الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الحلال».. ركيزة الأمن الغذائي في الإمارات

«الحلال».. ركيزة الأمن الغذائي في الإمارات
23 مايو 2021 03:09

إبراهيم سليم (أبوظبي)

يحظى قطاع الثروة الحيوانية برعاية واهتمام كبيرين من القيادة الرشيدة تمثلا في تشجيع المزارعين المواطنين على الاهتمام بتربية ورعاية المواشي ورعاية قطاعات الدولة المتخصصة في هذه الثروة من خلال توفير الرعاية الصحية لها وتنميتها وتوفير الأعلاف للمربين بأسعار رمزية وتشجيعهم على تربية الأنواع الاقتصادية، ونجح قطاع الثروة الحيوانية على المستويين المحلي والاتحادي في خلق منظومة قادرة على تقديم الخدمات البيطرية والإشراف الفني والتوعية الإرشادية بأساليب علمية حديثة وإمكانات فنية وتقنية عالية لتقديم أفضل رعاية بيطرية وصحية للحيوان، وتقدم الحكومة كافة أشكال الدعم لأهل «الحلال» للحفاظ على الثروة الحيوانية، ومنع انتقال أوبئة من الخارج من خلال حظر استيراد الثروة الحيوانية إن تطلب الأمر، بخلاف عمليات الحجر البيطري التي تتم عند وصول الحيوانات، وفحصها قبل دخول الدولة، للتأكد من سلامتها.
«الاتحاد» تستعرض في هذا الملف جهود الوزارة والجهات المعنية لحماية الثروة الحيوانية، والعناية بها في الدولة، للوصول إلى الأمن الغذائي المستدام من خلال التحصين والعناية بالحيوان بدءاً من دخوله الدولة حتى وصوله إلى المزرعة.
تستهدف حملات التحصين المستمرة التي تقوم بها وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والجهات ذات الصلة، تعزيز منظومة الأمن الحيوي والحيلولة دون انتشار الأمراض الوبائية، بالإضافة إلى تعزيز مناعة المواشي، ووقايتها من الأمراض، وحملات التحصين تسبق دائماً مواسم ظهور وتفشي الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية؛ بهدف السيطرة عليها ومنع انتشارها بين المواشي، بالإضافة إلى الحد من استخدام الأدوية البيطرية، واستئصال الأمراض على المدى البعيد، مما يساعد على تنمية الثروة الحيوانية واستدامتها لدعم منظومة الأمن الغذائي المستدام، وبما يحقق مستهدفات الأمن الغذائي حسب توجهات الحكومة.

الخطة الوطنية
وسجلت وزارة التغير المناخي والبيئة نحو 7.8 مليون عملية تحصين وتطعيم لحيوانات ماعز وأغنام وماشية خلال العام الماضي، عبر كادر متخصص من ذوي الخبرة والكفاءة يضم 735 طبيباً بيطرياً تابعين للوزارة، كما أعدت الوزارة بالتنسيق مع السلطات المحلية الخطة الوطنية للصحة الحيوانية، وتستهدف الخطة أربعة من الأمراض الوبائية ذات الأولوية والتأثير الاقتصادي، وهي: الحمى القلاعية، وطاعون المجترات الصغيرة، والبروسيلا، وجدري الأغنام والماعز، وتتضمن الخطة أنشطة تحصين الحيوانات، والتقصي عن الأمراض، وتقييم عملية التحصين، وهيكلية عملية المكافحة، واستيفاء متطلبات المنظمات الدولية لإعلان الدولة خالية رسمياً من هذه الأمراض.

  • الحفاظ على الثروة الحيوانية وحماية القطعان (من المصدر)
    الحفاظ على الثروة الحيوانية وحماية القطعان (من المصدر)

كما أطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، حملة التحصين السنوية الثانية عشرة «2020 - 2021» ضد الأمراض، التي تصيب الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي، حيث تغطي الحملة ثلاثة أمراض، هي طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية والكفت، وذلك لتعزيز مناعة الثروة الحيوانية والسيطرة على الأمراض الوبائية، واستئصالها لتعزيز منظومة الأمن الحيوي، وتغطي الحملة نحو 2.2 مليون رأس من الماشية، وتتم على ثلاث مراحل منذ إطلاقها.

دور حيوي وفعال
قطاع الثروة الحيوانية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بدور حيوي وفعال في تنمية الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي والحفاظ عليه من خلال الأنشطة والخدمات المختلفة التي تقدم لمربي الحيوانات المختلفة عن طريق الرعاية الطبية والغذائية والإرشادية.
ويقوم القطاع بالعديد من المهام، منها تشخيص مختلف الأمراض السارية وغير السارية التي تهدد الثروة الحيوانية وتقديم العلاج المناسب للحيوانات المريضة، إضافة إلى تشخيص ومكافحة أمراض الطفيليات الداخلية والخارجية وتحصين الحيوانات ضد الأمراض الوبائية المختلفة، إلى جانب إجراء العمليات الجراحية المختلفة ومقاومة الأمراض الحيوانية المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي يمكن أن تمثل تهديداً لصحة الإنسان، علاوة على إجراء دراسات سنوياً عن الأمراض السارية الموجودة وتقييم الوضع للأمراض المتوطنة والوافدة، وتحديد أسباب نفوق الحيوانات، وإصدار الشهادات البيطرية المصاحبة للحيوانات المصدرة للخارج والتي تفيد خلو هذه الحيوانات من الأمراض.

استدامة الغذاء
بداية، كشف المهندس سيف الشرع وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة، والقائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي في «التغير المناخي والبيئة»، عن أن الحملات الدورية لتحصين وتطعيم الثروات الحيوانية التي تنظمها وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية المحلية المسؤولة عن القطاع إجراءها سجلت نحو 7.8 مليون عملية تحصين وتطعيم لحيوانات ماعز وأغنام وماشية خلال العام الماضي، بزيادة تتجاوز 20% عما تم إنجازه خلال عام 2019، على الرغم من الإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها على مستوى الدولة خلال العام الماضي بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
وأكد أن تنمية الثروة الحيوانية المحلية وتعزيز سلامتها الصحية أحد الركائز الرئيسة لتحقيق أولوية الوزارة في تعزيز أمن واستدامة الغذاء؛ لذا يحظى قطاع الخدمات البيطرية باهتمام ورعاية كبيرين، لدورهم المهم في تطوير قطاع الثروة الحيوانية في الدولة، وضمان استدامة ومرونة سلسلة إنتاج الغذاء.
وأشار إلى أن الوزارة ضمن استراتيجيتها في هذا الخصوص تقوم بتوفير خدمات بيطرية مجانية لمربي الثروة الحيوانية، وذلك من خلال العيادات البيطرية التابعة لها على مستوى الادولة، وعددها 20 عيادة بيطرية، وتشمل خدمات العلاج والتحصين والإرشاد، بما يضمن تعزيز الصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني، حيث يتم تقديم حملات على مدار العام للتحصين ضد أهم الأمراض الحيوانية ذات التأثير الاقتصادي، ويتم تقديم هذه الخدمات عبر كادر متخصص من ذوي الخبرة والكفاءة يضم 735 طبيباً بيطرياً تابعين للوزارة ولكافة الجهات الحكومية المعنية بالقطاع، منهم 324 طبيباً في مجال الصحة الحيوانية و398 طبيباً في مجال سلامة الغذاء و13 طبيباً في مجال المختبرات البيطرية، كما يبلغ عدد الأطباء البيطريين المرخصين في المنشآت البيطرية الخاصة 681 طبيباً على مستوى الدولة.

حظر وإعادة استيراد
يذكر أن الوزارة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، وضمن تنفيذها لمنظومة سلامة الغذاء وأحكام الرقابة على الأغذية أصدرت 9 قرارات لحظر الاستيراد، يختص ثمانية منهما بحظر استيراد الطيور الحية الداجنة والبرية وطيور الزينة والصيصان وبيض التفقيس ومخلفاتها غير المعاملة حرارياً من أوكرانيا، الدنمارك، وكرواتيا، والسويد، وإحدى مقاطعات الجمهورية الفرنسية، والمملكة الهولندية وجمهورية ألمانيا وبعض مقاطعات روسيا، ويختص القرار الأخير بحظر استيراد بيض المائدة ولحوم الدواجن من بعض مناطق المملكة المتحدة.
فيما أقرت إعادة استيراد بيض التفريخ وبيض المائدة والكتاكيت واللحوم المصنعة من الأبقار والأغنام والماعز والدواجن، وفتح باب التصدير للأبقار والأغنام الحية، من جمهورية مصر العربية، وجاء القرار بناء على مجموعة من الاجتماعات - الافتراضية - المتبادلة مع وزارة الزراعة والجهات المعنية عن الرقابة على الغذاء في جمهورية مصر العربية، وعلى خلفية اعتماد المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، عدداً من منشآت الدواجن المصرية خالية من مرض إنفلونزا الطيور.
كما اعتمدت الوزارة رفع الحظر عن استيراد الطيور الحية الداجنة من دولة المجر على خلفية استقرار الأوضاع الصحية وانتهاء البؤرة المرضية لإنفلونزا الطيور - وفقاً لإخطار المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.

أسواق جديدة
ولفت الشرع إلى أن الوزارة بالتنسيق مع السلطات المحلية أعدت الخطة الوطنية للصحة الحيوانية، التي تم الاستناد في إعدادها إلى معايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، الأمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على وضع الصحة الحيوانية في الدولة والذي بدوره سيعزز ثقة الشركاء التجاريين مع الدولة، ويسهم في فتح أسواق جديدة لتصدير الحيوانات ومنتجاتها من الدولة إلى الدول الأخرى، وتستهدف الخطة أربعة من الأمراض الوبائية ذات الأولوية والتأثير الاقتصادي، وهي: الحمى القلاعية، وطاعون المجترات الصغيرة، والبروسيلا، وجدري الأغنام والماعز، وتتضمن الخطة أنشطة تحصين الحيوانات، والتقصي عن الأمراض، وتقييم عملية التحصين، وهيكلية عملية المكافحة، واستيفاء متطلبات المنظمات الدولية لإعلان الدولة خالية رسمياً من هذه الأمراض.

منظومة الإخطارات
وأوضح المهندس سيف الشرع أن الوزارة تنفذ حزمة من الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة الأغذية المستوردة التي يسمح بدخولها وتداولها في السوق المحلي من خلال متابعة مستجدات وتطورات الوضع الصحي الزراعي والبيطري وحالات انتشار أو تسجيل بؤر مرضية للحيوانات أو ظهور آفات زراعية في الدول المصدرة للدولة، وإصدار قرارات حظر الاستيراد أو رفع الحظر بناءً على تلك المستجدات، ومتابعة الإخطارات المتعلقة بالأغذية التي تشكل خطورة على صحة المستهلك من خلال عضويتها في أنظمة الإخطارات العالمية والخليجية التالية: الشبكة الدولية للهيئات المعنية بالسلامة الغذائية ونظام الإنذار السريع الأوروبي للأغذية والأعلاف ونظام الإنذار الخليجي السريع للأغذية والأعلاف.

النظام الوطني للإنذار السريع
يشار إلى أن النظام الوطني للإنذار السريع للأغذية يُعد التشريع والأداة التي يتم من خلالها إدارة إخطارات الغذاء على المستوى الوطني عند اكتشاف حادثة تتعلق بالغذاء أو المواد الملامسة للغذاء لها مخاطر محتملة على صحة الإنسان، حيث يسهم في منع وصول المنتجات غير المطابقة للاشتراطات إلى المستهلكين كما يسمح باتخاذ إجراءات سريعة لسحب أو استرداد أو منع وصول هذه المنتجات إلى السوق.

مربون: التحصين حدّ من خسائرنا
أجمع مربو ثروة حيوانية على أن الوقاية والتحصين للثروة الحيوانية وحملات التوعية لمربي الثروة الحيوانية، أسهم إلى حدٍّ كبير في الحد من نفوق القطعان من الضأن والماعز والأبقار وغير ذلك، كما أن حملات التحصين التي تنفذها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية عامل أساسي في الحفاظ على الثروة الحيوانية ومنع انتقال العدوى بين الماشية، سعياً لتحقيق أمن غذائي مستدام من اللحوم المحلية.
وثمن راشد فرحان خميس الكويتي مربي ثروة حيوانية، جهود هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في توفير التطعيمات والتحصينات اللازمة للحفاظ على الثروة الحيوانية وحماية القطعان من تعرضها للإصابة بالأمراض التي قد تؤثر على سلامتها.
ولفت إلى وجود وعي عند مربي الثروة الحيوانية بأهمية التحصين وتجاوب مع الحملات التحصينية التي تطلقها «الهيئة»، وأرجع ارتفاع معدلات الوعي إلى الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة بتعظيم نتاج الثروة الحيوانية وحملات التوعية التي يتم بثها، سواء عبر المنشورات أو اللقاءات أو الزيارات الميدانية.

رفع المناعة
وقال راشد الكويتي: «إن التحصين يؤدي إلى رفع المناعة لدى القطيع، وذلك من خلال زرع فيروس ميت لاكتساب المناعة ضد هذا المرض، وحماية الثروة الحيوانية»، موضحاً أن اهتمام القيادة الرشيدة بالثروة الحيوانية شجعه على دخول هذا المجال وبدأ بـ10 رؤوس، وتوسع بزيادة القطيع والتفكير في إنشاء مزرعة للإنتاج الحيواني، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للإمارة، وأضاف: بتوفيق المولى عز وجل، اهتممت ببناء المزرعة، وتوفير كل الاحتياجات، ثم بدأت في التنويع لاختيار نوع من القطيع، وتوفير الأغذية، ودخلت في الخطة البيطرية، وكيفية مقاومة الفيروسات، ومن بينها التحصين، وفي مرحلة الإنتاج اهتممت بوضع برنامج بيطري لحماية القطيع.
وأكد وجود دور توعوي مهم لـ«الهيئة» من خلال زيارات ميدانية والتجاوب مع أي استفسار، وتكمن المشكلة الوحيدة أحياناً في أن عدد الأطباء أقل من عدد الحيازات، ودعا مربي الثروة الحيوانية إلى الحرص على وجود ممر بيطري للحيوانات، بما يسهم في التيسير على الطبيب البيطري، خاصة أن التحصين الذي تقدمه «الهيئة» مجاني ومن أفضل التحصينات الموجودة عالمياً، والممر البيطري يسرع في عمليات التحصين، ويوفر الوقت على الطبيب البيطري، ويحمي الحيوانات من التعرض للإجهاض.
ولفت إلى أن هناك إجراءات وقائية عند معرفة أي مرض في العزب المجاورة، وذلك من خلال رش المزرعة بمبيد غير سمي غير ضار بالثروة الحيوانية، ومضاد للفيروسات والبكتريا، مشيراً إلى إنشائه «جروباً» لأهل الحلال عن كيفية حماية القطعان والممارسات السليمة في المزارع، ونتعاون مع الهيئة، إذ إنه لابد من تنسيق وتكامل وتعاون بين المربين و«الهيئة».
وذكر أن هناك خلطتين مهمتين على المزارع أخذها في الاعتبار: «خلطة الأمّات، وخلطة التسمين»، وتحديد نسبة البروتينات حسب كل خلطة، وقال: إن هناك مشكلة تواجه المزارعين، وهي ارتفاع أسعار المواد الخام من الأعلاف، والمزارع النموذجية في حاجة إلى دعم، مؤكداً أن هناك بنية تحتية من المزارع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وأزمة «كورونا» قدمت لنا درساً لا ينسى، في العمل على توفير الأمن الغذائي المستدام.

مواسم التحصين
من جانبه، قال سعيد حبروش السويدي، «مربي ثروة حيوانية»: التحصين معروف، وهو مكلف على أصحاب أعداد رؤوس كبيرة، والتحصين مهم، وله مواسم، وخاصة الحمى القلاعية، والكفت، وهذه أمراض كانت تقضي على الثروة الحيوانية، والأبقار والأغنام في حاجة للتحصين، والحكومة تبذل جهوداً في التوعية، والأدوية، لكن أحياناً يواجه أصحاب الأعداد الضخمة بعض المشكلات، وقال: إن على المزارع التركيز في حلاله، ومتابعته، والاعتناء به، ونجاح المشروع مرتبط باهتمام المربي بحلاله وتخصيص وقت يومي لمراقبة القطيع، وعند ظهور حالة مرضية أو إعياء في أي حيوان، عليه المبادرة الفورية بالتواصل مع «الهيئة» لمعرفة أسس التعامل مع الحالة، وإن كانت في حاجة إلى تطعيم أو غير ذلك، وعزل الحيوان لحماية القطيع.
بدوره، أكد صالح عبدالله الحمادي مربي ثروة حيوانية، وجود اهتمام كبير من جانب «الهيئة»، من ناحية التطعيمات والعيادات مفتوحة أمام المربين، وزيارات ميدانية لمزارع الثروة الحيوانية، ونحن نهتم بالتطعيمات أو التحصينات، وهناك بعض التطعيمات نقوم بتطعيمها بأنفسنا، وشدد على ضرورة متابعة المربي وعنايته بحيواناته، والاطلاع على كيفية وقاية القطعان من الأمراض المعدية والفيروسية، مبيناً أنه كمربٍ يجد راحته في المتابعة اليومية للمزرعة؛ لأن العمال لن يكونوا على مستوى الاطلاع أو الاهتمام بالحيوانات، وخاصة عند التحصين.

«السلامة الغذائية» تنفذ حملة للتحصين ضد 3 أمراض 
نفذت هيئة «أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية» المرحلتين الأولى والثانية من حملة التحصين السنوية الثانية عشرة «2020 - 2021» ضد الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي، حيث تغطي الحملة ثلاثة أمراض هي طاعون المجترات الصغيرة للضأن والماعز، والحمى القلاعية للضأن والماعز والأبقار، والكفت للماعز، وذلك لتعزيز مناعة الثروة الحيوانية والسيطرة على الأمراض الوبائية واستئصالها لتعزيز منظومة الأمن الحيوي. 
وبلغ إجمالي الثروة الحيوانية التي تم تحصينها ضد الأمراض الثلاثة خلال المرحلة الأولى من الحملة حوالي 3.172.094 رأساً من الماشية، تم إعطاؤها الجرعة الأولى للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية للأبقار، والضأن والماعز، ومرض الكفت للماعز، بالإضافة إلى مرض طاعون المجترات الصغيرة للضأن والماعز، بينما تم في المرحلة الثانية ترقيم وتحصين حوالي 161225 رأساً ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة. 
واستحوذت الثروة الحيوانية في العين على نحو 63.7% من عمليات التحصين خلال المرحلة الأولى من الحملة، وبلغ إجمالي الحيوانات التي تم تحصينها ضد الأمراض الثلاثة حوالي 2.020.736 رأساً من الماشية، حيث تم تحصين حوالي 1.147.211 رأساً بلقاح الحمى القلاعية، بينما تم تحصين 515067 رأساً بلقاح الكفت للماعز، ثم تحصين وترقيم نحو 358458 رأساً بلقاح طاعون المجترات الصغيرة. 
وجاءت الثروة الحيوانية في منطقة أبوظبي في المرتبة الثانية بنسبة حوالي 21% من إجمالي الحيوانات التي تم تحصينها خلال المرحلة الأولى، وعددها حوالي 665.089 رأس ماشية، منها 372516 رأساً تم تحصينها بلقاح الحمى القلاعية، و151100 رأس بلقاح الكفت، ونحو 141473 رأساً بلقاح طاعون المجترات الصغيرة، أما الثروة الحيوانية في «منطقة الظفرة» فقد استحوذت على ما نسبته 15.3% من إجمالي الثروة الحيوانية تم تحصينها في المرحلة الأولى بمجموع رؤوس ماشية بلغ نحو 486269 رأساً، حيث تم تحصين حوالي 294352 رأساً بلقاح الحمى القلاعية، ونحو 112539 رأساً بلقاح الكفت وأخيراً ترقيم وتحصين حوالي 79324 رأساً بلقاح طاعون المجترات الصغيرة.  

حملات
تحرص الهيئة على استباق حملات التحصين، مواسم ظهور وتفشي الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية، بهدف السيطرة عليها ومنع انتشارها بين المواشي، بالإضافة إلى الحد من استخدام الأدوية البيطرية، واستئصال الأمراض على المدى البعيد، مما يساعد على تنمية الثروة الحيوانية واستدامتها لدعم منظومة الأمن الغذائي، مؤكداً التزام الهيئة بتقديم أفضل أنواع اللقاحات المعتمدة لتعزيز مناعة المواشي، ودعم المربين والمحافظة على ممتلكاتهم من الثروة الحيوانية، وتنميته.
يذكر أن مرض الالتهاب الرئوي البلوري المعدي «الكفت»: هو مرض تسببه مكروبات المايكوبلاسما وهو مرض معدٍ يصيب الجهاز التنفس، وخاصة الرئتين في الماعز، ينتقل عن طريق الرذاذ من الحيوان المريض إلى السليم، يكثر حدوث المرض في فترة الشتاء حينما تضعف المقاومة في الماعز بفعل البرد، يظهر المرض بعد فترة حضانة تمتد بين 6 و10 أيام، يعالج المرض بوساطة المضادات الحيوية، ويمكن الوقاية منه باستعمال اللقاحات المناسبة وبعزل الحيوانات المريضة بعيداً عن باقي القطيع.

3 ملايين رأس ماشية في أبوظبي
أسهمت حملات التوعية والتحصين ضد الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي، في رفع معدلات الوعي بين مربي الثروة الحيوانية، وحرص والتزام شديدين من قبل الجهات المختصة بقطاع الثروة الحيوانية في احتواء واستباق مواسم تفشي الأمراض والأوبئة، مما ساهم في تعزيز الأمن الحيوي في هذا القطاع بالإمارة، والحرص على تحصين الماشية ضد أهم الأمراض التي تشكل خطورة على قطعان الماشية والضأن، بما يحقق مستهدفات الأمن الغذائي حسب توجهات الحكومة، وحماية استثمارات المربين، حيث تجاوزت الثروة الحيوانية 3 ملايين رأس في أبوظبي.
ويختص قطاع الثروة الحيوانية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بدور حيوي وفعال في تنمية الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي والحفاظ عليه من خلال الأنشطة والخدمات المختلفة التي تقدم لمربي الحيوانات المختلفة عن طريق الرعاية الطبية والغذائية والإرشادية.
ويقوم القطاع بالعديد من المهام منها: تشخيص مختلف الأمراض السارية وغير السارية التي تهدد الثروة الحيوانية وتقديم العلاج المناسب للحيوانات المريضة، إضافة إلى تشخيص ومكافحة أمراض الطفيليات الداخلية والخارجية وتحصين الحيوانات ضد الأمراض الوبائية المختلفة، إلى جانب إجراء العمليات الجراحية المختلفة ومقاومة الأمراض الحيوانية المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي يمكن أن تمثل تهديداً لصحة الإنسان، علاوة على إجراء دراسات سنوياً عن الأمراض السارية الموجودة وتقييم الوضع للأمراض المتوطنة والوافدة، وتحديد أسباب نفوق الحيوانات، وإصدار الشهادات البيطرية المصاحبة للحيوانات المصدرة للخارج والتي تفيد خلو هذه الحيوانات من الأمراض.

المراقبة والمتابعة 
وتقوم وحدة الوقاية والأوبئة بإدارة صحة الحيوان بالهيئة، بمهام الاستجابة لبلاغات الأمراض الوبائية والمشتركة، وتصميم ومراقبة وتنفيذ برامج التحصين السنوية لأمراض الثروة الحيوانية، وتصميم ومراقبة تنفيذ دراسات التقصي والمسوحات السنوية للأمراض الوبائية والمشتركة، وتطوير الخارطة الوبائية للأمراض الوبائية في الإمارة ومراقبة الوضع الوبائي في دول الجوار، وتطوير خطط الطواري للأمراض الوبائية والمشتركة في إمارة أبوظبي، كذلك تجارب محاكاة خطط الطوارئ للأمراض الوبائية والمشتركة في إمارة أبوظبي المساهمة في تطوير ومراقبة تنفيذ برامج السيطرة واستئصال الأمراض الوبائية العبارة للحدود، ورفع التقارير السنوية للأمراض الوبائية للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية عبر وزارة التغير المناخي والبيئة، والمساهمة في تطوير التشريعات والسياسات والأدلة الخاصة بنشاطات قطاع الثروة الحيوانية، التوعية عن الأمراض المشتركة والأوبئة الحيوانية للمربين والأطباء البيطريين على المستوى المحلي والعالمي.كما تتولى أقسام الخدمات البيطرية «أبوظبي + العين + الظفرة» الاستجابة للبلاغات الوبائية واحتواء البؤر، وتحصين الثروة الحيوانية، وتسجيل وتعريف الثروة الحيوانية، ومكافحة الطفيليات الخارجية «الرش»، وعلاج وتشخيص الأمراض، وإجراء العمليات الجراحية، وإصدار شهادة الخلو من الأمراض، تحديث قاعدة البيانات
وقد شددت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على أهمية تحصين الثروة الحيوانية، باعتباره أمنا حيويا وغذائيا مستداما، ويهدف إلى حماية القطعان من الإصابة بالأمراض الوبائية العابرة للحدود بإنتاج المناعة الكافية.

رفع المناعة
وبين راشد المنصوري أن المربين عليهم أن يدركوا أن التحصين يعمل على زيادة الإنتاج، إذ أن تحصين الثروة الحيوانية ضد الأمراض الوبائية يضمن رفع مناعة القطعان وحمايتها من الأمراض، ويؤدي إلى: زيادة إنتاج القطعان للحليب ومنتجاته، زيادة إنتاج اللحوم ومنتجاتها، واستدامة الأمن الغذائي، ويحقق أمنا حيويا وغذائيا مستدما، ويكفل حماية القطعان من الإصابة بالأمراض الوبائية العابرة للحدود وإنتاج المناعة الكافية وتقليل الأعراض، واستئصال الأمراض من الدول عن طريق البرامج الوطنية لزيادة الإنتاج، وتحقيق متطلبات التصدير لبعض الدول، وتقليل استخدام المضادات الحيوية والأدوية.

انخفاض الإصابات
وأفاد المنصوري بأن من فوائد التحصين العمل على تقليل استخدام المضادات الحيوية والأدوية، كما أن تحصين الثروة الحيوانية ضد الأمراض الوبائية يؤدي إلى انخفاض عدد الإصابات المرضية وبالتالي تقليل المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الحالات، وأن تقليل كمية استخدام المضادات الحيوية في الحيوانات من أهم الأسباب لمنع تطور مقاومة الميكروبات للمضادات ومنع انتقالها للبشر، كما أن تقليل استخدام المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية هو أحد متطلبات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مقاومة الميكروبات لمضاداتها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما يؤدي إلى تحقيق متطلبات التصدير لبعض الدول ويضمن تصدير المواشي إلى بعض الدول حسب اشتراطاتها وفقاً لموجهات دستور حيوانات اليابسة، ضمان تصدير المواشي يؤدي إلى زيادة ربحية المربين، وأن الهيئة تدعو إلى الالتزام ببرامج تحصين الثروة الحيوانية، والتقليل من استخدام المضادات الحيوية، ومتابعة صحة الحيوان وعمل اللازم، نشر التوعية بين المربين.

«المجترات الصغيرة»
يعد مرض طاعون المجترات الصغيرة من الأمراض شديدة العدوى، حيث يصيب المجترات الصغيرة، وينجم المرض عن فيروس، ومن المعروف أن المجترات الصغيرة ومنتجاتها تعتبر سلعاً متداولة على مستوى العالم، لا سيما في أفريقيا والشرق الأوسط.
ويؤثر طاعون المجترات الصغيرة بشكل كبير على عائدات التصدير ويؤدي إلى نقص في أعداد الثروة الحيوانية، حيث يسبب ارتفاع معدلات النفوق بين الحيوانات.

حماية القطعان
ترتكز أهمية تحصين الثروة الحيوانية على حماية القطعان من الإصابة بالأمراض الوبائية العابرة للحدود بإنتاج المناعة الكافية، كما أن التحصين يحمي الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية العابرة للحدود التي تسبب آثاراً اقتصادية وصحية سلبية، والتي تتضمن: «مرض الحمى القلاعية لـ«الأبقار - الضأن - الماعز»، ومرض الكفت للماعز فقط، ومرض طاعون المجترات الصغيرة للضأن والماعز.
وأوضح راشد بن رصاص المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الثروة الحيوانية أن التحصين يعمل على تقليل الأعراض وإفراز مسببات الأمراض في حال إصابة الحيوانات المحصنة، والأجسام المضادة الناتجة عن التحصين تعادل مسببات الأمراض الوبائية وبالتالي تمنع تطور الإصابات إلى إصابات هالكة إن حدثت وتقليل أعداد النفوق، كما تمنع انتشار الأمراض بتقليل إفراز المسببات المرضية من الحيوانات المحصنة في البيئة.
وأكد أن الخطة الوطنية للصحة الحيوانية تستهدف الاستئصال والقضاء على الأمراض الوبائية من الدولة عن طريق تنفيذ البرامج الوطنية، وتحصين الثروة الحيوانية ضد أمراض الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©