أحمد مراد (القاهرة)
منذ انطلاق دورته الأولى في العاصمة البريطانية «لندن» قبل 170 عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 1851، شكّل معرض «إكسبو» الدولي منصة عالمية لعرض آلاف الاختراعات والابتكارات والإبداعات التي توصلت إليها البشرية في مختلف مجالات الحياة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وتحوّل المعرض الدولي إلى ما يشبه «المختبر الإبداعي» لعرض إنجازات البشرية في الإبداع والاختراع والابتكار، وعُرض خلال دوراته السابقة أكثر من 100 ألف اختراع، أسهمت في تغيير وجه الحياة على كوكب الأرض.
في مطلع ستينيات القرن العشرين، وبالتحديد، خلال الفترة من 21 أبريل وحتى 21 أكتوبر العام 1962، استضافت مدينة سياتل الأميركية، المطلة على المحيط الهادي، دورة جديدة لمعرض إكسبو الدولي، عُرفت بـ «معرض القرن الحادي والعشرين»، وطُرحت خلاله بعض الأفكار التي دارت حول كيف يعيش البشر بعد العام 2000، وقد حضره ما يقارب 10 ملايين زائر من داخل أميركا وخارجها. وشهد معرض إكسبو سياتل 1962 ظهور بعض الابتكارات والاختراعات الحديثة التي أحدثت قفزة حضارية نوعية، أبرزها ظهور قطار معلق بلا عجلات عُرف بـ «المونوريل»، وهو قطار قادر على السفر بسرعة 500 ميل في الساعة تابع لشركة «فورد موتور».
وصُمم مفهوم القطار المعلق أو «المونوريل» على أساس تقنية تُعرف بـ«GEM» للتنقل بين المدن، وهو ينزلق على وسادة من الهواء توفرها الضاغطات التوربينية، وذلك باستخدام مراوح عملاقة للدفع، وآنذاك اعتبرت هذه التقنية محور مستقبل التنقل في العالم، ورغم ذلك لم تُطبق في القطارات قط. وفي فترة لاحقة، أدرك مهندسو شركة «فورد موتورز» فوائد القضاء على الاحتكاك بين العربات، والسكك الحديدية، ويعتمد ذلك على المبدأ الذي يسمح حالياً للقطارات ذات الرفع المغناطيسي، وعربات الـ «هايبرلوب» بالتحرك بسرعات محطمة للأرقام القياسية.