آمنة الكتبي (دبي)
قال الدكتور حمد المرزوقي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر: إن هناك أسباباً كثيرة للاهتمام بدراسة سطح القمر، منها أن القمر يعد جرماً سماوياً قريباً من الكرة الأرضية، وبالتالي يوفر فرصة لتطوير تكنولوجيا تساعد للوصول إلى المريخ والكواكب الأخرى.
وبين أن هناك الكثير من الأسئلة العلمية التي لم تتم الإجابة عليها في المهمات السابقة بخصوص دراسة القمر، موضحاً أن المهمات الحالية والمستقبلية، سوف تساهم في إيجاد إجابات واضحة، وتوفير فكرة عامة حول تكوين القمر والكرة الأرضية. وتابع: بالإضافة إلى فهم الخصائص الجيولوجية والفيزيائية على سطح القمر، موضحاً أنه تم اكتشاف كميات مناسبة من الماء على سطح القمر، والذي سوف يكون مصدراً أساسياً للأكسجين لرواد الفضاء في مهماتهم على سطح القمر، وكذلك كوقود إلى الكواكب الأخرى ومن ضمنها المريخ.
وقال: إن مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء يعملون على تحديد مكان هبوط المستكشف «راشد» على سطح القمر، عبر تصميم نظام حركة خاص به، حيث تم بناء الإلكترونيات فيه، على أن ينتهي بناء النموذج الفعلي في مارس 2022.
وقال: إنه بناء المستكشف الذي يزن 10 كيلوغرامات سيكون بالكامل في دولة الإمارات، وسوف يشمل بشكل خاص وضع معدات الاستكشاف في داخله، ومنها 4 كاميرات ومعدات أخرى لأول مرة ترسل لسطح القمر، تسمح لنا بتوفير بيانات ذات أهمية للدراسات العلمية.
وقال المرزوقي: إنه سيتم إطلاق المستكشف من فلوريدا بالولايات المتحدة في الربع الأخير من عام 2022، موضحاً أنه رغم صغر حجم «راشد»، إلا أنه من المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة، تتضمن لحظات الهبوط على سطح القمر وصور حرارية وذاتية، بالإضافة إلى لقطات ليلية للأرض، كما سيتم إرسال بيانات الملاحة التي تتضمن وقت الرحلة وتضاريس سطح القمر، وبيانات وحدة القياس بالقصور الذاتي، ودرجات الحرارة، ومستويات استهلاك الطاقة.
وأضاف أن الأهداف الرئيسية للمستكشف «راشد»، سيجري تنفيذها في يوم قمري، إلا أننا نطمح للعمل في الليل القمري، وذلك لا يزال قيد الدراسة، كما أنه من المتوقع أن تحمل عملية الهبوط على سطح القمر مفاجآت، وبالتالي فإن عملية التحري والتدقيق وقياس الجودة صعبة جدا، ما يجعلنا نقوم بدراسات شاملة للمنطقة وكل ما يتعلق بالتربة فيها وتضاريسها، مشيراً إلى أن المستكشف «راشد» لن يعود إلى الأرض، بل سيبقى على سطح القمر. وأضاف: سيحتوي المستكشف «راشد» على تقنيات ذات جودة وكفاءة عالية، ترتكز في عملها بشكل أساسي على تحليل البيانات والنتائج، دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كانت الحال في المهمات السابقة، ومن بين الأجهزة التي سيتم تزويد المستكشف «راشد» بها خلال مرحلة التطوير كاميرات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة، وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وكاميرات لرصد الحركة عمودياً وأفقياً، وكاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل، وكاميرات التصوير الحراري.
إلهام الأجيال
يعد مشروع الإمارات لاستكشاف القمر جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء، وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي، وبعد تنفيذ هذه المهمة ستنضم الإمارات إلى قائمة الدول التي نجحت في إرسال بعثات استكشافية إلى القمر، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين.