أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت حملة «مدى» لمكافحة الأمراض المدارية المهملة حملتها الرمضانية الثانية. وتهدف الحملة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، خاصة داء العمى النهري الذي يُعرف بداء كلابية الذنب، إضافة لداء الفيلاريات اللمفي الذي يعرف بداء الفيل، حيث تواصل الحملة جهودها في تثقيف الجمهور بالإمارات حول المرضين، وتدعوهم للانضمام إلى الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة الموهنة.
وتعد حملة «مدى» التي تم إطلاقها بدولة الإمارات في فبراير 2020 بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي الهلال الأحمر الإماراتي، أول حملة من نوعها تدعو لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، وعلى رأسها العمى النهري، وتركزت جهود الحملة خلال العام الأول على جمع التبرعات لدعم برامج استئصال مرض العمى النهري، حيث تجاوزت التبرعات 2.8 مليون درهم خلال شهر رمضان المبارك العام الماضي، أي ما يعادل تكلفة إنقاذ نعمة البصر لدى 1.4 مليون شخص معرض للإصابة بالعمى النهري. وتدعو «مدى» أفراد المجتمع للمشــاركة في هـــذه الحملة الخيرية والإنسانية والتبرع عن طريق إرسال كلمة GIVE إلـــــى 2424 أو التبـــــرع مــــن خـــــــلال
https://www.emiratesrc.ae/reach. كما يمكنهم التبرع من خلال منصات الشركاء بما يشمل التبرع بأميال طيران ضيف الاتحاد، وشراء إصدار خاص من منتج «لي بيتي ريميدي» من شركة لوكسيتان أو من خلال صناديق التبرعات الخاصة بالهلال الأحمر الإماراتي، وسيتم الإعلان عن مساهمات وفعاليات أخرى لشركاء الحملة خلال الأسابيع القادمة.
وتضيف حملة «مدى» داء الفيلاريات اللمفي، الذي يعرف أيضاً بداء الفيل، إلى برامجها في عام 2021، إلى جانب جهودها في استئصال العمى النهري، لتشرك أفراد المجتمع في مكافحة هذه الأمراض المدارية المهملة.
داء الفيل
ينتقل داء الفيل عن طريق البعوض وتسببه الديدان الطفيلية. وبلغ عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء الفيلاريات اللمفي 859.5 مليون في عام 2019، في حين تشير التقديرات إلى أن 36 مليون شخص يعانون من أمراض مزمنة بسبب إصابتهم بالداء. ويصيب داء الفيل الجهاز اللمفاوي البشري بالأذى، ويمكن أن يحدث تورماً شديداً في الأطراف السفلية (الوذمة اللمفية)، والذي قد تصاحبه نوبات حمى مؤلمة. ويتعرض الأشخاص المصابون بداء الفيل لخطر الإصابة بالتهابات بكتيرية قد تحد من الحركة بسبب زيادة سماكة الجلد وجفافه وتشققه.
العمى النهري
يحتاج أكثر من 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم إلى علاج للعمى النهري الذي يعد أحد الأسباب الرئيسة للعمى الذي يمكن الوقاية منه. وينتقل المرض من خلال اللدغات المتكررة للذباب الأسود الذي يحمل الطفيليات التي تعيش على ضفاف الأنهار والجداول سريعة التدفق. ويصاب المرضى بضعف النظر نتيجة الإصابات الشديدة، وعادة بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً. ويمكن أن يوفر تبرع بقيمة درهمين فقط الدواء والعلاج لحماية شخص واحد من العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي والعديد من الأمراض المتوطنة الأخرى طوال العام. وتتمحور الحملة التي أطلقت بالدولة حول شعار «تبرع بدرهمين، وأنقذ...»، لتسليط الضوء على ما يمكن تحقيقه من خلال العطاء والتبرعات بغض النظر عن حجمها، من خلال حماية البشر وحياتهم وأسرهم ومستقبلهم.
وقال نصار عبد الرؤوف المبارك، المدير التنفيذي لحملة «مدى»: «تعد قيمة العطاء قيمة أصيلة في مجتمعنا بدولة الإمارات وراسخة في ثقافتنا وتجسد نهج الآباء المؤسسين وقيادتنا الحكيمة. وتم في هذا العام إضافة داء الفيلاريات اللمفي إلى برامج (مدى)، وكلنا يقين بأن إرادة أبناء المجتمع ستتحد مرة أخرى، وأن جهودهم ستتضافر لدعم الحملة هذا العام، لتحقيق أهدافها وتوفير العلاج لإنقاذ نعمة البصر ومعيشة السكان المتأثرين ومستقبلهم».
ريع الحملة
سيذهب ريع الحملة إلى صندوق بلوغ الميل الأخير الرامي إلى القضاء على داء العمى النهري وداء الفيل (داء الفيلاريات اللمفي) في أفريقيا. ويعد صندوق بلوغ الميل الأخير الذي يديره صندوق إنهاء الأمراض المدارية المهملة END Fund أحد المبادرات للمساهمة في القضاء على هذه الأمراض. وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صندوق بلوغ الميل الأخير إلى جانب عدد من الداعمين، في عام 2017 وتمتد أنشطته على مدار 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار. ويؤمّن الصندوق الوقاية والعلاج في 7 دول في أفريقيا والشرق الأوسط هي: تشاد وإثيوبيا ومالي والنيجر والسنغال والسودان واليمن.
وتلقى 11 مليون شخص العلاج من داء العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي من خلال صندوق بلوغ الميل الأخير في عام 2020. وفي عام 2019، أجرى الصندوق 438 عملية جراحية للأفراد الذين يعانون إصابات متقدمة بداء الفيل.
التزام
يعتبر التزام دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها بمكافحة الأمراض المدارية المهملة التزاماً تاريخياً امتد على مدار أكثر من 30 عاماً، ففي عام 1990، تبرّع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى مركز كارتر بمبلغ 5.77 مليون دولار بهدف دعم جهوده الرامية إلى استئصال مرض دودة غينيا، وهو أحد الأمراض المدارية المهملة. وكانت هذه الخطوة باكورة التزام امتد على مدار عقود من القيادة الحكيمة بالقضاء على الأمراض المعدية. كما تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمبلغ يزيد على 250 مليون دولار منذ عام 2010 دعماً منه للجهود الهادفة إلى القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها.
وشهد يناير الماضي اليوم العالمي الثاني للأمراض المدارية المهملة الذي سلط الضوء على الحاجة المُلحة لتعزيز الشراكات والتعاون بين القطاعات للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، حيث شاركت أكثر من منظمة من أكثر من 55 دولة لحشد مزيد من الاهتمام والعمل والاستثمارات لدعم القضايا ذات الأولوية في البلدان والمجتمعات الأكثر تضرراً من الأمراض المدارية المهملة. ولتجسيد روح العمل الجماعي العالمي، تمت إنارة أكثر من 60 معلماً في 40 مدينة و24 دولة في اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة.
وتحظى حملة مدى بدعم من شركائها المؤسسين: شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) والاتحاد للطيران ومجموعة اللولو العالمية، والشركاء الداعمين: شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات/حلبة مرسى ياس، ومجموعة المسعود، وشركة الدار العقارية، ودائرة البلديات والنقل بأبوظبي، ودبي أوتودروم، والاتحاد أرينا، وشركة فلاش للترفيه، ولوكسيتان، وميرال، ونون، والشركاء الإعلاميين أبوظبي للإعلام وتيك توك.