سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أنه ليس غريباً على الإمارات تنظيم المحافل الدولية باقتدار ونجاح، وهذا ما يظهر بوضوح في تنظيم معرض إكسبو 2020 دبي.
وقال في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «رأينا في إكسبو دبي المكان مجهزاً بشكل متميز للغاية ومتوفراً فيه كل التجهيزات والتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى المحافظة على صحة الحضور من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية بدءاً من المطار، وانتهاء بداخل المعرض».
وأضاف: «الجميع يرى ترتيبات وجهوداً جبارة تثلج الصدر، وهي مصدر فخر واعتزاز ليس فقط للإمارات ولكن لمحيطنا العربي والإقليمي، فالشكر والتقدير لكل من يقف خلف هذه الجهود الملهمة».
ووصف الشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» والإمارات، بأنها «شراكة كبيرة وقديمة وفي تزايد»، مشيراً إلى توقيع المنظمة 3 اتفاقيات أمس، على هامش معرض إكسبو دبي، تتعلق بتمديد عمل مكتب «الفاو» في دولة الإمارات، وتوقيع اتفاقية لدعم مشاريع المنظمة في زيمبابوي لتنمية المناطق الريفية للقضاء على الجوع، بالإضافة إلى اتفاقية ثالثة تتعلق بمكافحة سوسة النخيل الحمراء.
ولفت إلى أن الشراكة مع الإمارات تتوسع في مجالين مهمين، الأول: اهتمام الإمارات بالتنمية والقضاء على الجوع في العديد من دول العالم، والثاني: دور الإمارات الإقليمي لدعم التنمية في كل المجالات.
وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أن المنظمة تعمل على إبراز دور الإمارات كدولة عربية لها دور أممي ودولي لمواجهة التحديات الأممية في نقص الغذاء والحد من الجوع.
وعن جهود الفاو على المستوى الدولي، أفاد الواعر، أن هذه الجهود متنوعة وتغطي مجالات كثيرة، فعلى سبيل المثال تنفق المنظمة مليار دولار سنوياً على الجانب المعرفي في الدول المستفيدة، كما تنفق ملياري دولار، من تمويلات ومساهمات الدول المانحة على المشاريع والبرامج التي يتم تنفيذها.
وأوضح، أن هناك مساهمات أخرى في حالات الطوارئ والأزمات، فعلي سبيل المثال هناك اتفاقية بين «الفاو»، والبنك الدولي لدعم المناطق الريفية المحتاجة في اليمن لمكافحة الجوع بتكلفة 100 مليون دولار.
وعن واقع العالم في مواجهة تحديات نقص الغذاء، ذكر الواعر، أن انعدام الأمن الغذائي تحد عالمي، ويتعين علينا أن نعمل معاً وبشكل استباقي لمعالجته، مشيراً إلى أنه لا يزال الجوع في المنطقة العربية في ارتفاع منذ عام 2014، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية 69 مليون شخص في 2020، أي ما نسبته 15.8 في المائة من السكان.
ويشكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 91.1 في المائة خلال العقدين الماضيين، ويقترب من الذروة التي وصلها في 2011 عندما عانت المنطقة من صدمة كبيرة تمثلت في الانتفاضات الشعبية. وقال: «بالمقارنة مع العام 2019، فإن ذلك يؤذن ببداية صدمة كبيرة أخرى تجسدت في جائحة كوفيد- 19 حيث زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في المنطقة بمقدار 4.8 مليون شخص.
32.3 % من سكان المنطقة لم يصلوا للغذاء بشكل منتظم
تشير التقديرات إلى أن 32.3 في المائة أو نحو ثلث سكان المنطقة لم يتمكنوا من الوصول بشكل منتظم إلى الغذاء الكافي والمغذي في 2020. وفي مقياس آخر للجوع، ارتفع عدد الأشخاص الذين تعرضوا لانعدام الغذاء الحاد، بالتوازي مع الارتفاع في عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية.
وفي عام 2020، عانى ما يقرب من 49.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي بزيادة 2.9 مليون شخص عن العام السابق.
وشدد المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أنه بناء على كل ذلك، ستواجه منطقتنا تحدياً كبيراً في تحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني بحلول 2030، لافتاً إلى إطلاق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مؤخراً، ومن خلال عملية تعاونية وتوجيهية بموافقة الدول الأعضاء، الإطار الاستراتيجي 2022-2031.
وتمت صياغة هذا الإطار الاستراتيجي في سياق تحديات عالمية وإقليمية كبيرة في مجالات اختصاص منظمة الأغذية والزراعة، بما فيها جائحة كوفيد- 19. وقد تم تطويره من خلال عملية شاملة وشفافة تضمنت مشاورات داخلية وخارجية مكثفة، واجتماعات مجلس الإدارة، ومشاورات غير رسمية. وتمت المصادقة عليه في الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة في 18 يونيو 2021.
ويسعى الإطار الاستراتيجي إلى دعم أجندة 2030 من خلال التحول إلى نظم زراعية غذائية أكثر فعالية وشمولية وصموداً واستدامة من أجل إنتاج أفضل، تغذية أفضل، بيئة أفضل، وحياة أفضل، وعدم ترك أحد متخلفاً عن الركب.