طه حسيب (أبوظبي)
تحت عنوان «الاتفاق الإبراهيمي.. فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة»، يعقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، التابع لجامعة تل أبيب، وبمشاركة صحيفة «الاتحاد» ندوة في 27 أكتوبر الجاري في مقر الجامعة بالعاصمة الإسرائيلية. ويشارك في الندوة نخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين الإماراتيين والإسرائيليين.
وتشمل الندوة ثلاث جلسات نقاشية: الأولى بعنوان: «دور الثقافة في تعزيز قيم التسامح والحوار»، والثانية حول «دور الإعلام في تعزيز السلام والأخوة الإنسانية»، وتناقش الجلسة الثالثة: «آفاق التعاون في التنمية والتكنولوجيا»، فيما يسبق الندوة بيوم انعقاد مائدة مستديرة تمهيدية مشتركة.
ويرى الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن ندوة «الاتفاق الإبراهيمي.. فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة»، تأتي لتعزيز مسارات الحفاظ على السلام. وأضاف العلي: الحفاظ على السلام أكثر أهمية وأعظم مسؤولية من صنعه، فاستدامة السلام ليست بالمهمة السهلة أو التلقائية، بل تحتاج إلى توافر عوامل أخرى مهمة داعمة من خلالها يتم ترسيخ السلام وتطويره كمفهوم فكري اقتصادي إنساني وسياسي، كي تكون في مخرجاته فائدة شاملة للأطراف كلها، سواء كانت مشتركة في صنعه أم لا.
وأوضح العلي أنه ينبغي على الدول الصانعة للسلام الدفع بالتفاهم والتعاون فيما بينها كي يتجاوز أطره المؤسساتية المحدودة، والعمل على ترسيخ أسس السلام القائم بينها عبر سبل متنوعة، فتضع قاعدة صلبة من المصالح المشتركة من خلال تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والثقافي والإعلامي والتكنولوجي والسياسي بما يعود بالنفع على الأطراف كافة، ويقدم الدليل للشعوب على أن السلام هو مصلحة لها.
وعبَّر الرئيس التنفيذي لمركز تريندز عن تفاؤله بمستقبل الاتفاق الإبراهيمي وآثاره الإيجابية في المنطقة، سيما وأن توافر الإرادة السياسية والرغبة الحقة في تحقيق السلام واستدامته، أمر راسخ لدى دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتسم بسياساتها الداخلية والخارجية المتزنة ذات الطبيعة السلمية وجهودها الدؤوبة لنشر ثقافة السلام والتسامح في المنطقة والعالم.
وأكد العلي أن الاتفاق الإبراهيمي من أبرز التحولات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، إذ مثَّلت مواثيقه تحولاً غير تقليدي في مفهومي الجغرافيا السياسية والإنسانية في منطقة عمومها غير مستقر لما يقارب العقدين من الزمن، مشيراً إلى أن قراءة بنود اتفاق السلام الموقع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تكشف عن حيثيات وأفكار تؤكد أهمية السعي إلى تكريس السلام في هذه المنطقة من العالم، وتؤكد اجتثاث الفكر المتطرف وإنهاء النزاعات، من أجل منح الإنسان مستقبلاً أفضل.
ويرى حمد الكعبي رئيس تحرير «الاتحاد»، الذي يشارك بورقة في الندوة، أن المشاركة في «ندوة الاتفاق الإبراهيمي.. فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة»، خطوة عملية تعكس أهمية تعاون الصحف ومراكز البحوث والمؤسسات الأكاديمية من أجل لعب دور إيجابي يعزز ثقافة السلام، ويحول الرؤى إلى واقعٍ على الأرض، أملاً في مستقبل أفضل لشعوب المنطقة. وأضاف الكعبي أن الندوة فرصة لحوار إيجابي في فضاء بحثي وساحة أكاديمية، يأتي بعد مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل، وهي خطوة جديرة بالمتابعة والتحليل، كونها ترسم مسارات جديدة للمنطقة، التي تحتاج شعوبها الآن إلى مواكبة المستقبل بالحوار والتعاون، لتحقيق مصالح الشعوب، وتغليب النهج الإنساني في التصدي للتحديات العالمية المشتركة.
دور إيجابي في مواكبة السلام
تشارك صحيفة «الاتحاد» في الندوة انطلاقاً من مسيرتها في تعزيز الحوار والتعايش والتسامح، ضمن رؤية تلتزم بها «الاتحاد» في محتواها التحريري ورسالتها التنويرية. ودأبت «الاتحاد» على مواكبة سياسات التسامح والتواصل مع العالم، ولدى الصحيفة تجربة ثرية في عام التسامح، عام 2019، حيث رافقت رحلة عودة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية من أبوظبي، بعد توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» وتوجهها إلى حاضرة الفاتيكان.. كما كانت صحيفة «الاتحاد» حاضرة أثناء توقيع اتفاق السلام الإبراهيمي في العاصمة الأميركية واشنطن يوم 15 سبتمبر 2020، وتبادلت النشر المتزامن مع صحيفة يديعوت أحرونوت يوم توقيع الاتفاق الإبراهيمي، في بادرة هي الأولى في وسائل الإعلام الإماراتية.
ويشارك في الندوة محمد محمود الخاجة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في إسرائيل، وباحثون إماراتيون وإسرائيليون، من بينهم الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ«تريندز للبحوث والاستشارات»، وإليازية الحوسني رئيس قسم الإعلام بـ«تريندز»، وعوزي رابي مدير مركز «موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا»، وميليت شامير نائب رئيس جامعة تل أبيب للشؤون الأكاديمية الدولية، وستيفن بلاكويل المستشار العلمي بمركز تريندز للبحوث والاستشارات.