الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي»: 22% زيادة بأعداد المها العربي

«بيئة أبوظبي»: 22% زيادة بأعداد المها العربي
7 يونيو 2021 04:40

أبوظبي (الاتحاد)

كشف المسح الجوي الذي نفذته هيئة البيئة في أبوظبي لمحمية المها العربي بمنطقة الظفرة، خلال شهر نوفمبر الماضي، عن زيادة أعداد المها داخل المحمية بنسبة تصل إلى 22% بالمقارنة بالدراسات السابقة، الأمر الذي يعزز من مؤشرات نجاح برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي الذي انطلق في عام 2007 بقطيع لا يتجاوز عدده 160 رأساً، ليصل اليوم إلى 946 رأساً.
وقام فريق متخصص من خبراء الهيئة بعمل دراسة المسح الجوي بهدف إحصاء أعداد المها العربي وغزال الريم وأنواع أخرى تعيش داخل حدود المحمية، والتي تبلغ مساحتها ما يقارب الـ 6 آلاف كيلومتر مربع، وتعد أكبر المحميات الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في إطار التزام الهيئة بالمحافظة على التنوع البيولوجي بإمارة أبوظبي وتعزيز برامج حماية الأنواع في موائلها الطبيعية. ويعتبر هذا البرنامج بمثابة المسح الجوي الشامل الثاني لمحمية المها العربي، بعد المسح السابق الذي تم تنفيذه بشهر مارس 2017.
وهدفت الدراسة إلى توفير إحصائية دقيقة لأعداد حيوان المها العربي ضمن حدود المحمية، ودراسة مناطق توزيع وانتشار قطعان المها العربي داخل حدود المحمية، وإحصاء وتعداد حيوان غزال الريم ودراسة مناطق انتشاره داخل المحمية، وزيادة المعلومات المتوفرة حول التركيبة الجنسية ومعدل الأعمار لقطيع المها العربي، وساهمت المعلومات التي تم جمعها بوضع مجموعة من التوصيات الفنية المنبثقة عن أسس علمية، بغرض تحسين إجراءات إدارة المحمية وبرامج إعادة توطين المها العربي والأنواع الأخرى داخلها.  وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: «يعتبر هذا المسح جزءاً رئيسياً من جهودنا للحفاظ على المها العربي، التي تكللت بالنجاح بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة التي أنشأت المناطق المحمية في جميع أنحاء الدولة، وساهمت في حماية الأنواع والتنوع البيولوجي، حيث شكل انقراض هذا الحيوان العربي الأصيل من البراري في بداية الستينيات خسارةً كبيرةً، ليس فقط للتنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، وإنما على مستوى الموروث الثقافي في المنطقة بأسرها». 
وأكدت الظاهري أن الفضل في إعادة توطين المها العربي يعود إلى الاهتمام الخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان من أوائل الذين تنبهوا إلى أن المها العربي أصبح مهدداً بالانقراض، فأصدر توجيهاته لوضع برامج لحماية المها العربي وإكثارها في الأسر لحمايتها من الانقراض ولإعادة توطينها في الطبيعة، حيث كان اهتمامه الشخصي ودعمه المستمر وبُعد نظره هو الدافع الحقيقي وراء نجاح عملية إعادة توطين المها العربية في البرية، لتصبح نموذجاً يحتذي به في جميع أنحاء العالم وتمثل نجاحاً كبيراً لبرامج الحماية والإكثار في الأسر. وأشارت إلى أهمية برنامج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربي، والذي يعتبر جزءاً من رؤية حكومة أبوظبي لتكوين قطيع إقليمي يرفد جميع برامج إعادة توطين المها العربي في دول الانتشار والذي جاء للمحافظة على الإرث البيئي للمغفور له الشيخ زايد، والذي ساهم بتعزيز أعداد المها في البرية، مشيرة إلى أن توجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كان لها أكبر الأثر في تفعيل وتعزيز دور هيئة البيئة في مجال حماية المها العربي. وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: «إنه وفي إطار برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي، تم تنفيذ خطة لإكثار وإعادة إطلاق للمها العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي كان آخرها إطلاق ما يقرب من 100 رأس في محمية الحبارى، التي تديرها الهيئة وتقع في منطقة الظفرة لتعزيز أعداده في موائله الطبيعية. كما تم من خلال البرنامج إطلاق مجموعات من المها العربي في سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم إطلاق المئات من المها العربي ضمن مدى انتشاره الطبيعي والتاريخي». 
وأشار الهاشمي إلى أن البرنامج، الذي عزَز من مكانة دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي في جهودها المتميزة في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، يعد اليوم من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، حيث ساهم في زيادة أعداد المها العربي في مناطق انتشاره، بما في ذلك زيادة أعداده في دولة الإمارات التي تحتضن اليوم ما يزيد على 10 آلاف رأس، 5000 منها في إمارة أبوظبي، وهي أكبر مجموعة من المها العربي في العالم».

تغطية أكبر 
أوضح خلدون العمري، مدير إدارة المحميات البرية والبنية التحتية والصيانة في الهيئة أنه تم اعتماد طريقة المسح الجوي لإحصاء المها العربي ضمن مناطق تواجده في المحمية، لضمان تغطية أكبر مساحة ممكنة من محمية المها العربي ضمن أقصر وقت ممكن ولضمان دقة النتائج التي يمكن الحصول عليها. وتم تقسيم المحمية إلى خمسة أجزاء مختلفة، وذلك نظراً للمساحة الشاسعة لمنطقة الدراسة. واشتملت الدراسة على مرحلتين، مرحلة تحضيرية وتضمنت تجهيز تصميم الدراسة وتدريب الفريق المشارك، والمرحلة الميدانية والتي استمرت لمدة أربعة أيام تم خلالها تنفيذ 8 رحلات بمعدل ساعة ونصف لكل رحلة طيران جوية.
وفي ما يتعلق بخصائص قطيع المها العربي، قال العمري:«إنه تم تسجيل إجمالي ما مجموعه 83 من حيوانات المها اليافعة (العجول)، وهي تشكل ما نسبته 8.8% من حجم القطيع الإجمالي. واعتماداً على مقارنة الصور الفوتوغرافية عالية الجودة، قام فريق العمل بتحديد التركيبة الجنسية لعينة ممثلة من قطيع المها العربي في المحمية، شكلت الإناث النسبة الكبرى من حجم القطيع بنسبة إجمالية قدرها 76.5%».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©