السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المسكن 67».. أعجوبة «إكسبو مونتريال»

«المسكن 67».. أعجوبة «إكسبو مونتريال»
20 أكتوبر 2021 03:05

أحمد مراد (القاهرة)

استضافت مدينة مونتريال، الواقعة على نهر سانت لورانس في مقاطعة كيبيك جنوب شرق كندا، خلال الفترة من 27 أبريل، وحتى 29 أكتوبر من عام 1967، إحدى أنجح دورات معرض إكسبو الدولي، ووصفت بأنها رابع أكبر معرض دولي ناجح في التاريخ.
شارك رؤساء 53 دولة في افتتاح معرض إكسبو مونتريال 1967، وبحضور 335 ألف زائر، وفي يومه الثالث سجل المعرض الدولي رقماً قياسياً لعدد الزوار في يوم واحد بـ 569500 زائر.
وعلى مدى 6 أشهر، استمر المعرض في استقبال الزوار من داخل كندا وخارجها، حتى تجاوز عدد زواره الـ 50 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم. وجاء معرض إكسبو مونتريال 1967، تزامناً مع احتفالات كندا بالذكرى المئوية لتأسيسها، وحمل عنوان «الإنسان وعالمه»، وضم 90 جناحاً للدول المشاركة.

67 بيتاً
قبل انطلاق معرض إكسبو مونتريال بـ 4 أعوام، وبالتحديد في عام 1963، بدأت أعمال البناء اللازمة لاستضافة المعرض الدولي، وشملت توسع جزيرة سانت هيلين، وإنشاء جزيرة جديدة، وبناء مجموعة من المباني الضخمة، كان أبرزها ما عُرف بمشروع «الموطن 67» أو «المسكن 67» أو «Habitat 67»، وهو عبارة عن مجمع سكني أنموذجي يضم 67 بيتاً، ويتميز بتصميم معماري وهندسي غريب وفريد من نوعه.
ويقع المجمع السكني الغريب والفريد على شاطئ نهر «سانت لورانس» في مدينة مونتريال الكندية، وصممه المهندس المعماري الكندي، موشيه سافادي، الذي عزم منذ البداية على تصميم مجمع سكني مبتكر وفريد.

مبانٍ بـ «المكعبات»
يُعتبر المجمع السكني «الموطن 67» أو «هابيتات 67» أحد أبرز معالم الإرث العظيم الذي تركه معرض «إكسبو مونتريال 1967»، وقد صُمم في الأساس ليكون مقر الجناح الكندي بالمعرض الدولي، وأصبح فيما بعد رمزاً حضارياً لمدينة مونتريال، وما زال حتى اليوم يخطف أنظار زائري المدينة الكندية، حيث يُعد واحداً من أهم المعالم الهندسية والمعمارية والفنية في العالم، وأكثر المباني تميزاً وغرابة في كندا.
يتخذ المجمع السكني «الموطن 67» ترتيباً وشكلاً مثيراً للدهشة والإعجاب، حيث يشبه مكعبات لعب الأطفال المرتبة بشكل رائع ولافت جداً، الأمر الذي يجعله أحد أغرب المباني في العالم.

158 شقة
يضم المجمع السكني 354 مكعباً، وتتكدس هذه المكعبات فوق بعضها بعضاً، ويشكل هذا المجمع ذو اللون الرمادي، والمكون من 158 وحدة سكنية «شقة»، وتحتوي كل وحدة سكنية على حديقة خاصة تمتد على السطح أسفل الجار، وقد تمت عملية التجهيز المسبق للمكعبات سعة 90 طناً في الموقع.
وتختلف الوحدات السكنية في الشكل والحجم، ويكون الوصول إلى كل وحدة سكنية من خلال سلسلة من شوارع المشاة والجسور، إلى جانب ثلاثة مراكز رأسية من المصاعد في الطوابق العليا، وتقع مرافق الخدمة ومواقف السيارات في الطابق الأرضي.

إسكان جديد
حاول المهندس المعماري الكندي، موشيه سافادي، أن يكون هذا المجمع السكني حلاً تجريبياً للإسكان عالي الجودة في البيئات الحضرية الكثيفة، وتقديم وحدات سكنية جاهزة لتخفيض تكاليف السكن، وإيجاد وخلق إسكان جديد يدمج صفات منزل الضواحي في مرتفعات حضرية.
وتبنى سافادي فكرة تصميم المجمع السكني الفريد والغريب منذ عام 1961، حيث قدمه في صورة «أطروحة علمية وهندسية» حملت عنوان «حالة لحياة المدينة» إلى جامعة «مكغيل»، وهي جامعة حكومية موجودة في مدينة مونتريال، ومع استعدادات الحكومة الكندية لمعرض إكسبو مونتريال 1967 تقرر تنفيذ التصميم الفريد ليكون معْلماً ورمزاً للمعرض الدولي والمدينة الكندية.

نسخ أخرى
بعد اختتام فعاليات معرض إكسبو مونتريال 1967 تم تفكيك معظم أجنحة المعرض، وتقرر الاحتفاظ بمجمع «الموطن 67» وتحوّل إلى مجمع سكني ناجح، وانتقلت فكرته إلى دول أخرى، حيث شيدت العديد من المدن مجمعات سكنية على غرار «الموطن 67» مثل نيويورك، وبورتوريكو، وروتشستر، وطهران.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©