفردي، وترجمة لما تضمنته استراتيجية الحياد المناخي والاستثمار في البنية التحتية.
وقال رداً على أسئلة لـ«الاتحاد» في مؤتمر صحفي أمس: إن «وزارة الطاقة والبنية التحتية في طور إعداد الاستراتيجية الوطنية للنقل الذكي والتي تهدف إلى تقليل استخدام الأفراد لسياراتهم الخاصة في التنقل، والاعتماد على وسائل النقل الجماعي.
وأشار إلى أن دبي حققت أرقاماً عالية في مجال النقل الجماعي، حيث يمثل 61% من النقل العام، والهدف الوصول إلى نسبة 70% خلال الأعوام المقبلة.
ولفت غباش إلى أن قطاع النقل يساهم في 22% من الانبعاثات الكربونية، والهدف الوصول إلى الحياد الصفري في 2050 من خلال زيادة الاعتماد على النقل الجماعي والمواصفات الفنية للمركبات واستيراد السيارات الكهربائية.
من جانبه، أوضح عمر السبيعي المدير التنفيذي للشؤون التجارية بالإنابة في شركة الاتحاد للقطارات، أن مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية سيكون بمثابة منصة مثالية لمشاركة أفضل الممارسات، واستكشاف أحدث التقنيات، وتعزيز الشراكات التي ستشكل مستقبل صناعة السكك الحديدية.
وأشار إلى أن شركة الاتحاد للقطارات تعمل بجد لإكمال شبكة السكك الحديدية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي واحدة من أهم مشاريع البنية التحتية واللوجستية في دولة الإمارات، وتعزيز نهج النقل القائم على السكك الحديدية بطريقة آمنة ومستدامة.
وأكد مواصلة الشركة قيادة إنشاء هذه الصناعة الجديدة داخل الإمارات، وتثقيف الشباب الإماراتيين وتوطين القوى العاملة.
وأشار السبيعي إلى أن الشركة بإطلاقها للحزمة الثانية، نجحت في تحقيق إنجازات مهمة في بناء شبكة السكك الحديدية الوطنية للدولة، مما يقربنا من استكمال الشبكة في الموعد المحدد. مشيراً إلى أن قطار الاتحاد يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% بالإضافة إلى السعة الاستيعابية التي تزداد بازدياد الشراكات، وتحقيق استدامة النقل التجاري وتحسين الأراضي حول السكك الحديدية.
ولفت السبيعي إلى أن السكك الحديدة التي يتم إنشاؤها قادرة على حمل جميع القطارات، سواء اللوجستية أو قطارات نقل الأفراد، ولكن خلال المرحلة الحالية فهي تستخدم في أغراض النقل اللوجستي.
وقال خليفة القبيسي الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة أبوظبي الوطنية للمعارض:«تفخر شركة أبوظبي الوطنية للمعارض باستضافة فعاليات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية 2022، ونتطلع إلى العمل على تقديم تجربة ناجحة لهذا الحدث الاستثنائي الذي يعقد في أبوظبي للمرة الأولى».
وأضاف أنه بالنظر إلى مكانة قطاع السكك الحديدية باعتباره أحد أهم القطاعات التي يتم تطويرها في المنطقة، فإن هذا الحدث يسهم في استشراف أهمية القطاع والمساهمة في تنويع محفظة الفعاليات التي تقام في أبوظبي.
وقال جيمي هوسي مدير مشروع مؤتمر ومعرض السكك الحديدية في الشرق الأوسط: «يعتبر نقل فعاليات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية إلى أبوظبي خطوة استراتيجية تتزامن مع فتح المزيد من الدول لممرات النقل إليها، حيث تلعب إمارة أبوظبي دوراً هاماً في قطاع النقل على مستوى منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها مركزاً للأعمال».
وأضاف: «ونظراً للاستثمارات المتزايدة في قطاع السكك الحديدية، فإن العديد من حكومات الدول على مستوى المنطقة تسعى إلى تحقيق التوازن بين النقل البري على الطرقات وبين النقل بالسكك الحديدية، لذلك قررنا تنظيم فعاليات معرض الطرق والمرور العام المقبل على هامش معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية، لتتكامل الفعاليتان فيما بينهما لخدمة منظومة قطاع النقل».