منى الحمودي (أبوظبي)
يسعى عبدالله البريكي البالغ من العمر 28 عاماً، خلال عمله كمهندس مشارك أول في مركز بحوث الروبوتات المستقلة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، أن يضع بصمة مستقلة في ما يتعلق بتحسين أداء الروبوتات وتحسين أدائها من خلال أنظمة مفتوحة المصدر يتم تطويرها بأيد إماراتية.
تخرج عبدالله البريكي بتخصص بكالوريوس هندسة كهربائية في جامعة الإمارات بالعين، وأكمل دراسة الماجستير في جامعة خليفة بتخصص نظم الهندسة والإدارة، ليبدأ بتطبيق ما درسه عملياً من خلال عمله في معهد الابتكار التكنولوجي الذي يسعى لخلق جيل إماراتي متمكن تكنولوجياً.
وانضم عبدالله البريكي لمعهد الابتكار التكنولوجي في عام 2020، كمهندس مشارك أول، ومن خلال عمله في مركز بحوث الروبوتات المستقلة بمعهد الابتكار التكنولوجي، يعمل على تطوير أداء الشبكة العصبية التي يتم تشغيلها في الروبوت والأنظمة التي تحتويه، بهدف تشغيلها بأفضل صورة ممكنة من حيث دقة النتائج وسرعة الحصول عليها، لأن زيادة السرعة مع الحفاظ على دقة النتائج يزيد من كفاءة الروبوت في أداء مهامه المختلفة.
وعمل عبدالله أيضاً على ترجمة الصور بهدف تغيير الصور التي تلتقطها الطائرة من دون طيار (UAV) إلى صور مشابهة لصور الأقمار الصناعية، لتسهيل بعض العمليات الحسابية التي يقوم بها الـ UAV المدرب على أداء مهامه باستخدام صور من أقمار صناعية.
ويرى عبدالله البريكي أن مجال الروبوت الذي يعمل به حالياً هو المستقبل، ويسعى للاجتهاد فيه للوصول لأحدث التطورات في هذا المجال الكبير والواسع. ويقول: «ما إن انضممت للمركز حتى اكتشفت أن لدي مهارات كثيرة، واكتسبت الخبرات من خلال الدورات في مجالات مختلفة منها التعليم الآلي، البرمجة الموازية وغيرها من المجالات».
وذكر البريكي أنه أثناء دراسته للبكالوريوس حصل على المركز الثاني في أكثر مشروع مبتكر، وذلك عن مشروع مولد كهرباء يعمل بطاقة الأمواج، كما أنه شارك مع فريق النخبة لتحدي محمد بن زايد للروبوتات العالمية والذي نال المركز الرابع على مستوى العالم.
وحول تجربة اشتراكه في برنامج (NexTech) بمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أشار عبدالله البريكي إلى أن برنامج (NextTech) يركز على توظيف المواهب المحلية في مجال التكنولوجيا المتقدمة وتطويرها، وهناك مواهب استثنائية لدى أبناء الوطن، لا سيما فيما يتعلق بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وقال: ما يعجبني في هذا البرنامج هو التجربة المباشرة التي نكتسبها، كباحثين إماراتيين شباب، من العمل جنباً إلى جنب مع علماء وباحثين عالميين متميزين، ممن يتمتعون بموقع الصدارة كلّ حسب اختصاصه في مجال التكنولوجيا المتقدمة. نحن نتعلم الكثير. إنهم يضعوننا أمام تحديات، ولكنهم في الوقت ذاته يدعموننا ويرشدوننا لنقدّم أفضل ما لدينا. إن فريق القيادة يوفر لنا بيئة مذهلة بالفعل من خلال برنامج (NextTech).
وأضاف:«نعمل ضمن هذا البرنامج في مشاريع تعاونية متنوعة، بالشراكة مع مراكز بحوث وجامعات عالمية المستوى. أعتقد أن إطلاق (NextTech) خطوة هامة اتخذها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في سبيل بناء القدرات الوطنية وتطوير اقتصاد قائم على المعرفة في بلادنا».
يطمح عبدالله البريكي أن تكون له بصمة في تطوير مجال الروبوتات المستقلة في الدولة حتى تصبح إحدى الدول الرائدة في هذا المجال، كما يسعى لبدء دراسة شهادة الدكتوراه قريباً. مؤكداً على أن الإبداع يتولد مع الشغف، وإن كان للشخص شغف في مجال معين، وليس بالضرورة في الروبوتات، فإن كل مجال يستقبل المبدعين وأن الدولة تدعم أبناءها في كافة المجالات.
وتوجه بكلمته لشباب الوطن بأن يتبعوا شغفهم إذا كانوا شغوفين بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإن لم يكونوا كذلك، فإنهم سيسهمون إيجاباً في المجتمع بطرق أخرى، وذلك لوجود الطموح في بلد عظيم تتاح فيه فرص كبيرة.