لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بعد 6 أشهر من الفعاليات الثقافية والاجتماعية ضمن الحدث العالمي الكبير «إكسبو 2020»، سيتحول هذا الإرث إلى مدينة جديدة للمستقبل تحمل اسم «دستركت 2020» على مساحة 480 هكتاراً متصلة مع تقنية G5 مع التركيز على تكنولوجيا الزراعة والتكنولوجيا الحيوية، والصناعات الجديدة التي ستحقق قيمة أكبر للاقتصاد الوطني ومكاناً مثالياً للعيش.
ترتكز مدينة المستقبل «دستركت 2020» التي تمثل أفقاً اقتصادياً وسكنياً جديداً على المدى البعيد إرث «إكسبو 2020» للأجيال القادمة بالاعتماد على 4 أركان أساسية هي: الاقتصادي والعمراني والسمعة والاجتماعي.
«دستركت 2020» هي مدينة مستقبلية تتمحور حول الإنسان، وستتطور من «إكسبو 2020» إلى مجتمع متكامل متعدد الاستخدامات يدعم الأفراد والشركات لتحقيق الازدهار، باعتبارها «مدينة الأوائل»، ستكون مركزاً عالمياً للابتكار، يجمع بين مجتمع شامل ومتنوع من أصحاب المصلحة ويشجع الرفاهية وريادة الأعمال والإبداع، يربط بين قطاعات الصناعة والتكنولوجيات المستقبلية، ويخلق بيئة حضرية أكثر مرونة وذكاء واستدامة.
وجاءت «دستركت 2020» لإيصال رسالة «إكسبو 2020 دبي» الرامية إلى تواصل العقول وصنع المستقبل، وستكون مكاناً يوفر تجربة حضرية جديدة تجسّد أحدث أنماط العيش والأعمال العصرية بكل جوانبها، فستجمع بيئات العمل والعيش والترفيه في منظومة متكاملة تعزز التواصل وتحفز الإبداع وتدفع عجلة الابتكار بما يضفي بعداً خلاقاً لقيمة حياة وأعمال كافة سكانه ومرتاديه.
وتعطي «دستركت 2020» الأولوية للصناعات والتقنيات التي تشكل مستقبل المجتمعات الحضرية في عالم ما بعد «الجائحة»، بما في ذلك الخدمات اللوجستية الذكية والتنقل الذكي والمدن الذكية وصناعة المستقبل، مدعومة بتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي و«إنترنت الأشياء» والطباعة ثلاثية الأبعاد والبيانات الضخمة وغيرها.
استدامة
تم تصميم «إكسبو 2020» و«دستركت 2020» بشكل هادف مع وضع مدينة المستقبل في الاعتبار لضمان الاستخدام المستدام للموقع بعد «إكسبو»، وتم التخطيط المكثف للبنية التحتية والهندسة المعمارية، حيث تم تكييفها للمستخدمين النهائيين والعاملين والمقيمين في المستقبل، تم إيلاء اعتبار دقيق لكيفية عيش الناس وعملهم في بيئة حضرية تلبي احتياجاتهم وتدعم رفاهيتهم، وحسب المنظمين فإن «دستركت 2020» سترث المباني المعتمدة من «إكسبو 2020 LEED» البلاتينية والذهبية وأجهزة القياس الذكية المدمجة بها، وستوفر المراقبة الذكية ملاحظات رقمية حول استهلاك الطاقة والمياه، مما يسمح للموظفين والمقيمين بالعيش بشكل أكثر استدامة كل يوم.
مدينة الأوائل
وحسب المنظمين، فإن «دستركت 2020» تهدف أيضاً إلى أن تكون مدينة الأوائل، حيث الابتكار متأصلاً، سيوفر بيئة معملية حية لاستكشاف واختبار وتطوير أفكار جديدة وتطبيق الأوائل، في واحدة من أكثر مدن العالم ارتباطًا بشكل كبير، حيث ستوفر هيكلاً مبتكراً وتنافسياً للمنطقة الحرة وإطاراً تنظيمياً مرناً يسترشد بالرؤية والاستراتيجيات طويلة المدى لدبي والإمارات العربية المتحدة.
عجلة التنمية
تشكل «دستركت 2020» مجتمع أعمال متكاملاً وعالمي المستوى، بما يدعم ويسرّع عجلة التنمية في الدولة، ومحركاً اقتصادياً طويل الأمد لمدينة دبي وحاضنة للمبتكرين والرواد المبدعين ومركزاً لجذب الاستثمار وتهيئة فرص العمل الجديدة والمستدامة، وسيكون «دستركت 2020» مكاناً ملهماً ووجهة للابتكار والاستثمارات والمواهب المتميزة إلى بيئة عمل مصممة لتسهيل التواصل وتبادل الأفكار والسلع بطريقة خلاقة، والوصول إلى الأسواق والمعارف الجديدة وأحدث إبداعات العقل البشري.
جودة حياة
مخطط «دستركت 2020» تم تشكيله من خلال التفكير التصميمي الذي يضع الناس في المركز، ويعطي الأولوية لاحتياجات القوى العاملة المستقبلية في مشهد عالمي سريع التطور، بالإضافة إلى توقع احتياجات سكان المستقبل الباحثين عن العيش في المجتمع، وتم تشكيل كل جانب من جوانب «دستركت 2020» بعناية لتشجيع السكان والزائرين وتمكينهم من تبني أسلوب حياة متوازن ونشط وإعطاء الأولوية للرفاهية، يمكن رؤية ذلك من خلال مجموعة واسعة من مرافق الصحة واللياقة البدنية، وتشمل: 10 كيلومترات من مسارات الدراجات، و5 كيلومترات من مسارات الجري، و45 ألف متر مربع من المساحات الخضراء والحدائق، فضلاً عن المساحات المجتمعية، وسوف يدعم المجتمع المتكامل متعدد الاستخدامات احتياجات ما بعد «الجائحة» لكل من الموظفين والمقيمين ويهدف إلى خلق شعور بالانتماء إلى المجتمع الذي يعيشون فيه ويعملون ويستمتعون بالأنشطة الترفيهية، وستعيد تصور مستقبل المساحات الحضرية الذكية والمستدامة من خلال إنشاء أماكن عمل ذات بيئات مرنة، ودمج الفعاليات التجريبية ومعالم الجذب وعروض المأكولات والمشروبات المتنوعة والانتقائية وتجارة التجزئة والضيافة، وعروض متوازنة شاملة في وجهة واحدة، وستواصل «دستركت 2020» نموها على مراحل، حيث سيبلغ تعداد السكان فيها 145 ألف نسمة عند الوصول إلى الطاقة الاستيعابية الكاملة.
إرث الأجيال
وفق رؤية بعيدة تم تخطيط موقع «إكسبو»، الذي سيتحول إلى «دستركت 2020» وفق أعلى المواصفات، بحيث ستبقى 80% من منشآت الموقع عالمية المستوى ضمن «دستركت 2020»، إذ سيُعاد توظيف هذه المنشآت للاستخدامات المخطط لها في المستقبل، وتحتوي «دستركت 2020» على مبانٍ ذات تصميم متميز وإبداعات هندسية معمارية وبنى تحتية متطورة وفرص استثمار بمجموعة ضخمة ومتنوعة من المساحات السكنية والتجارية، بما في ذلك الاستوديوهات ومجمعات الأبنية المتعددة والشقق السكنية.
أحياء
يتجاوز إجمالي المساحة السطحية المطوّرة 260 ألف متر مربع من المنشآت، ستتحول إلى أحياء سكنية وتجارية وثقافية في «دستركت 2020»، وسيضم الموقع فندق «روف إكسبو 2020» ومزارات سياحية أيقونية، مثل «ساحة الوصل وجناح الاستدامة (تيرّا)، الذي سيتحول إلى مركز للعلوم بعد إسدال الستار على فعاليات «إكسبو 2020 دبي».
نقل ذكي
يصل مترو دبي إلى «دستركت 2020»، التي خُصصت لها محطة «مسار 2020» وستضم «دستركت 2020» منشأة ذكية للتنقل، من أجل ضمان سهولة التحرك داخل الموقع بالكامل باستخدام تقنيات حديثة، مثل الاصطفاف الذكي وتطبيقات النقل العام وخدمات النقل الذكي، ويوجد مسار مخصص لسيارات النقل العام ذاتية القيادة، وسيربط هذا المسار جميع المعالم البارزة والنقاط الرئيسية في الموقع بطول 4 كيلومترات، وقد أُنشئت في الموقع 3 محطات فرعية للكهرباء بقدرة 132 كيلوفولت مدعومة بألواح شمسية، وستظل هذه المحطات تخدم «دستركت 2020».
ابتكار
صنفت دبي ضمن أفضل 30 مدينة من أكثر المدن إبداعاً في العالم، ووضع مشروع دبي الذكية 2021 خريطة طريق لتحويل دبي إلى مدينة ذكية وسريعة الاستجابة وذات طابع شخصي في المستقبل، تدعم «دستركت 2020» بشكل مباشر هذا التحول من خلال إنشاء مخطط للمدن الذكية التي تركز على الإنسان، بحيث ستعمل التطبيقات المبتكرة للتقنيات المتقدمة مثل «إنترنت الأشياء» وحلول التنقل الذكية والروبوتات والتطبيقات الذكية على مواجهة التحديات وتحسين الخدمات وتمكين المجتمع من العمل بشكل أكثر ذكاءً واستدامة، على سبيل المثال، طرق المركبات المستقلة (AV) التي تقلل التلوث مع توفير التنقل الفعال، وأجهزة استشعار وشبكات «إنترنت الأشياء» المدمجة في المباني للمراقبة الذكية لاستخدام الطاقة والمياه، في الوقت الفعلي.