ناصر الجابري (أبوظبي)
تختتم اليوم فعاليات الدورة الـ12 من «المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات 2021»، والتي ينظمها مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وتفقد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ومعالي محمد أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، ومعالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة أمس منافسات المسابقة، وذلك بحضور الدكتور مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، والدكتور رياض المهيدب عضو مجلس أمناء معهد التكنولوجيا التطبيقية المنتدب لإدارة المعهد، والدكتور عبدالرحمن جاسم الحمادي مدير عام معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، والدكتور علي عبدالله النقبي مدير بوليتكنك أبوظبي، ونخبة من كبار المسؤولين.
وأشاد الوزراء بالأداء المتميز والراقي للكوادر الوطنية التي بلغ عددها 86 مواطناً ومواطنة، والذين قدموا ملحمة تنافسية رائعة في 17 مجالاً هندسياً وتقنياً وفنياً، وبمشاركة من وزارة التربية والتعليم، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، ومعهد التكنولوجيا التطبيقية، وبوليتكنك أبوظبي، وكلية فاطمة للعلوم الصحية، ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، وغيرها من الجامعات والمؤسسات التعليمية الرائدة بالدولة.
وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عن سعادته بأبناء الإمارات الذين قدموا خلال المسابقة أداء متميزاً في كافة التخصصات الصناعية والهندسية ومنها الخراطة بالحاسوب، وتقنيات السيارات، وحلول برمجيات تقنية معلومات الشركات، وتصميم مواقع الإنترنت، وتقنية التصميم الجرافيكي، والرسم الهندسي والأوتوكاد، واللحام، وصناعة المجوهرات، بما يعكس نجاح «أبوظبي التقني» في تحقيق توجيهات القيادة الرشيدة بتطبق استراتيجيات متطورة دائما، تستشرف المستقبل وتوفر من خلالها الإمكانيات اللازمة لتمكين المؤسسات التعليمية في الدولة من صناعة الكوادر الوطنية التي تملك مقومات التقدم والتطور بمختلف المجالات المتخصصة والذكاء الاصطناعي، باعتباره أساساً راسخاً لتأهيل الأجيال القادرة على مواكبة التقدم وتلبية متطلبات المستقبل القريب والبعيد.
ومن ناحيته، أعرب معالي محمد أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، عن فخره بأبناء الإمارات الذين يتنافسون بكل ثقة وجدارة، مشيراً إلى أن المسابقة تؤكد على أن مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، يعمل وفق استراتيجية متميزة تمكنه من تنفيذ مبادرات متقدمة، ويتم من خلالها منح الشباب الفرص الكاملة لإبراز قدراتهم ومهاراتهم وابتكاراتهم وتحفيزهم لتنمية أنفسهم في مختلف المجالات الهندسية والتقنية الهامة في كافة مجالات الحياة، ومن ثم صناعة المواطن القادر على تلبية متطلبات الخطط الاستراتيجية للدولة ورؤية أبوظبي 2030.
تطور لافت
ومن جهتها، أكدت الدكتورة ميثاء الشامسي، أن التطور اللافت لمنافسات المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات، يرجع للدعم المتنامي وغير المحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، والتي تواصل رعايتها للمسابقة على مدى 12 عاماً متواصلة، من أجل العمل الوطني نحو بناء القدرات المتطورة لشباب الدولة في كافة المجالات، وكما تتواصل هذه الرعاية السامية من خلال حرص سموها على متابعة ورعاية شباب وفتيات الإمارات وتمكينهم من تحقيق مراكز متقدمة في المسابقات الدولية، حيث ترى سموها أن أبناء وبنات الإمارات يتمتعون بمهارات وقدرات خاصة، تمكنهم من التنافس في كافة مجالات الإبداع والابتكار والتفوق دولياً.
وأضافت معاليها: إن أبوظبي التقني في نجاح دائم نحو تطوير المسابقة بشكل لافت، وهذا مؤشر قوي على دور «أبوظبي التقني» المؤثر في صناعة المخرجات المبتكرة التي تتوافق مع رؤية القيادة الرشيدة، مشيرة إلى أن الدورة الجديدة من المسابقة، هي نتاج الحرص على تطبيق الاستراتيجية المتقدمة التي تنفذها القيادة الرشيدة لصناعة الكوادر الوطنية المبتكرة والقادرة على صناعة المستقبل، وهي الاستراتيجية التي تؤكد من خلالها على أهمية العمل المتكامل مع كافة الجهات المعنية، لاكتشاف وصقل الكفاءات والقدرات الوطنية بهدف إعداد أجيال وطنية مبدعة وقادرة على تلبية متطلبات التنمية المجتمعية والنهضة الصناعية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة بمختلف إمارات الدولة.
وبدوره، قال الدكتور مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني: إن الدورة الحالية من المسابقة تشهد تخصصين جديدين، وهما أنظمة التحكم الصناعي، والنحت باستخدام الحاسوب، وهو الأمر الذي يؤكد على أن إستراتيجية أبوظبي التقني تسعى دائماً نحو المزيد من التطور والتخصص، بما يمكن الشباب المواطنين من وظائف المستقبل ومرحلة ما بعد النفط، مشيراً إلى أن المسابقة الوطنية حدث وطني هام بمواصفات عالمية يتم من خلاله العمل على بناء وإبراز قدرات ومهارات طلبة جميع المؤسسات التعليمية، مؤكداً حرص المركز على زيادة عدد وفئات المشاركين فيها بشكل دائم، بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن.
وأضاف: إننا نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة التي تقدم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لأبوظبي التقني وكافة مؤسسات الدولة لتمكينها من العمل الوطني الراقي لبناء الكوادر الوطنية المبدعة، واكتشاف وصقل المهارات الإبداعية لشباب وفتيات الإمارات في مختلف مجالات الحياة التي تقوم عليها النهضة الصناعية والاقتصادية في دول العالم المتقدم، وبما يتوافق مع الخطط الاستراتيجية للدولة، ورؤية أبوظبي 2030، كما نتقدم بخالص الشكر والتقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، على الرعاية الكريمة التي توليها سموها لفعاليات المركز بشكل عام، والمسابقة الوطنية بشكل خاص وللمرة الـ12 على التوالي، باعتبارها الحدث الأبرز لاكتشاف المواهب الوطنية المتميزة في التخصصات الهندسية والتقنية والمهنية الهامة.
ومن جهته، قال المهندس علي محمد المرزوقي نائب مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني بالإنابة رئيس مهارات الإمارات: إن ختام المنافسات سيكون مساء اليوم الأربعاء، بينما يتم إعلان وتتويج الفائزين غداً الخميس، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، داعياً أبناء المجتمع إلى متابعة البث المباشر لمنافسات المسابقة عبر اليوتيوب.
مشاركون وخبراء
شهد يوم أمس، تواصل المنافسات بين المشاركين، من خلال عدة مهارات في 6 مجالات رئيسية هي تقنية البناء والتشييد، تقنية التصنيع والهندسة، النقل واللوجستيات، الفنون الإبداعية والأزياء، تقنية المعلومات والاتصالات ومهارة الخدمات الاجتماعية والشخصية.
وأكد عدد من المشاركين في فعاليات الدورة الثانية عشرة من «المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات 2021»، أن المسابقة تمثل تأكيداً على المهارات والكفاءات والخبرات التي يمتلكها شباب الإمارات، والتي تمثل نتاجاً للاستثمار الحكيم للقيادة الرشيدة، والتي آمنت بأهمية دعم الشباب من المبتكرين والمخترعين وأصحاب الأفكار الإبداعية، نحو تمكينهم للوصول إلى أعلى المراتب العلمية، وهو الأمر الذي من شأنه ترسيخ مكانة الدولة في قطاعات الابتكار والمعرفة.
ومن جهتهم، تحدث خبراء لـ «الاتحاد» من المحكّمين في المسابقة والذين يصل عددهم إلى نحو 70 شخصاً، عن المستوى اللافت للمشاركين والذين استطاعوا إنجاز عدد من المهمات خلال أول يومين من المسابقة، وتمكنوا من التغلب على عدد من التحديات، متسلحين بالمعرفة والإعداد الجيد للمسابقة، والتي تؤهلهم لاحقاً للمشاركة في المسابقات العالمية وتمثيل دولة الإمارات فيها.
ومن ناحيتها، أوضحت فاطمة الشحي، والتي تشارك في فئة تصميم المواقع، أن المسابقة تتمحور حول تصميم موقع إلكتروني بناء على المعلومات المطلوبة التي تتضمنها المهام، حيث يتم الحرص على أن تشتمل المواقع على كافة التفاصيل الواردة في نوع المهمة، بهدف تصميم مواقع تنافسية قادرة على عكس رسالة الجهات ونقل تطلعاتها ومعلوماتها للمستخدمين.
ومن ناحيتها، أعربت عائشة الشحي، عن رغبتها في تمثيل دولة الإمارات في المنافسات العالمية، ضمن فئة النحت التي تشارك فيها، نظراً لأهمية ترسيخ مكانة دولة الإمارات في المنافسات الدولية، وهو الأمر الذي يتطلب العمل الجاد وبذل الجهود الممكنة، والتي تتيح المجال لاعتلاء كوادر الإمارات. للمراكز الأولى عالمياً.
5 إيجابيات
حدد عدد من المشاركين 5 إيجابيات هامة للمسابقة الوطنية لمهارات الإمارات، ومنها أنها منصة وطنية لتبادل المعارف وتلاقي الخبرات حول عدد من القطاعات الابتكارية، وتحفيز الكوادر الشابة على التنافس والمبادرة بالأفكار الجديدة، واكتشاف المواهب الوطنية القادرة على تمثيل دولة الإمارات في المنافسات العالمية، والمساهمة في إيجاد بيئة تنافسية مشجعة على الابتكار والاختراع، إضافة إلى تحديد الأولويات المعرفية، والتي من شأنها إعداد شباب الإمارات نحو الخمسين.
المنافسة
أوضحت ريم مصبح، خبيرة في مهارة التبريد والتكييف، أن المنافسة ترتكز على تركيب أنظمة متكاملة لتبريد المياه، إضافة إلى مجالات الكهرباء، حيث يتم فحص المعدات والأجهزة ووضع عدد من المهام والتأكد من تبريد المياه في الأنظمة، ومدى قدرة المشاركين على النجاح ضمن المهام الموكلة إليهم.
وأشارت إلى أن المسابقة تفتح مدارك الأفق للمشاركين وتسهم في توسيع أفكارهم النوعية.
تواصل
أكدت علياء فيصل، إحدى الخبيرات في المسابقة، أن المسابقة تسهم في تفعيل التواصل العلمي بين المشاركين، كما تعد تجربة واقعية هامة للعمل تحت أجواء التنافس الإيجابي، وهو الأمر الذي يزيد من دافعية المشاركين للفوز وتسخير الجهود للحصول على المراكز الأولى، وذلك بهدف تقديم المردود الإيجابي لدولة الإمارات في المحافل الدولية المستقبلية.
نخبة
قال سالم عبدالله مبارك، خبير في الرسم الهندسي: تم اختيار 4 أشخاص من إجمالي 25 متنافساً للمشاركة في المرحلة الختامية، وذلك بعد أن استطاعوا تجاوز المراحل السابقة وإنجاز المهام الموكلة إليهم بنجاح، حيث يمثلون نخبة الكفاءات الشابة والذين يتنافسون للفوز بالمركز الأول ضمن الفئة التي يتنافسون فيها.
وأضاف: تمتد المنافسة على مدار 3 أيام، حيث تم خلال اليوم الأول وضع مهام تتمحور حول تركيب القطع وطباعتها بالطابعة ثلاثية الأبعاد، أما منافسة اليوم الثاني فتمحورت حول القطع الجاهزة التي يتم تركيبها وتصميمها، أما خلال اليوم الثالث فيتم قياس القطع وتحويلها من الجانب المادي إلى الجانب الرقمي عبر استخدام الحاسوب للتعديل عليها وطباعتها.
وأشار إلى أن المسابقة تمثل فرصة هامة في تحفيز الكوادر الوطنية على التحلي بروح التنافس الإيجابي، حيث تسهم هذه المسابقات في رفد القطاعات العلمية بالدولة بنخبة من الشباب.