أحمد شعبان (القاهرة)
أكد الدكتور محمد عبدالعاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، والمنسق العام لبيت العائلة المصرية سابقاً، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد محور ارتكاز للعالم العربي كله، بل وللعالم الإسلامي، لما تتضمنه من قيادة وحكومة راشدة، وحوكمة صحيحة.
وأشاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات في حواره لـ «الاتحاد»، بأهمية الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في نشر قيم التسامح واحتضان وثيقة الأخوّة الإنسانية، مؤكداً أن الإمارات تعمل من أجل نشر السلام والمحبة بين بني الإنسان، قائلاً: «الإمارات قاطرة التقدم وقاطرة المحبة والسلام، والأمل المنشود في مصر وفي العالم العربي أن نكون يداً واحدة في محاربة الإرهاب العالمي».
وأكد عبد العاطي أن توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنسية الكاثوليكية في أبوظبي، حدث تاريخي وعالمي ينبغي أن يُوضع في الحسبان، وينبغي أن تُعنى به الجهات الرسمية العالمية، مؤكداً أن هذا ما حدث بالفعل بتحديد الأمم المتحدة 4 فبراير يوماً عالمياً للأخوّة الإنسانية يحتفل به العالم أجمع.
وقال عبد العاطي: إن وثيقة الأخوّة الإنسانية ليست مجرد كلمات وضعت على ورق، وإنما وضعت لها آليات للتنفيذ، مؤكداً أن الوثيقة ترجمة عملية لما حثت عليه الأديان، وخاصة الدين الإسلامي والمسيحي، موضحاً أن بين الإسلام والمسيحية مشتركات كثيرة جداً منها: التسامح والسلام والأخوة والمحبة، منوهاً إلى أن ما يحدث على السطح من خلافات وتشققات وصراعات، إنما هي وليدة أشياء خارجة عن إطار الدين.
وأضاف: الله تعالى خلق كل الناس ليتعارفوا ويتحابوا، وخلق كل الناس ليعمروا الأرض لا ليخربوها ويفسدوا فيها، والله عز وجل لا يحب المفسدين مهما كان دينهم وجنسهم وعرقهم، وبالتالي فإن هذه الوثيقة مهمة جداً وتعتبر خطة في طريق الإصلاح والسلام العالمي، مشيراً إلى أن العالم يعيش الآن في صراعات كبيرة جداً، ويواجه توحشاً اقتصادياً عالمياً خاصة في تجارة السلاح والدماء، مضيفاً: «نحن الآن نحتاج إلى صوت العقل والمحبة والسلام والأخوة، وهذا مرجعه إلى ما سطرته وثيقة الأخوة الإنسانية».
بيت العائلة المصرية
وحول تطبيق بنود وثيقة الأخوة الإنسانية من خلال «بيت العائلة المصرية»، الذي يضم أخوة من المسلمين والمسيحيين، لفت عبدالعاطي إلى أن فكرة بيت العائلة المصرية علقت في ذهن فضيلة الإمام الأكبر، وعرضها على قداسة البابا شنودة الثالث، رحمه الله، وقبل البابا شنودة فوراً الفكرة، وتم وضع التصور والآليات لتنفيذ بيت العائلة، مضيفاً: «بفضل من الله منذ أن أنشئ هذا البيت بقرار رئيس الوزراء المصري وحتى اليوم، وهو يعمل على قدم وساق في وأد الفتنة ونشر المحبة والسلام والأخوة بين أبناء المجتمع المصري الواحد».
وتابع: بيت العائلة المصرية مؤسسة اجتماعية تتعلق بالأمور التي من الممكن أن تحدث فتنا طائفية، وتعنى بالمسائل الاجتماعية كالكوارث والأزمات، ويضم علماء من المشايخ والقساوسة وخبراء في جميع المجالات، مشيراً إلى أن اللجان المشكلة نصفها من المسلمين والنصف الآخر من المسيحيين، ولا يتم أخذ قرار من هذه اللجان إلا بالرجوع إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأكد أن بيت العائلة المصرية يُطبق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية من التسامح والسلام والعيش المشترك بين أصحاب الديانات، لافتاً إلى أن وثيقة الأخوّة الإنسانية عبارة عن بنود قانونية ودستورية لما تأسست عليه الأديان في التعامل بين أصحاب الديانات من محبة وسلام وأخوة، وبنودها تُترجم ترجمة حقيقية لما عليه الأديان السماوية من مبادئ وأخلاقيات ومشتركات دينية وإنسانية، وبالتالي فإن بيت العائلة المصرية معني بتطبيق بنود الوثيقة.
التقارب الإنساني
وحول ما تهدف إليه وثيقة الأخوّة الإنسانية من تحقيق التقارب الإنساني بين أصحاب الديانات، قال عبدالعاطي: إن الوثيقة تحقق التقارب بين جميع بني البشر على اختلاف عقائدهم، مؤكداً أن الوثيقة للإنسانية كلها، وهي للإنسان باعتباره إنساناً، لا باعتباره متديناً بدين معين، وتطبق على جميع أهل الأرض.
وشدد على أهمية الدور الذي يقع على عاتق العلماء والمربين في التعريف ببنود هذه الوثيقة، وكذلك الدور الذي يقع على المسؤولين والحكومات في تنفيذ ما جاء ببنودها، مؤكداً أن الأزهر والكنيسة لا يستطيعان بمفردهما أن ينشرا السلام والمحبة في العالم، وهناك جهات أخرى تتاجر بالدماء وتعقد صفقات السلاح، مطالباً بضرورة وجود إرادة حقيقية وتصور حقيقي للسلام العالمي، وهذا ما تنهض به الحكومات والمؤسسات الحاكمة.