عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
منذ انطلاق دورته الأولى في العاصمة البريطانية «لندن» قبل 170 عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 1851، شكّل معرض «إكسبو» الدولي منصة عالمية لعرض آلاف الاختراعات والابتكارات والإبداعات التي توصلت إليها البشرية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتحول المعرض الدولي إلى ما يشبه «المختبر الإبداعي» لعرض إنجازات البشرية في الإبداع والاختراع والابتكار، وعُرض خلال دوراته السابقة أكثر من 100 ألف اختراع، أسهمت في تغيير وجه الحياة على كوكب الأرض.
تزامناً مع الذكرى الـ400 لاكتشاف أميركا على أيدي الرحالة الأسباني، كريستوفر كولومبوس، في العام 1492، استضافت مدينة شيكاغو الأميركية خلال العام 1893 إحدى دورات معرض إكسبو الدولي، وأقيمت في منطقة أُطلق عليها اسم «المدينة البيضاء»، حيث غُطيت واجهات المباني باللون الأبيض.
وشاركت في معرض إكسبو شيكاغو 1893 نحو 46 دولة، وحضره نحو 27 مليون زائر على مدى 6 أشهر، وحقق إيرادات مالية كبيرة، وتميز بظهور العديد من الاختراعات والابتكارات، منها ما يُعرف بـ«السحّاب» أو «السوستة» التي شكلت ثورة في عالم الأزياء والموضة.
يُنسب اختراع «السحّاب» إلى المخترع الأميركي، وايتكومب جادسون، الذي أخرجه إلى النور لأول مرة في العام 1891، وبعدها بعامين قدمه إلى معرض إكسبو شيكاغو 1893، وحصل على براءة الاختراع في 29 أغسطس من نفس العام، ووقتها ظهر «السحّاب» أو «السوستة» بصورة مختلفة عن شكلها العصري الذي يوجد حالياً في المعاطف والحقائب والفساتين. وظهر «السحّاب» لأول مرة خلال معرض إكسبو شيكاغو 1893 في صورة سلسلة من الخطافات والعيون المترابطة بمشبك يمكن تثبيته أو فكه بحركة واحدة مستمرة، وكان الغرض منه في البداية أن يكون بديلاً عن رباط الحذاء العادي أو الحذاء بالرقبة الطويلة. وفي أعقاب معرض إكسبو شيكاغو 1893، نجح المخترع الأميركي، وايتكومب جادسون، في تأسيس شركة عالمية متخصصة في إنتاج وصناعة «السحّاب»، عُرفت بـ«شركة فاستنر العالمية».
وبعدها بـ20 عاماً نجح المهندس السويدي، غيدون صندباك، في تطوير منتج جادسون، وأدخل عليه بعض التعديلات ليظهر بصورة قريبة من شكله الحالي، الأمر الذي ساهم في انتشار «السحاب» في جميع أنحاء العالم، وأصبح يُستخدم في العديد من المجالات.
