دبي (الاتحاد)
انطلقت، مساء أمس الأول، أعمال «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية»، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالشراكة مع برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، ويستمر على مدى يومين في مركز دبي التجاري العالمي.
ويشارك في فعاليات المنتدى 35 من رؤساء مراكز الفكر العالمية والمديرين التنفيذيين والخبراء والمحللين والتنفيذيين، ويناقشون على مدى خمس جلسات التحديات الاستراتيجية والتنفيذية التي تواجهها مراكز الفكر عندما يتعلق الأمر باستقطابها المواهب الشابة والاحتفاظ بها.
وألقى الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ «تريندز للبحوث والاستشارات» الكلمة الترحيبية للمنتدى، موجهاً خلالها الشكر للمشاركين في المنتدى الذي ينظم على أرض الواقع، في ظل ظروف قاهرة فرضتها جائحة «كوفيد-19» على العالم كله، ولكنها ألهمت العالم الكثير من العبر والدروس، ويأتي على رأسها تأكيد أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين مراكز الفكر والبحوث حول العالم في طرح الأفكار والحلول والمقاربات التي تساهم في التصدي للتحديات الحالية والمستقبلية التي تحيط بالعالم.
ونوه العلي بأن تمكين الشباب في مجال البحث العلمي وتعزيز قدراتهم ومواهبهم البحثية يشكل توجهاً عالي الأهمية، لأن هذا المجال من أكثر المجالات التي تسهم في تعزيز نهضة المجتمعات وازدهارها.
جائحة «كوفيد-19»
استهل أعمال الجلسة الرئيسة الدكتور جيمس ماغان، رئيس برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، مثمناً المشاركة النسائية الواسعة في «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية»، مؤكداً أن العنصر النسائي يلعب دوراً محورياً في تنظيم هذا الحدث العالمي.
وذكر أن جائحة «كوفيد-19» غيرت نمط التحديات والصعوبات التي تواجه المراكز البحثية والفكرية حول العالم، كما أثرت بطبعتها في نمط حياة المجتمعات برمتها وغيرت طرق التعاطي مع الأزمات والتحديات.
تجربة عالمية
هنأ معالي زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، في كلمته مركز تريندز للبحوث والاستشارات على هذا المنتدى العالمي الكبير الذي يجمع كبرى المراكز البحثية على أرض الإمارات، معتبراً المنتدى فرصة كبرى لتميكن الشباب وتنمية قدراتهم البحثية والفكرية. وقال نسيبة: إن العولمة تتطلب من البشرية جمعاء التداول الحر للأفكار وأصحاب الفكر والمواهب، ما يشكل تحدياً كبيراً للدول لكي تحافظ على المواهب الشابة وتكون حاضنة لإبداعاتهم ومواهبهم.
وقال: «في الإمارات نستثمر في الشباب ونسعى إلى خلق بيئة محفزة لهم، ولدينا سجل حافل بالإنجازات في مسيرة دعم المواهب الشابة».
أما توميكو إيشيكاوا، المديرة العامة للمعهد الياباني للشؤون الدولية، فأوضحت أن الحكومة والمراكز البحثية في اليابان تفتقر إلى سياسة التواصل المفتوح، رغم وجود جهود للتعاون ولكنها تظل بسيطة، كما أن المراكز البحثية في اليابان تفتقر إلى التطوير المهني، وتعاني عدم التقدم والتطور، مقارنة بالمؤسسات الأكاديمية.
وذكرت أن المعاهد والمراكز الفكرية في اليابان تعاني بعض التحديات التي تعمل دولتها على التغلب عليها من خلال تشجيع التعاون والتنسيق بين التخصصات، إلى جانب تشجيع الباحثين على التعاون مع خبراء من خارج مؤسساتهم. وأكد الدكتور سمير ساران، رئيس مؤسسة المراقبين للبحوث في الهند، أن المراكز البحثية والفكرية مطالبة بتقديم عروض داعمة للمواهب الشابة، والتوسع في احتضان مواهبهم ومنحهم الفرص لتحقيق طموحاتهم، مشدداً على ضرورة أن تكون المؤسسات البحثية تقدمية وجاذبة للشباب خلال العقد القادم، بما يواكب التطورات العالمية في المقابل، تحدث أندرياس كريمر مؤسس ورئيس معهد البيئة الألماني في الجلسة الأولى ضمن «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية»، عن طموحات الشباب الألماني الذي يمتلك الرغبة القوية في العمل مع المراكز البحثية، مبيناً أن المراكز الفكرية تبحث بدورها عن أشخاص مستعدين لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية.
وذكر الدكتور تشارلز باول مدير المعهد الملكي الإسباني - «إلكانو»، أن المراكز البحثية والفكرية والمؤسسات العالمية بحاجة مستمرة إلى تجديد هرم الأجيال من خلال ضخ دماء جديدة من الشباب الذي يمتلك مهارات وقدرات عديدة، مثل الاتصال والتكنولوجيا، إلى جانب تطويع قدراتهم ومهاراتهم لخدمة مجتمعاتهم.
واختتم مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة، أعمال الجلسة الأولى من «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية»، مؤكداً أن المراكز البحثية قائمة على التفكير وتحتاج إلى القدرة على الارتقاء بالأفكار الإبداعية، ولكن بعض المراكز البحثية تفكر بطريقة القفص الذي يبحث عن العصفور.
استراتيجيات
قال الدكتور حمد إبراهيم العبدالله، المدير التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة - «دراسات»: إن تمكين الشباب يُعد من أكبر التحديات التي تواجه المراكز البحثية حول العالم، مضيفاً أن مركز «دراسات» يتبنى استراتيجيات متنوعة لتمكين الشباب، سواء من خلال التوظيف أو التدريب أو تطوير مهاراتهم وتشجيعهم على طرح الحلول الإبداعية. ونوه العبدالله بأن المراكز البحثية تواجه تحديات عديدة، منها: صعوبة التمويل، وتسارع الأحداث العالمية، والقيود التي تواجهها الدراسات التقدمية، فضلاً عن الافتقار إلى الوعي المجتمعي بأهمية المراكز البحثية.