السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"السكوتر" ترفيه يستدعي الحذر

"السكوتر" ترفيه يستدعي الحذر
27 يونيو 2021 04:40

هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

 أصبحت تحتل موقعاً على الطرق والمسارات العامة، بأشكالها المختلفة وإضاءتها اللافتة للنظر مع سرعتها الفائقة في تجاوز المركبات، الدراجات الكهربائية «السكوتر» التي باتت هاجساً للصغار والكبار، ظاهرة تتطلب التوعية والحذر لتجنب ما لا يحمد عقباه. أماكن مخصصة لقيادتها في مختلف إمارات الدولة، واشتراطات للأمن والسلامة حددتها الجهات المختصة لضمان الاستمتاع بها بعيداً كلياً عن التسبب في مخاطر على المستخدمين وغيرهم، إلا أن هناك بعض التجاوزات التي وجب التحذير منها لتنظيم استخدام هذه الوسيلة.

  • صالح الظنحاني
    صالح الظنحاني

 «الاتحاد» استطلعت آراء المسؤولين حول هذه الوسيلة ووسائل الحماية والسلامة، وكيفية تجنب مخاطرها، وقال العقيد صالح محمد الظنحاني مدير إدارة المرور والدوريات بشرطة الفجيرة: إن ظاهرة استخدام الدراجات الكهربائية «السكوتر» التي باتت تظهر على السطح في الآونة الأخيرة، بشكل ملاحظ في مختلف المواقع منها على الطرق العامة والمناطق السكنية، باتت تشكل خطراً على المستخدمين لها وغيرهم من أفراد المجتمع.
وذكر أن خطورة هذه الظاهرة تتمثل في قيادة بعض من المستخدمين لها في غير المواقع المخصصة، منها على الطرق العامة بجانب المركبات وفي المناطق السكنية، المتسببة في إرباك حركة السير والمرور، مع إمكانية مساهمتها في وقوع الحوادث الخطرة.
ولفت إلى أن هذه الوسيلة الحديثة التي تستخدم من قبل شريحة من فئة الأطفال والشباب، تتطلب التوعية المكثفة عبر بيان أهمية اتباع الطرق الآمنة لقيادتها والمتمثلة في الالتزام بوسائل الأمن والحماية، منها ارتداء خوذة الرأس وغيرها.
وأضاف: ندعو لقيادتها في الأماكن المخصصة والبعيدة تماماً عن الطرق العامة والمسارات التي تشهد مرور المركبات الخفيفة والثقيلة، لكي لا تتسبب في إرباك حركة السير والمرور، أو تعرض قائدها إلى حوادث تكون عواقبها وخيمة.
وذكر أن الشرطة أطلقت مؤخراً حملة للتوعية بمخاطر استخدام الدراجات الكهربائية «السكوتر» عبر بيان المخاطر الناجمة عنها لفئة المستخدمين، وذلك لرفع مستوى الوعي لديهم وبيان الاستخدام الأمثل لهذه الوسيلة. 
وأشار إلى أن الحملة ستعمل على نشر التوعية عبر الطرق الآمنة لاستخدامها، من خلال الالتزام بوسائل الأمن والحماية، بالإضافة إلى قيادتها في الأماكن المخصصة. ولفت إلى أن الحملة اعتمدت عدداً من القنوات لإيصال أهدافها إلى الجمهور، وذلك من خلال إعداد فيلم توعوي عن هذه الظاهرة، وكذلك عن طريق إجراء المقابلات التلفزيونية مع عناصر الشرطة لتعريف الجمهور بها ومن خلال بث الرسائل النصية عبر المحطات الإذاعية المختلفة. وعبر المحاضرات الموجهة إلى المراكز الصيفية والمؤسسات التعليمية، وكذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالقيادة، وجميعها «عن بُعد»، وذلك تزامناً مع الوضع الراهن والحد من تفشي فيروس كوفيد - 19، وتطبيقاً للتدابير الاحترازية والوقائية.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء جانب التوعية للحملة، سيتم البدء بالجانب الميداني من خلال تخصيص فرق للتفتيش في مختلف المناطق ليتم رصد المخالفات المترتبة على هذه الحملة، منها المستخدمون «للسكوتر» في غير الأماكن المخصصة وسواء على الطرق العامة والمسارات وبين المركبات، لما تتسبب به من إرباك مروري وفي المناطق السكنية وغيرها. 
وأكد أهمية أن يتعاون كافة أفراد المجتمع مع هذه الحملة عبر التقيد التام بمختلف جوانب الأمن والسلامة في قيادة «السكوتر» للحفاظ على سلامتهم وسلامة غيرهم من أفراد المجتمع، ولكي يتمكنوا من ممارسة هواية قيادة هذه الوسيلة الحديثة في الأماكن المناسبة، دون أن يؤثروا على حركة السير والمرور في المناطق السكنية وعلى الطرق العامة.
من جهتهم، أكد عدد من السائقين أهمية توعية مستخدمي «السكوتر» بمختلف اشتراطات السلامة التي تقدم لهم تجربة فريدة في قيادة هذه الأداة بعيداً عن أي مخاطر تذكر، وقال جاسم الشحي: إن «السكوتر» التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ لدى مختلف شرائح المجتمع، منهم الكبار والصغار ممن يقودونها بسرعات عالية في الطرق غير المخصصة لهم، قد يعرضون أنفسهم وغيرهم إلى الخطر، وهي ظاهرة وجب التوعية بها.
وذكر أن «السكوتر» أصبحت تظهر أمام أعين السائقين فجأة دون أي سابق إنذار، نظراً إلى صغر حجمها وإمكانية المستخدم قيادتها في أصعب وأضيق الممرات والمسارات، فقد تظهر فجأة أمام قائد المركبة الذي سارع فوراً لتخفيض السرعة وأخذ الحيطة والحذر حتى لا يصطدم بها.
وأكد أهمية أن يعي مستخدمو تلك الوسائل الجديدة ضرورة قيادتها في المواقع المخصصة لها وبعيداً تماماً عن أماكن قيادة المركبات التي تشكل خطراً على سلامتهم، وذلك في الطرق والمسارات المخصصة، مع دعوة أولياء الأمور لعدم السماح لأبنائهم بقيادتها في المواقع الخطرة للحفاظ على سلامتهم.
لم تختلف معه في الرأي، منى محمد، التي ذكرت أن «السكوتر»، أصبحت تحتل مواقع مختلفة من الطرق والمسارات التي هي غير مخصصة لقيادتها، وذلك من قبل الصغار والكبار، ممن يزاحمون المركبات أمام الإشارات الضوئية ووقت الذروة، وما يزيد من خطورة الموقف هو افتقارهم لبعض وسائل السلامة والحماية التي تقيهم وتقلل من حجم المخاطر في حال تعرضهم إلى أي حادث يذكر.
وأكدت أهمية تكثيف برامج التوعية الموجهة إلى أفراد المجتمع، ودور الأسر في توعية أبنائهم الصغار، ممن يتجهون إلى قيادة تلك «السكوترات» في المسارات القريبة من منازلهم أو على الطرق العامة وفي أوقات مختلفة من اليوم، وممن على شكل مجموعات بهذه الأداة التي قد تتحول إلى خطر كبير يهدد حياتهم ويعرضهم إلى الإصابات البالغة.

  • إسماعيل البلوشي
    إسماعيل البلوشي

يقول المهندس إسماعيل حسن البلوشي مدير عام هيئة رأس الخيمة للمواصلات: إن خدمة «السكوتر» إحدى الخدمات المقدمة في إمارة رأس الخيمة، وذلك ضمن خطتها الاستراتيجية المعتمدة للمشاريع المستحدثة لعام 2020 - 2025. 
ولفت إلى أن هذه الخدمة الصديقة للبيئة توفر عملية التنقل إلى الوجهات القصيرة بسرعة وجيزة وتكاليف مخفضة، ذاكراً أن الخدمة تقدمها «الهيئة» في 8 مناطق مختلفة، وذلك بإجمالي  434 سكوتر كهربائية.
وكشف عن أن عدد مستخدمي «السكوتر» الكهربائية منذ إطلاق الخدمة حتى الآن بلغ قرابة 50 ألف مستخدم من مختلف الأعمار والجنسيات، ذاكراً أن «الهيئة» تولي اهتماماً كبيراً بسلامة جميع أفراد المجتمع في جميع مشاريعها، وفيما يخص «السكوتر» الكهربائية، قال: تتمثل آلية الرقابة على تلك الخدمة على شقين، الأول إلزام الشركة المشغلة بتوفير فريق عمل مختص في مناطق تشغيل الخدمة للتوعية والتثقيف وفحص جميع الأجهزة وأماكن وجودها. 
وأضاف: الثاني يقوم مفتشو «الهيئة» من قسم رقابة جودة الخدمات في هيئة رأس الخيمة للمواصلات بالمتابعة اليومية عن طريق الدوريات التفتيشية. بالإضافة إلى نشرات التوعية والتثقيف عن الخدمة من خلال اللوحات الإرشادية في أماكن تقديم الخدمة وقنوات التواصل الاجتماعي. 

شروط
أشار إسماعيل البلوشي إلى أن «الهيئة» حددت الشروط الخاصة بسن المستأجر، بحيث لا تقل عن 14 عاماً، وهذا الشرط مدرج على قائمة الشروط والأحكام في التطبيق التي لا بد من موافقة المستأجر عليها للبدء في استئجار «السكوتر»، بالإضافة إلى اللوحات الإرشادية ووجود تنبيهات فريق التشغيل الخاص بالشركة المشغلة. 
وأضاف: «في حال الإخلال بهذا الشرط أو غيره من شروط السلامة من قبل المتعاملين وإعطاء (السكوتر) لمن هم دون السن المصرح بها، تحرر (الهيئة) مخالفة بذلك». 

مخالفات جسيمة
ذكر اسماعيل البلوشي، أنه يتم سحب «السكوتر» من المستأجر في حال ارتكاب مخالفة جسيمة تضر به أو بأفراد المجتمع أو تخريب الممتلكات العامة. أما في حال كانت المخالفة غير جسيمة، مثل الخروج «السكوتر» من المنطقة المصرح بها، فإن الإجراءات تكون تلقائية، مثل إصدار التنبيهات، وتقليل السرعة إلى أدنى درجاتها بشكل أوتوماتيكي حتى الرجوع إلى المنطقة المصرح بها مرة أخرى.  وأكد أن الشروط والأحكام واضحة لجميع المستخدمين، و«السكوتر» فقط لمستأجر واحد ولا يجوز استخدامها من قبل شخصين في الوقت نفسه، حرصاً على سلامتهم. وفي حال عدم التزام المستأجر بتلك الشروط، يتم اتخاذ إجراءات التنبيه، ومن ثم البدء في تحرير المخالفات.

توعية
عرضت القيادة العامة لشرطة أبوظبي فيديو توعوياً يحذر من قيادة «السكوتر» على الطرق العامة من دون وسائل حماية، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة للمستخدمين، موضحة أن ذلك يكون في الأماكن المخصصة، مع الالتزام التام بارتداء كافة معدات الحماية الشخصية، مثل خوذة الرأس وواقي الركبتين والمرفقين.

مواصفات وأسعار 
تتنوع أشكال ومواصفات الدراجات الكهربائية «السكوتر» المعروضة في المنافذ التجارية والتي تتفاوت أسعارها بحسب المواصفات والأحجام، وقال محمد بائع «سكوتر»: إن الدراجة الكهربائية «سكوتر» تتوافر في الأسواق بأشكال ومواصفات مختلفة، تأتي بأسعار متفاوتة بحسب الأنواع والمميزات المتاحة، على سبيل المثال هناك «السكوتر» بأسعار تبدأ من 500 درهم وحتى 3 آلاف درهم وأكثر، منها التي تحتوي على ماكينة واحدة والأخرى بعدد ماكينتين، ما يمكن المستخدم السير لفترات مطولة بعد شحن البطارية.
وذكر أن «السكوتر» متاحة للصغار والكبار، فهناك المخصصة لاستخدام شخص واحد والبعض منها تكون لاستخدام شخصين التي توفر مقعداً إضافياً، وقد يحتوي البعض على إضاءة مختلفة «لليزر» والتي تأتي بألوان مختلفة تضيء في الليل، وغيرها من المواصفات، ذاكراً أن هذه «السكوترات» التي تأتي بأسعار مرتفعة لا يكون لها ضمان، ولكن يمكن للمحل إصلاح الأعطال في حال وقوعها.

تجربة رائدة 
يمكن لمحبي قيادة الدراجات الكهربائية «السكوتر» التوجه إلى تجربة تلك الوسيلة الحديثة المؤمّنة بمختلفة وسائل الأمن والسلامة وفي الأماكن المخصصة لها بمواقع جاذبة، في مختلف إمارات الدولة، والتي تأتي تحت إشراف هيئات الطرق والمواصلات، محددة بذلك الاشتراطات والقوانين لتقديم تجربة قيادة فريدة من نوعها.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©