الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. واحة السلام

الإمارات.. واحة السلام
21 سبتمبر 2021 01:04

أبوظبي (الاتحاد)

تتبنى دولة الإمارات، منذ تأسيسها، سياسة ناجحة وعلاقات مميزة مع دول العالم كافة، ترتكز على السلام والحوار، وتدعو إلى الاستقرار، انطلاقاً من إدراك القيادة الرشيدة أن لدولة الإمارات موقعاً مسؤولاً على الصعد العربية والإقليمية والدولية.
وعلى مدى الـ50 عاماً الماضية، انتهجت الدولة سياسة خارجية رشيدة، ثوابتها الراسخة إقامة علاقات مميزة مع دول العالم كافة، والسلام والاحترام المتبادل.
وانطلاقاً من ذلك، حددت الدولة المبدأ العاشر من المبادئ الحاكمة لمستقبل الإمارات، خلال الخمسين عاماً المقبلة، ليكون الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل الخلافات كافة، باعتباره الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، مع تأكيد السعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، كونه محركاً أساسياً للسياسة الخارجية.
كما تحرص الإمارات على نشر مبادئ السلام إقليمياً ودولياً، عبر إطلاق العديد من مبادرات الوساطة لإنهاء النزاعات والخلافات بين الدول المتنازعة سلمياً، وعلى مائدة المفاوضات، وعبر الحوار الدبلوماسي الجاد والهادئ، بعيداً عن أصوات الرصاص والقنابل والمدافع.
وأكدت الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعزيز رسالتها للسلام وإيصالها إلى كل أنحاء العالم، وعلى المساهمة الفاعلة مع المجتمع الدولي في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وما يعزز قيم والتعايش والعدالة في مناطق العالم المختلفة.
كما جاء إطلاق وثيقة «الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» في الرابع من فبراير عام 2019، تتويجاً للجهود الإماراتية الرامية إلى تعزيز ثقافة السلام والتعايش المشترك بين شعوب العالم، وهي وثيقة وقعها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال لقاء الأخوّة الإنسانية التاريخي الذي شارك فيه الرمزان الدينيان الكبيران، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولعل رعاية سموه لهذه الوثيقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك اهتمام الإمارات بتدعيم وشائج السلام القائم على الأخوة والتعايش والحوار، حيث تؤسس الوثيقة دستوراً جديداً للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام، وثقافة التسامح، وحماية دور العبادة، وحرية الاعتقاد، ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
كما عكست الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى أبوظبي، وإطلاق وثيقة «الأخوة الإنسانية» توجه دولة الإمارات الدائم لنشر ثقافة السلام، والتسامح، والتعايش بين الأديان كافة، وبين أبناء الشعوب على اختلاف جنسياتهم، والأيدولوجيات، والمعتقدات، وعكست تحضر ووعي وحكمة القيادة الإماراتية في بناء علاقات أخوّة إنسانية مع الجميع قائمة على التفاهم، والاحتواء، والتضامن، لتحقيق أمن واستقرار المجتمعات، على المستويين المحلي والعالمي.
ومنذ توقيع الوثيقة، تعمل الإمارات بالتعاون مع الرمزين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة، وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق، عبر تحويل الوثيقة إلى برامج ومبادرات سلام ومشاريع تنموية على مستوى العالم.
وفي إطار مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى نشر ثقافة السلام والتسامح بين شعوب العالم، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال عام 2011 مبادرة «جائزة السلام الدولية»؛ بهدف تعزيز مفهوم ثقافة السلام، واعتبار أن السلام كقيمة حضارية، يعد إحدى أهم آليات التفاعل الحضاري الخلاق بين شعوب العالم.
وتُعد هذه الجائزة أغلى جائزة سلام في العالم من حيث القيمة المادية، حيث تصل قيمتها إلى 1.5 مليون دولار، وقد استندت الخطة الاستراتيجية للجائزة على عوامل عدة، من أبرزها السمعة العالمية المتميزة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كقائد ذي رؤية ثاقبة ينجز ما يعد به، والمصداقية التي اكتسبتها دبي في إدارة فعاليات وملتقيات عالمية ناجحة وعالية التنظيم، ودعم حكومة دبي للسلام العالمي، ونشر ثقافة التسامح، وتحوّل دبي إلى مدينة ذكية، ما أسهم في إيصال أهداف الجائزة إلى مختلف أنحاء العالم. وحققت الجائزة إنجازات عدة، يأتي في مقدمتها مؤتمر دبي للسلام العالمي الذي عُقد بحضور ما يقارب 150 ألف شخص من مختلف الجنسيات والأديان والطوائف.
ومنذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى الآن، عُرفت الإمارات بدبلوماسيتها الرشيدة والحكيمة الساعية لنشر السلام، وتعزيز الأمن والسلم في مختلف أرجاء العالم، وهو ما أكسبها سمعة طيبة في مختلف الأوساط والمحافل الدولية، الأمر الذي جعل غالبية دول العالم تحرص على إقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع الإمارات التي باتت الآن تقيم علاقات دبلوماسية مع 189 دولة حول العالم، وتوجد على أراضيها 110 سفارات أجنبية، و73 قنصلية، فضلاً عن مقرات لـ 15 منظمة إقليمية ودولية.
وكان، ولا يزال، الدور الإماراتي الساعي إلى نشر السلام في جميع أنحاء العالم، محل تقدير دولي من غالبية دول العالم بما فيها القوى الكبرى، الأمر الذي ظهر جلياً في انتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 يونيو عام 2021 دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة من 2022 إلى 2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية دولة الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة والتعاون بين جميع شعوب الأرض.

المسؤوليات والأولويات
يضع انتخاب دولة الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن على عاتقها مجموعة من المسؤوليات والأولويات، وأهمها ترسيخ علاقات التعاون والصداقة مع جميع دول العالم، والدعوة إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتمثيل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مجلس الأمن، لتحقيق الاستقرار العالمي، وفق دعائم أساسية تستند إلى بناء القدرة على الصمود، وتأمين السلام للأجيال المقبلة، وتهدئة التوترات، وتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، وتعزيز مكانتها قوة اعتدال، تتصدى للتطرف والإرهاب، وفق نهج تعاوني ومتعدد الأطراف.
ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور عدداً من مبادرات السلام التاريخية التي تبنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونجحت في نزع فتيل عددٍ من الأزمات والنزاعات، والتخفيف من حدتها، ويأتي على رأسها الوساطة الإماراتية لنزع فتيل أطول نزاع في قارة أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، فضلاً عن الخطوة الجريئة التي اتخذتها الإمارات بتوقيع اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©