عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
منذ انطلاق دورته الأولى في العاصمة البريطانية «لندن» قبل 170 عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 1851، شكّل معرض «إكسبو» الدولي منصة عالمية لعرض آلاف الاختراعات والابتكارات والإبداعات التي توصلت إليها البشرية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتحول المعرض الدولي إلى ما يشبه «المختبر الإبداعي» لعرض إنجازات البشرية في الإبداع والاختراع والابتكار، وعُرض خلال دوراته السابقة أكثر من 100 ألف اختراع، أسهمت في تغيير وجه الحياة على كوكب الأرض.
بالقرب من شارع الشانزليزيه، أحد أرقى وأعرق شوارع العاصمة الفرنسية «باريس»، شُيد قصر الصناعة في عام 1852 ليكون مقراً لدورة معرض إكسبو الدولي التي استضافتها العاصمة الفرنسية عام 1855 بمشاركة 27 دولة، وبحضور 5 ملايين زائر.
وخُصص معرض إكسبو باريس 1855 للعديد من المجالات الزراعية والصناعية والتجارية، إلى جانب مجالات أخرى، منها الفنون، والتعدين، والصيدلة، والأدوية، والأثاث والديكور.
وظهرت خلال معرض إكسبو باريس 1855 بعض الابتكارات والاختراعات الحديثة، أبرزها آلة الخياطة المعروف بـ «سينجر» نسبة إلى مخترعها الميكانيكي الأميركي، إسحاق ميريت سينجر. وكانت الخمسين عاماً الأولى من القرن الـ 19 شهدت سباقاً لصنع واختراع أول آلة خياطة، وفي عام 1804 سجل المخترع جيمس هندرسون، إحدى أوائل العلامات التجارية لماكينة الخياطة، وفي عام 1830 طور المخترع بارثملي ثيمونييه، ماكينة الخياطة بشكل جديد، ونجح في إنتاج 80 ماكينة للخياطة، غير أن اختراعه لم يدم طويلاً.
وفي عام 1851 نجح الميكانيكي الأميركي إسحاق ميريت سينجر، في إصلاح وتطوير آلة خياطة صممها مخترع يدعى ليرو وبلودجيت، وتوصل إلى تصميم نسخة محسنة ومتطورة من الماكينة شملت ذراعاً متدلياً يثبت إبرة الخياطة في مكانها، وحصل على براءة اختراع للنسخة المعدلة من الماكينة، وأطلق عليها اسم «سينجر».
وفي عام 1855، قدم الميكانيكي الأميركي إسحاق ميريت سينجر، ماكينة الخياطة الجديدة والمتطورة إلى معرض إكسبو باريس، وفازت بالجائزة الأولى ضمن فئة «الآلات الخاصة». وفي أعقاب معرض إكسبو باريس 1855، أصبحت ماكينة الخياطة «سينجر» العلامة التجارية الأكثر مبيعاً في العالم من بين العديد من آلات الخياطة، وأصبح إسحاق سينجر من أبرز الشخصيات الصناعية في المجتمع الأميركي، وتحول من مجرد ميكانيكي فقير إلى شخص ثري، وانتقل للعيش في إنجلترا.
