الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مريم المحمود نائب مدير عام أكاديمية «أنور قرقاش» لـ«الاتحاد»: برنامج «ماجستير الإنسانية» مصمم لاستقبال مختلف الجنسيات

مريم المحمود
19 أغسطس 2021 05:45

ناصر الجابري (أبوظبي)

أكدت الدكتورة مريم إبراهيم المحمود نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أن البرنامج الأكاديمي الجديد الذي أعلنت عنه الأكاديمية مؤخراً، وهو ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية والتنمية، يوفر أمام المهتمين بالعمل الإنساني والتنمية كلاً من التخطيط وتنفيذ وإدارة مشاريع وبرامج دولهم ومؤسساتهم ذات العلاقة وفق أطر احترافية، حيث تقوم السياسة الخارجية لدولة الإمارات على تعزيز ثقافات التعايش والتسامح والابتكار في مختلف المجالات، ولكونها نقاط قوة تجمع بين المجتمعات الإنسانية على اختلاف قيمها وعاداتها وأصولها.

وأشارت في حوار لـ«الاتحاد» إلى: أن الطلبة الذين سيلتحقون في الدفعة الأولى من البرنامج الأكاديمي الجديد سيتم اختيارهم من قبل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووفقاً للخطط المستقبلية للأكاديمية، فإن البرنامج لن يقتصر على الإماراتيين فقط، بل سنكون في الأكاديمية جاهزين لاستقبال الطلبة من مختلف الجنسيات ضمن هذا البرنامج بدءاً من الأعوام المقبلة؛ وذلك كخطوة أولى نحو ترسيخ مكانة الأكاديمية إقليمياً وعالمياً.
وقالت: يمر عالمنا بأنواع عديدة من التحديات في الوقت الراهن ومن أبرزها التغير المناخي وما ينتج عنه من آثار سلبية كبيرة على حياة الكثير من المجتمعات حول العالم، كان آخرها احتراق مساحات خضراء شاسعة في مختلف قارات العالم، والفيضانات التي دمرت مجتمعات محلية وإقليمية بأكملها، ومن ثم موجات الحر غير المسبوقة والجفاف. كل هذه الأزمات المرتبطة بالطبيعة أو تلك المرتبطة بالعنصر البشري من حروب ونزاعات، تتطلب في نهاية المطاف توفير الدعم الإنساني وأسس التنمية التي من شأنها خلق حياة كريمة مستدامة للمتأثرين. 
وتابعت: كل هذا وأكثر، كان الدافع وراء إطلاق أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية هذا البرنامج الذي سيسهم في تخريج مهنيين قادرين على تولي مناصب قيادية في مجال الأعمال الإنسانية والمساهمة في تحقيق أهداف السياسة الخارجية للدولة في هذا المضمار، خاصة وأن دولة الإمارات كانت وما زالت من أبرز مقدمي المساعدات التنموية على مستوى العالم.

 

 
وأشارت إلى أن الحديث عن الإنجازات على أرض الواقع هي خير وسيلة للتعريف بالنهج الإنساني للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال جائحة كوفيد 19، شملت ما يزيد على 2,150 طناً من المساعدات الطبية استفادت منها 135 دولة حول العالم، وذلك من خلال 196 رحلة جوية شملت إنشاء 6 مستشفيات ميدانية في مختلف قارات العالم، ناهيك عن التبرعات العينية التي قدمتها الدولة إلى منظمة الصحة العالمية.
ولفتت إلى أن دولة الإمارات امتازت ومنذ تأسيسها باعتمادها نهجاً فريداً راسخاً قائماً على مد يد العون لكافة محتاجيه من دون النظر إلى اختلافاتهم، كان هذا النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستكمله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخير مثال على هذا النهج احتفال دولة الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني في التاسع عشر من شهر رمضان من كل عام. 

ماجستير الإنسانية
ورداً على سؤال حول أهم مستهدفات ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية، أوضحت أن البرنامج  يركز على تمكين الخريجين من إحداث فارق إيجابي في آليات إدارة مواقع العمل ذات العلاقة سواء في نطاقات العمل الدبلوماسية، أو الحكومية وكذلك المؤسسات المتخصصة، حيث يوفر البرنامج لطلبته أكثر المهارات النظرية والعملية أهمية وتعمقاً في سبيل تنمية مهاراتهم وتأهيلهم للعمل في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية الخارجية، خاصة في ظل تركيزه على تعزيز قدرات ومهارات الخريجين في صناعة القرارات وتحمل مسؤولية إدارة برامج الأعمال الإنسانية ومواجهة التحديات التي قد تبرز خلال تنفيذ المشاريع.
وأضافت: بشكل مماثل لما تقدمه برامج الأكاديمية الأخرى والتي تضم برنامج دبلوم الدراسات العليا في الدبلوماسية الإماراتية والعلاقات الدولية، الشؤون العالمية والقيادة الدبلوماسية؛ سيعمل هذا البرنامج الجديد على صقل وتنمية المهارات العملية، وتزويد الدارسين بالمهارات المعرفية والإبداعية اللازمة لكي يصبحوا قادة متمكنين في أماكن عملهم، واكتسابهم الفهم الشامل للاتجاهات النظرية الرئيسة الخاصة بالدراسات التنموية والأعمال الإنسانية في سياق العلاقات الدولية والقانون الدولي والدبلوماسية.
ولفتت إلى أن مفاهيم ومبادئ العمل الدبلوماسي وقيم العمل الإنساني التنموي تتلاقى فيما تسعى إلى تحقيقه من أهداف. كلاهما، يسعى إلى بناء الجسور بين المجتمعات، وتحقيق المنفعة المستدامة لها، وكذلك خلق روابط إنسانية قائمة على التعاون في مختلف المجالات الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية وغيرها. ينعكس ذلك على النهج الذي تتبناه دولة الإمارات في كلا السياقين.
وأشارت إلى أن هذا الارتباط الوثيق بين مفاهيم ومبادئ العمل الدبلوماسي وقيم العمل الإنساني في السياسة الخارجية لدولة الإمارات يحتم علينا في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية أن نحرص على تزويد طلبتنا بأفضل المعارف والتجارب النظرية والعملية التي ستمكنهم من المساهمة إيجابياً في قيادة دفة العلاقات الخارجية لدولة الإمارات للأعوام المقبلة. 
ولفتت إلى أن البرنامج الأكاديمي يستهدف جميع العاملين والمهتمين في مجالات العمل الإنساني والتنموي الدولي أو الطامحين للعمل فيه ومن مختلف الجنسيات. ويمتاز البرنامج بانّه يمتد لكل دول العالم وليس مقتصراً على دولة الإمارات، ما سيكون له الأثر في الارتقاء بإسهامات الدولة على صعيد العمل التنموي والإنساني الدولي، خاصة وأن دولة الإمارات حافظت على مدار السنوات الثماني الماضية على مكانتها ضمن أكبر المانحين للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم قياساً لدخلها القومي الإجمالي.

الدراسات التنموية
وبينت أن إطلاق البرنامج يعد ثمرة نجاح لمبادرة مشتركة جمعت كلاً من وزارة الخارجية والتعاون الدولية وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية منذ العام 2018، ويتألف البرنامج من 4 مجالات رئيسة هي: الأعمال الإنسانية، والفقر والتنمية المستدامة، والقانون الدولي الإنساني، والأعمال الإنسانية والتنمية والسياسة الخارجية لدولة الإمارات، وتم اختيار مساقات البرنامج الأكاديمي الجديد بصورة من شأنها أن تسهم في تحضير الخريجين لإدارة برامج الأعمال الإنسانية، وتمكينهم من التميز في أداء مهامهم.
وأضافت: تم تصميم برنامج الماجستير الجديد بهدف تمكين طلبته من التعامل مع التحديات المرتبطة بمجال الأعمال الإنسانية وفق أسس توفر المهارات والمعرفة اللازمة. وبعد استكمال البرنامج، سيحصل الخريجون على فهم معمّق لأطر الأعمال الإنسانية العالمية المختلفة، إضافة إلى فهم الدراسات التنموية والأعمال الإنسانية في سياق العلاقات الدولية والقانون الدولي والدبلوماسية وأجندات الأمم المتحدة ذات الصلة. كما سيحصل الخريجون على المهارات المعرفية اللازمة ليصبحوا قادة في مكان العمل، وليتمكنوا من التواصل بفعالية داخلياً وخارجياً، وخاصة عبر وسائل الإعلام. 
وأكدت نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أن رسالة الأكاديمية تستمد دوماً من التوجهات الرئيسة لدولة الإمارات في مجال العمل الدبلوماسي والسياسة الخارجية، وتتمحور حول سعينا الدائم لبناء قدرات طلبتنا الحاليين والمستقبليين؛ من خلال توفير برامج أكاديمية معتمدة ودورات تدريبية فعالة ومطورة وفقاً لأعلى المعايير، مع تشجيع الريادة الفكرية وتطوير القدرات البحثية بما يسهم في تعزيز فهم وإدراك طبيعة العمل الدبلوماسي وماهية العلاقات الدولية، أما الرسالة الخاصة للمهتمين في مجالات العمل الإنساني والتنمية، فهي أن الأكاديمية ملتزمة بمواصلة تطوير برامجها وخدماتها التي تشكل حجر الأساس لتخريج أجيال على قدرٍ عالٍ من الكفاءة والمعرفة في العمل الدبلوماسي والإنساني القادرين على إدارة مستقبل هذين المجالين الحيويين محلياً وعالمياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©