السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيت الهامور».. قصة البحر

«بيت الهامور».. قصة البحر
20 سبتمبر 2021 01:40

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
 
لأن الاستدامة في إكسبو 2020 تقوم على 4 ركائز أساسية تتمثل في ترك إرث من البنية التحتية المستدامة والممارسات المحكمة في هذا المجال، ودعم جهود الاستدامة في الإمارات، وزيادة الوعي العام والتفاعل المجتمعي فيما يخص العيش بطريقة مستدامة، وتطوير حلول يمكن قياسها وتمديد أثرها ليشمل الاقتصاد بشكل موسع، فإن العالم سيعيش العديد من التجارب الملهمة والتي تعمل على ترسيخ الوعي البيئي، وإحياء إرث الأجداد وربط الكون بمبادرة فنية عبر «بيت الهامور» التي ستمثل رسالة للمضي قدماً لمواجهة التحديات الرئيسية التي تواجه الإنسانية في العقد المقبل، عازماً على إظهارها للرأي العام العالمي لتسليط الضوء على مشكلة تلوث البحر، والتي تؤثر وبشكل مباشر على المحيطات. 
ويعتبر «بيت الهامور»، دعوة للعالم للتفكير في أخطر التحديات التي تواجه البشرية وبذل المزيد من الجهد لحماية المحيطات، والمشاركة في صناعة عالم جديد عبر نقاشات ترسم ملامح مستقبل كوكبنا.

تجربة 
أحمد العنزي القائم على مشروع «بيت الهامور»، ومدير أول الثقافة والفن في إكسبو 2020 دبي وفنان تشكيلي قال: «بيت الهامور» يعتبر عملاً فنياً مجتمعياً فريداً من نوعه، يجمع صيادين وعلماء وفنانين وطلبة مدارس وعدداً من المؤسسات التعليمية لاستعراض مجموعة أعمال فنية ملهمة في موقع إكسبو 2020 دبي، موضحاً أن المعرض سيتيح فرصة للزوار للتعرف على طريقة صنع نسيج نابض بالحياة يصور الحياة البحرية بأيدي طلبة مدارس باستخدام تكنولوجيا «الباتيك» وأصباغ مستدامة ومجسم من أشباك الصيد المفقودة في البحر، من صنع الفنانة الأسترالية سوريان، للاحتفاء بهم في موقع إكسبو 2020

شباك الأشباح
عن الهدف من المشروع قال أحمد العنزي، إنه يستجيب لأهداف إكسبو 2020 وإلى المحور الأساسي «تواصل العقول»، ومحور الاستدامة، بحيث يقرب الزوار من مواضيع ملهمة تجذب الانتباه وتحرك العواطف والأحاسيس، وتعالج قضية الاستدامة عن طريق الفن حتى يتعزز وعي الأطفال أساس المستقبل ليصبحوا من صناع التغيير، ورسالة للكون للإسهام في التصدي للتغيرات المناخية، موضحاً في هذا الخصوص أنه يشكل تجربة فنية اتخذت من إعادة تدوير شباك الصيد التي تُترك لتنجرف عبر الماء، وتقتل العديد من الأنواع البحرية التي تعلق فيها، مؤكداً أن هذه الشِّباك القاتلة الصامتة، المعروفة باسم «شِباك الأشباح»، هي محور المشروع الفني المجتمعي في إكسبو 2020، حيث عمل الفنانون على بنائه باستخدام هذا الحطام البحري لزيادة الوعي بتلوث المحيطات وتعزيز الحفاظ على البيئة البحرية.

مكونات
بالحديث عن المشروع الفني والمجتمعي المصنوع من مواد معاد تدويرها، قال أحمد العنزي: عبارة عن الجدارية القماشية وهي عمل فني من إنتاج 3000 طالب من جميع مدارس الدولة شاركوا في ورش فنية في المركز الفني بإكسبو منذ سنة وانتجوا فوق 600 قطعة، وأورد أن العمل الذي سيعرض في الحدث الدولي بجناح الاستدامة يعبر عن الكائنات والحياة البحرية، ومصنوع من أدوات وألوان صديقة للبيئة.

ورش فنية
لا يقتصر مشروع «بيت الهامور» على عرض العمل الفني، وإنما سيتيح فرصة للجمهور للتفاعل عبر ورش عمل فنية، وسيعملون على طباعة الشعاب المرجانية عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد واستعمال مواد من بلاستيك معاد تدويرها وقطع من الأقمشة التي لم يستعملها الأطفال أثناء عملهم على إنجاز العمل الفني الكبير سابقاً، بحيث سيعملون على صناعة شعب مرجانية ستتنامى وتكبر وتزهر مع مراحل إكسبو2020.
وقال أحمد العنزي: الهدف من ذلك توعية الجمهور بأهمية الشعاب المرجانية لاستدامة الحياة البحرية، موضحاً أن الدراسات والبحوث العالمية في مجال التغيير المناخي أكدت أن الشعب المرجانية في منطقة الخليج لم تتعرض للتغيرات الكبيرة التي تتعرض لها باقي المناطق حول العالم، بحيث تقاوم التغير المناخي وتعلن استمرارها في الحياة، كما تؤكد علوم البحار أن مياه الخليج العربي من أهم المياه حول العالم في دراسة الشعاب المرجانية، مؤكداً أن بحار الإمارات ومنطقة الخليج العربي ستكون خلال العشرة أعوام القادمة من أهم بحار العالم في مجال البحث في مجال دراسة ستكشف سر مقاومة الشعاب المرجانية للتغيرات المناخية.

إرث إكسبو
بالرجوع إلى أعمال الأطفال الذين شاركوا في إنجاز العمل قال العنزي: سنحتفي بكل أعمال الأطفال عن طريق منشور سيكون على شكل نشرة إلكترونية تضم 600 عمل تم اختيار أعمالهم، إلى جانب أسماء 3000 طفل ممن شاركوا في إنجاز هذا العمل الكبير.
وأضاف: جميع أعمال الأطفال لها قيمة وأهمية، وبعد نهاية إكسبو 2020 ستكون ضمن إرث إكسبو، بحيث سنحتفظ بها وستبقى بعد نهاية الحدث ضمن مشروع كبير مستدام، كما ستكون هناك منشورات إلكترونية تشجع المجتمع الدولي ليتبع حركة فنية مجتمعية متشابهة، وسنعمل بذلك على نشر كتب إلكترونية للاستلهام من البيئة البحرية وتصبح حركة فنية في جميع بقاع العالم، وتبني «بيت» هامور خاصاً بها.

لماذا الهامور؟ 
عن سبب اختيار سمك الهامور قال العنزي: عندما نتحدث عن المشروع، فإننا نتحدث عن شقين: المرجان والهامور، والتي تعتبر من فصيلة مهمة في الثروة السمكية، وهذه الفصيلة معروفة عالمياً وموجودة في أنحاء العالم، لكن لكل منطقة نوع خاص بها، وفي الإمارات نحتفي بالهامور كثروة بحرية مهمة من تراثنا، ونحن في إكسبو2020 نود أن نضيء على قصص محلية لا يعرفها الآخرون ونخاطب عبرها العالم. 

رسالة بيئية
عن رسالة المشروع قال العنزي: عندما نتحدث عن «تواصل العقول» نتحدث عن تواصل بيئي، واخترنا الفنانة «سو» لتنفيذ العمل لأنها تعمل من خلال التواصل مع المجتمع المحلي وتتعاون مع العلماء عبر العالم لإنتاج أعمال فنية، مستخدمة شباك البحر والمواد التي يتم إلقاؤها فيه، وهي ليست بالضرورة من نفس البحر الذي تنتمي له، لأن الشباك غير الشرعية التي تلقى مثلاً في بحر في آسيا نجدها في بحر أستراليا، حيث إن الشباك تتحرك وتنتقل من مكان إلى آخر، ومن محيط إلى آخر وتصيد من غير صياد، موضحاً أن العمل الفني التي قامت به الفنانة الأسترالية سوراين، والتي جاءت إلى الدولة من أجل القيام ببحوث في البيئة البحرية الإماراتية واتخذت من جزيرة بطينة إلى جانب بيئات بحرية تراثية مكاناً لبحوثها، هو نتيجة البحوث التي قامت بها ومقابلتها مع الصيادين في جزيرة دلما والعلماء في هذا المجال.

قصة البحر
عن محاور العمل الفني المجتمعي قال أحمد العنزي، إن فكرة العمل تم استلهامها من حكاية عبدالله البحري والبري إحدى روايات ألف ليلة وليلة، والقصة تتحدث عن صياد يصيد كائناً بحرياً له ذيل سمكة جمعت بينهم علاقة صداقة، دعاه للاطلاع على عالمه البحري وزوده بمرهم سحري وبعض الأدوات لخوض التجربة والاضطلاع على أعماق البحر.
 لاحظ عبدالله البري خلال الرحلة، أن الحياة الاجتماعية بأعماق البحر، لا تختلف عن الحياة الاجتماعية لدى البشر من علاقات بين الكائنات البحرية، وكيف تحمي بعضها البعض وكيف تفترس أيضاً بعضها البعض ويعطف كبيرها على صغيرها أيضاً، وعن سبب إطلاق هذا اسم «بيت الهامور» على المشروع قال: إن ذلك سيثير فضول الناس ويترك أثراً في عواطفهم تجاه البيئة، كما ربطنا الاسم الإنساني وهو البيت بالكائن البحري «الهامور»، لترسيخ رسالة المشروع الإنسانية الكونية، بحيث إن ما يمس أي جزء في الأرض أو البحر في مكان ما، تتضرر منه باقي الأماكن في العالم وعلى رأسهم البشر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©