سامي عبد الرؤوف (دبي)
انطلقت، أمس «الأحد»، فعاليات قمة «أقدر» العالمية في نسختها الرابعة تحت شعار: «المواطنة الإيجابية العالمية- تمكين فرص الاستثمار المستدام»، وذلك في جناح فزعة بـ«إكسبو 2020 دبي»، بمنطقة التنقل. وتهدف فعاليات القمة التي هي إحدى مبادرات برنامج خليفة للتمكين «أقدر»، إلى تعزيز دور القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتطوير شراكات غنية مستدامة بين الحكومات والمنظمات الدولية، ونشر فكر المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهجه في التسامح والسلام والتعايش بين الناس. كما تهدف القمة إلى توفير بيئة عمل لتوليد فرص الاستثمار والنمو والابتكار والتعاون بين الدول والأفراد.
وتنعقد فعاليات قمة «أقدر» العالمية خلال الفترة من الرابع والعشرين وحتى الثلاثين من شهر أكتوبر الجاري، حيث يستضيف جناح «فزعة» بمنطقة التنقل جانباً من الفعاليات، فيما يستضيف مركز المعارض بإكسبو «جنوب» (A1، C1) الفعاليات المتبقية. وتمثل قمة «أقدر» منصة للتلاقي والحوار الحضاري والثقافي مع نخبة من المختصين وصناع القرار والمديرين التنفيذيين في قطاعات حكومية وخاصة.
وبدأت فعاليات القمة أمس، بطاولة «أقدر» المستديرة، وهي فعالية دولية معتمدة في الحوارات والنقاشات والجلسات الدولية، وتأتي بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب وتستمر بشكل يومي.
وتستضيف نخبة من المتحدثين في ثلاثة مواضيع رئيسية، تتعلق بتعزيز المواطنة الإيجابية العالمية، من خلال دور الإعلام الحديث والتواصل الاجتماعي ودور علوم الفضاء ودور السينما والتصوير الفوتوغرافي.
وبعد النقاشات، سيتم رفع التوصيات إلى أصحاب القرار لدى الجهات المعنية، وقد تناول المتحدثون في اليوم الأول الذي انعقد في جناح «فزعة» دور الإعلام الحديث في تعزيز السلوكيات الإيجابية، خاصة مع انتشاره العالمي ووصوله إلى شرائح متعددة من فئات المجتمع وحجم التفاعل الكبير وتأثيره المباشر على النشء. ثم بدأت فعالية «ملتقيات التعاون الثقافي» المنصة الدولية التي تشمل عدة برامج تفاعلية ثقافية وتدريبية وعلمية من مختلف أنحاء العالم، مثل الصين، ألمانيا، إسرائيل والهند وغيرها، بهدف الاطلاع على التجارب العالمية وإبراز مختلف ثقافات العالم وترابطها مع أهداف العنوان الرئيسي المختار لهذه السنة المواطنة الإيجابية العالمية.
وانطلقت هذه الملتقيات من خلال فعالية «ملتقى القيادة الإيجابية»، وتناول دور القيادة في تعزيز العمل المؤسسي، والارتقاء بقيم وسلوكيات المجتمع.
بعد ذلك، انطلقت فعالية «المصداقية الإماراتية» في أولى جلساتها بالشراكة مع الخدمة الوطنية والاحتياطية وعدد من الجهات الحكومية الأخرى التي تشارك تباعاً في الجلسات في منصة دولية متنوعة يتم تنفيذها عن طريق عدة مؤسسات وطنية.
وتهدف إلى تسليط الضوء على الصفات والقيم الإماراتية والتي نبعت من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهات القيادة الرشيدة، لتجعل المواطن الإماراتي وفق صفات عدة، منها: مقدام، كفء، متميز وناجح.
وتُعد هذه الفعالية، فرصة لمن يريد التعرف من قرب على الشخصية والقيم الإماراتية، وقد بدأت بتناول موضوع «الإماراتي ملتزم بخدمة وطنه»، وأبرزت كيفية التزام أبناء الإمارات وضرب أروع الأمثلة في خدمة الوطن ودورهم في تحقيق طموحات القيادة، والإسهام في تعزيز مسيرة الدولة الحضارية، وتحدث فيها ميثاء راشد وسالم محمد وأحمد الزيدي وعمر الحمادي.
20 فعالية
وقام معالي الفريق عبد الله المري، القائد العام لشرطة دبي، بجولة في أرجاء المعرض المصاحب للقمة، حيث اطلع على خدمات ومبادرات العديد من الجهات المشاركة، منها مبادرة «فزعة»، إحدى مبادرات صندوق التكافل الاجتماعي لموظفي وزارة الداخلية.
وقال المستشار الدكتور إبراهيم الدبل، الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين «أقدر»، في تصريحات صحفية على هامش انطلاق القمة أمس: «تنظم قمة (أقدر) أكثر من 20 فعالية على مدار أسبوع كامل، تغطي مختلف الجوانب المحددة لجدول أعمال القمة». وأشار إلى أن من بين أهم الفعاليات دور الإعلام الحديث في تعزيز المفاهيم الإيجابية، وموضوعات تتعلق بأعداد قيادات مستقبلية، والمفاهيم والقيم الإماراتية التي يتحلى بها الإنسان الإماراتي، وكذلك يتم استعراض نماذج إماراتية خلال القمة، ودور الشعب في تعزيز المواطنة الإيجابية وتعزيز العمل الإنساني من خلال تعزيز مفاهيم المواطنة الإيجابية.
وقال العقيد عبد الرحمن المنصوري، نائب الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين «أقدر»: «من بين الفعاليات التي عقدت ورشة عمل عن المواطنة الإيجابية العالمية، ودور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز المواطنة الإيجابية».
وأضاف: «سيتم عرض النتائج التي تم التوصل إليها من خلال الطاولة المستديرة الخاصة بهذا الموضوع، على صناع القرار والمسؤولين، للاستفادة منها».
نماذج ملهمة
توالت الفعاليات مع عقد جلسة «إماراتي وأقدر»، وهي منصة متميزة تستضيف شخصيات إماراتية متميزة في مجالات عدة، حيث يتم تسليط الضوء على ما حققته هذه الشخصيات من إنجازات وابتكارات متميزة، ساهمت في نهضة المجتمع، والتي بدورها تركت بصمة إماراتية في مختلف المجالات.
وتحدثت في الجلسة الأولى، هدى المطروشي، أول إماراتية متخصصة في تصليح المركبات، وتملك ورشة لذلك، حيث تحدثت عن تجربتها في تخطي المعوقات والتحديثات بالإرادة والصبر، مشيرة إلى أن الدعم الذي تلقته من القيادة الرشيدة جعلتها تفتخر بما عملته وتشجع كل بنات جيلها من الإماراتيات إلى تحقيق طموحاتهن والارتقاء بقدراتهن.
حوارات فكرية
أُقيمت فعالية «جلسات أقدر الحوارية»، وهي جلسات حوارية فكرية وعلمية متنوعة تجمع نخبة من المتحدثين في مختلف القطاعات المجتمعية والمهنية والدولية والعلمية للتعرف على مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية من جوانب عدة.
وتحاور في الجلسة الأولى من هذه الفعالية التي تناولت محور المواطنة الإيجابية في تعزيز الأخوة الإنسانية، معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ودالي دالون، المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، وأدارها الإعلامي أيوب يوسف.
ثم اختتمت فعاليات اليوم الأول، بفعالية الموروث الشعبي والمواطنة الإيجابية العالمية التي تأتي بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وعدد من أجنحة الدول المشاركة بـ«إكسبو 2020 دبي»، ويتم فيها عرض رموز تراثية متنوعة محلية وعالمية ضمن الموروث الشعبي، وكيف تتلاقى الثقافات العالمية من خلال رموز مشتركة مثل الجمل والسفينة والماشية والنخيل وغيرها. وتناولت أولى الحلقات العلاقة الثقافية بين الإمارات والمغرب والتشابه الحضاري عبر دراسة رموز هذا التلاقي، وتم دراسة الجمل كرمز ثقافي بين البلدين الذي يظهر التلاقي الحضاري بين شرق الوطن العربي وغربه.