سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإنجازاته الثرية، وبعطفه الأبوي الحاني، ووقفاته الإنسانية المبهرة، وبرؤيته الفذة، أنموذج عالمي يُحتذى به في كافة المحافل وعلى مختلف المستويات فأعماله -حفظه الله- بصمات خالدة، لا تزال منهلًا عذبًا يرتوي منه منظرو الفلسفات الأخلاقية وطالبوها لما فيها من مصداقية وواقعية، واتصاف بالإنسانية، في مواجهة التحديات بحكمة وشجاعة وثقة، وبعزيمة وصدق تام ووضوح يمتلكها، وتهيئته لمسببات القوة لإحقاق الحق والعدل، فنمطه في القيادة هو تحقيق مصلحة الإنسان والأوطان فتجده يُغلب الحكمة والحوار والعقل، ونجده إذا داهمت الإنسان المعضلات فهو السند والمعين فكم وقف مساعداً الآخرين على تجاوز المحن والأمراض والشدائد، وواجه العواصف بثبات راسخ، وكم اتصف بصفة الإيثار، فقدم الخدمات الصحية، والمساعدات الإنسانية المختلفة للدول حتى تتعافى وتنمو وترتقي، وإذا لاحت الأخطار للمجتمعات فإنه القائد ورجل الدولة العظيم والمتمرس، يبدد مخاوف الأخطار، ويكشف ما تختزنه من مدلهمات.
ولنا في ذلك مثال لا نزال نعيشه اليوم في ظل هذه الأزمة فقد أوصل رسالة الدولة، وهي رسالة قوية الموقف والكلمة الفيصل في بداية انتشار المرض، فقال كلمته المدوّية التي اتخذت شعاراً بارزاً: «لا تشلون هم»، وهي رسالة بثّ فيها القوة لشعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها، وأمدهم بالعزيمة والتفاؤل والأمل، وشجع ورفع المعنويات وضمن الاطمئنان في سلامة وإنقاذ الأرواح ومساعدة الآخرين، ورفع المعاناة عن الناس، وهذه صفة من صفات رجال الدولة والقادة الأقوياء.
وامتدت بصمات تأثيره الإيجابي والإسعادي على حياة الناس داخل الدولة وخارجها، فيسعى جاداً لخلق بيئة عالمية يسودها السلام والصحة والتعليم مراعياً حق الأجيال القادمة، بأن تعيش في استقرار ونمو اجتماعي، متعاطف مع البشر الذي يؤمن أن ربهم واحد، وخالقهم واحد، ومن حق أكثر من سبعة مليار نسمة أن يعيشوا بسلام.
إن السلام الذي أرساه ويرسيه «حفظه الله»: هو تحرر الإنسان من الأخطار والحروب والاقتتال والصراع، والعيش في سكينة وهدوء وسعادة، حيث تنمو أخلاق الإنسان ومبادئه وقيمه الإنسانية الأصيلة وينمو معها الاقتصاد والثقافة، تحت مظلة القيم الإنسانية، ومبادئ السلام التي آمن بها حفظه الله، ترجمها بمواقفه فكم سعى سموه جاداً في ترابط دول العالم، وصهر جهودها في تكامل للأدوار وتعاون بنّاء، أثمر بخيرات كثيرة، أكسبت الدولة ثقة المجتمع الدولي وفتحت الطريق ومهّدته أمام الدول التي تريد العيش بسلام وازدهار لتحذو حذو دولة الإمارات وينعم الجميع بالسلم والسلام.
لقد تضافرت جهود سموّه، حفظه الله، في تعزير قيم السلام وترسيخه، مكوّنة صورة نموذجية راقية، اعتبرتها مراكز البحث قمة شاهقة، وقدوة ناهضة، فتوالت الجوائز والإشادات، وحصدت المفاخر تلو المفاخر وكان من آخرها، ما جاء من واشنطن حيث العاصمة الأميركية إذ قدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو من أكبر مراكز الدراسات والأبحاث في الولايات المتحدة الأميركية، أعمال سموه كرجل دولة صنعَ السلام في العالم ورسخ اللاعنف بين الأمم والشعوب فنال سموه جائزة رجل الدولة الذي يبني المجتمعات ويقدر العيش الإنساني وتبادل المصالح ونمو الحضارات.