خولة علي (دبي)
غرينادا إحدى الجزر الأكثر خضرة في منطقة البحر الكاريبي، يستكشفها الزائر ما إن يعبر بوابة جناحها في «إكسبو 2020»، ليجد نفسه بين جمال الطبيعة البكر، ورائحة التوابل القوية التي تتمتع بها. وغرينادا، اسم يعيد لنا ذاكرة «غرناطة» الأندلسية العريقة بتاريخها وتراثها، وأطلق عليها الإسبان هذا الاسم، أثناء وجودهم فيها كمستعمرين.
وتكشف الجزيرة عن تأثّرها بعدد من الثقافات نتيجة تعاقب الحملات الاستعمارية عليها، حيث ظهر التمازج بين العادات الأوروبية والأفريقية والهندية ومنطقة البحر الكاريبي. وتعتبر اللغة الإنجليزية المحلية هي اللغة الرسمية لغرينادا، فيما يستخدم 10 إلى 20% من سكانها اللغة «الكريولية» الناتجة من المستعمرات الفرنسية الأولى ولغات الأفارقة الذين سكنوا الجزيرة.
الذهب الأسود
سُميَّت غرينادا بجزيرة التوابل لكونها تمتلك صناعة توابل ضخمة وتُعد أكبر المصدِّرين لها، ومنها القرفة، الزنجبيل، القرنفل، أوراق الغار والكركم. ويتصدَّرها جوز الطيب، وهذا ما يفسِّر تواجد هذه النبتة على علم الدولة، ويقبع مجسَّم كبير لجوزة الطيب في وسط الجناح، وتُعتبر الذهب الأسود في غرينادا وأهم صادراتها، وتمثِّل 20% من الإنتاج العالمي. كما تنتشر فيها أشجار الكاكاو المصنّفة كأحد أفضل الأنواع في العالم، ويستخدم ثمرتها صنّاع الشكولاتة عن طريق دعك الحبوب وطحنها لتشكيل ألواح الشوكولاتة، وتمتلك هذه الجزيرة الصغيرة مقوِّمات اقتصادية كثيرة ساهمت في إظهارها عالمياً.
حديقة منحوتات
من المحطات المذهلة في الجناح، حديقة منحوتات في قاع الماء، وقد تم تصميمها بهدف المساعدة في الحفاظ على الشعاب المرجانية، خصوصاً في المناطق المتضرِّرة. وتعمل هذه المنحوتات كشعاب مرجانية اصطناعية ساهمت في اجتذاب مجموعة من الكائنات البحرية، وقد تم بناؤها من الخرسان المسلَّح القوي بحيث تستطيع مقاومة الملوحة. وهذه التماثيل تصوِّر سكان غرينادا وارتباطهم بالبحر، حيث تندمج مع البيئة البحرية بشكل رائع.
ويُعتبر الغوص واحداً من أكثر وسائل الترفيه شعبية في غرينادا، ووجود حديقة منحوتات تحت الماء يحفِّز الكثير من الزوار لخوض تجربة الغطس ورؤية التماثيل التي صُمِّمت بأنشطة متنوِّعة، فمنها الجالسون والواقفون، ومن يركبون دراجة أو يعملون على الآلة الكاتبة وسواها من الممارسات المثيرة.
ثقافة وفنون
وتشغل مساحة واسعة من الجناح أعمال لمجموعة من الفنانين من غرينادا، وتكشف عن مواهبهم مع إظهار ثقافة الجزيرة ومقوِّماتها الاقتصادية، بالإضافة إلى طبيعتها الساحرة. أما مصمِّمة الجناح فهي كيرلين أرييل آن فرانك، طالبة من غرينادا، ساهمت من خلال هذه البوابة الصغيرة في عرض ما تتمتع به بلادها من مجالات اقتصادية وسياحية مهمة، بالرغم من صغر حجمها، حيث استطاعت أن تدخل في سباق الاقتصاد العالمي.
وتتوزَّع في الجناح شاشات رقمية، تأخذ الزائر في رحلة إلى قلب الطبيعة الاستوائية في غرينادا، لاستكشاف أبرز معالمها.
جوزة الطيب
غرينادا، دولة صغيرة عدد سكانها نحو 95 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 344 كيلومتراً مربعاً، وتكاد لا تُرى على خريطة العالم، إلا أنها تشتهر على نطاق واسع بوفرة التوابل وجمالها البكر ولطافة شعبها وكرمه. ونظراً لخصوبة تربتها ووفرة المياه فيها، تتمتع بغطاء نباتي متنوِّع من أشجار النخيل وجوز الهند والكاكاو والفواكه. وتُعد جوزة الطيب أكثر التوابل شهرة في البلاد، إلى درجة أنها مطبوعة على علم الدولة.
شلالات
تتمتع غرينادا بطبيعتها الساحرة، حيث تتدفّق فيها الشلالات المنعشة، ومنها شلال أنانديل الذي يعد الأكثر شهرة لقربه من العاصمة سانت جورج. وتشتهر الجزيرة بالبراكين الخامدة التي تحوّلت إلى بحيرات، ومنها بحيرة إيتانج الكبرى المحاطة بالغابات والمليئة بالحياة البرية، كالطيور زاهية الألوان والحيوانات التي تتمتّع بها بيئة غرينادا الاستوائية.