إبراهيم سليم (أبوظبي)
أشاد رجال دين من غير المسلمين بصدور قانون تنظيم مسائل الأحوال الشخصية لغير المسلمين في إمارة أبوظبي، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، معتبرين أنه بمثابة هدية في مناسبة الاحتفال بالـ«50»، وأنه امتداد لما تأسست عليه الدولة، من احترام المعتقدات والثقافات كافة.
وأكد الأب إبرام فاروق، راعي الكنيسة القبطية في أبوظبي، أن إصدار قانون للأحوال الشخصية لغير المسلمين يعد جوهرة فريدة تضاف إلى تاج الإنجازات غير المسبوقة لإمارة أبوظبي، كما يعزز دورها القيادي الرائد في احترام الحريات وتوفير مناخ جيد للمعيشة من خلال الاهتمام بالعنصر البشري دون تمييز الأمر الذي يحقق المزيد من الرفاهية والاستقرار الاجتماعي، مقدماً الشكر للقيادة الرشيدة على اهتمامها بكافة المقيمين على أرضها، متمنياً دوام الرقي والازدهار لدولة الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله».
من جانبه أكد أشعياء هارون، مسؤول بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أنه شاهد على إنجازات الإمارات في مختلف المجالات ومنها الجوانب التشريعية طيلة إقامته بالإمارات الممتدة منذ 45 عاماً، مؤكداً أن هذا القانون يعد هدية عام الخمسين التي تقدمها القيادة الرشيدة لغير المسلمين المقيمين في الإمارات عاصمة التسامح العالمي، والتي تضم أكثر من 200 جنسية من عقائد وثقافات روحية متنوعة، مؤكداً أن هذا ليس بجديد على دولة الريادة، والتي تتعامل مع المقيمين ليس كعابرين أو عاملين فقط، بل تهتم بالحياة والوصية عند انقضاء الأجل، فبالتالي تغرس الانتماء من الجميع لهذا الوطن المحب المتسامح.
وأشار إلى أن هذا القانون يجسد الحكمة والاهتمام بالإنسان أياً كان معتقده، ويسير على خطى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أنشأ دولة تقوم على الحب وإعلاء القيم الإنسانيّة.
ولفت إلى أن هذا القانون سيتأثر به كل المقيمين بشكل إيجابي لا حدود له، حيث يحتكم كل أهل شريعة إلى شريعتهم، علماً بأن الميراث والوصية والحضانة المشتركة والتبرع وغيرها من الأمور، تختلف بحسب أتباع الديانات السماوية والثقافات الروحية، وستجعل الاحتكام لمواد القانون المرجعية في حال الاختلاف إن وجد، وهو ما يعزز الثقة والمحبة أيضاً ففي القانون تنظيم للأفراد وحماية للمجتمع.
من جانبه قال الأب بيشوي فخري راعٍ بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأبوظبي: «يُعَدُّ إصدار القيادة الرشيدة لقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين سبقاً إنسانياً فريداً لمفهوم المجتمع الإنساني الناضج، والذي تتجلى فيه سماحة أرض زايد الخير لممارسة التشريعات الخاصة بكل طائفة وجنس وعرق يعيش في كنف هذا البلد العظيم، بما يتوافق مع تقاليد وثقافة كل شعب وأمة».
وأضاف: «كما يُعَدُّ هذا القانون سبقاً عظيماً، يضاف إلى الإنجازات التشريعية المتميزة لدولة الإمارات الغراء»، مثل إصدار مرسوم بقانون مكافحة التمييز ونبذ الكراهية وإنشاء وزارة للتعايش والتسامح ودائرة تنمية المجتمع وإنشاء آلية قضائية لوصايا غير المسلمين وإصدار وثيقة الأخوة الإنسانية وغيرها الكثير والغزير.
وقال الأب بيشوي: «في كل زمانٍ تُثبت دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تثبت اهتمامها بسعادة الإنسان الذي يقطن على أرضها الخيرة».
مجهود نبيل
وأضاف الأب بيشوي فخري: دائماً ما تتميز دائرة القضاء بمجهود نبيلٍ وسبَّاق وفقاً لرؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس دائرة القضاء في أبوظبي، فمن خلال هذا القانون الذي يهدف إلى استقرار الأسرة والتنشئة السوية للأبناء، أتاحت الفرصة للمشاركة المجتمعية في تحقيق هذه الأهداف السامية من خلال حرية تطبيق التشريعات البناءة بما يتناسب مع تقاليد كل مجتمع وطائفة وكأنهم يعيشون في بلادهم الأصلية، يا لعظمة هذه الرؤية ويا للحكمة في تعزيز الانتماء لهذا المجتمع الإنساني الراقي. هنيئاً للإمارات بقيادتها وهنيئاً لساكنيها بروح زايد المثمرة خيراً للإنسانية جمعاء.