آمنة الكتبي(دبي)
يواصل صالح العامري رائد محاكاة الفضاء، مهمة «سيريوس» التي تستهدف إجراء محاكاة كاملة على مدى 8 أشهر متواصلة في بيئة تتسم بكافة الظروف والعوامل التي يمكن مواجهتها في الفضاء، مع التركيز على دراسة آثار العزلة على الجسم البشري، وأمضى 6 أيام منذ بدأ المهمة ودخوله برفقة الطاقم الدولي المكون من 6 أفراد إلى المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو، حيث سيراقب العلماء سلوكهم باستخدام الكاميرات المثبتة في جميع أنحاء المنشأة.
ويوفر المجمع التجريبي غرفاً مخصصة لكل مشارك تساعد في الخصوصية، بينما ستسمح لهم غرفة المعيشة الصغيرة بالتواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون، وتحتوي كل غرفة نوم على سرير ومكتب وخزانة، ويتكون المجمع من وحدات أنبوبية وله الهيكل غلافه الجوي وضغطه الجوي لخلق بيئة شبيهة بالفضاء، ولن يتمكن المشاركون من إجراء مكالمات هاتفية لأي شخص في العالم الخارجي، وسيسمح بتبادل رسائل البريد الإلكتروني ومكالمات فيديو محدودة لعائلاتهم، وستشمل الوجبات نفس الطعام المجفف الذي يتناوله رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية.
وحصل العامري على الوجبات الإماراتية التي حملها رائد الفضاء هزاع المنصوري، أول مواطن إماراتي في الفضاء، إلى محطة الفضاء الدولية، وتشمل المضروبة (الدجاج والأرز)، الصالونة (الدجاج، السمك، لحم الضأن أو مرق اللحم البقري)، والبلاليط (حلوى الشعيرية)، كما تشمل الأطعمة لرواد محاكاة الفضاء الأطباق المتنوعة، بما في ذلك الأطباق الروسية واليابانية والأميركية وتم توفير التمر العربي والقهوة العربية.
وتعد مهمة سيريوس 20/21 جزءاً من المشروع الذي يقيس التأثير النفسي والفسيولوجي على البشر الذين يعيشون في البيئات القاسية التي يواجهها رواد الفضاء أثناء السفر إلى الفضاء، وسيحاكي أعضاء الطاقم رحلة فضائية إلى القمر كجزء من التجربة، كما سيرسي رواد محاكاة الفضاء «مركبتهم الفضائية» بمحطة بين الكواكب وينتقلون إلى سفينة نقل ستقلهم إلى القمر، ومن ثم ستلتحم المركبة بـ «المحطة المدارية»، ويقومون بمحاكاة السير في الفضاء خارج الهيكل العائم، وسيتبع ذلك العديد من عمليات الهبوط على سطح القمر وتحليل البيانات، قبل «عودتهم إلى الأرض».
وتعتبر هذه المهمة الفريدة من نوعها، أول تجربة تتيح الفرصة أمام الشباب الإماراتي من مختلف المجالات العلمية ليكونوا جزءاً من تجربة محورية لتنفيذ مهام فضائية مستقبلية. كما ستسهم بشكل محوري في تطوير القدرات المحلية لتنفيذ مشروع «المريخ 2117» الذي يتضمن بناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول العام.
تجربة عالمية
تشارك الإمارات في تجربة عالمية لمحاكاة الحياة في الفضاء الخارجي، كجزء من سلسلة تجارب مشروع «البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة» المعروف باسم «سيروس 21/20 »، ويعقد «مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء» الذي يستمر 8 أشهر في المجمع التجريبي الروسي الخاص بأبحاث الفضاء (NEK) في موسكو، وتعتبر التجربة جزءاً من «مشروع المريخ 2117»، وسيركز المشروع في مراحله المختلفة على دراسة تأثير العزلة والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، كذلك تناغم الفريق الواحد للاستعداد لرحلات استكشاف الفضاء التي تستمر لفترات طويلة.