السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مدى» أمل الفقراء حول العالم

«مدى» أمل الفقراء حول العالم
19 ابريل 2021 02:36

منى الحمودي (أبوظبي) 

 تُشكل حملة «مدى» مبادرة للقضاء على العمى النهري وداء الفيل اللذين يعدان من الأسباب الرئيسة لوقوع العائلات ضحية حلقة الفقر بسبب المعاناة التي يسببانها للعائلات، ويحتاج أكثر من 200 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم إلى علاج للعمى النهري، 99% منهم في أفريقيا، بينما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 893 مليون شخص بحاجة إلى علاج من داء الفيل، يعيش 43% منهم في أفريقيا، وتبلغ التكلفة التقديرية التي تسببها الإعاقة بفعل داء الفيل ما يقارب مليار دولار سنوياً. 
وتؤثر الأمراض المدارية المهملة مثل العمى النهري وداء الفيل بشكل غير متناسب على أفقر سكان العالم، وتؤدّي إلى إطالة أمد دورة الفقر من خلال التسبب ببطالة ملايين البالغين وإبعاد ملايين الأطفال عن مقاعد الدراسة.

داء الفيل
يُعرف داء الفيل بأعراضه في مرحلته المتقدمة، وهو مرض ينتقل عن طريق البعوض وتسببه الديدان الأسطوانية الطفيلية. وتحدث العدوى عادةً في مرحلة الطفولة، ما يؤدي إلى تلف غير مكتشَف. ومع ذلك، فإن التأثيرات المشوهة بشدة لداء الليف العضلي المزمن تكون أكبر في البالغين عندما يعانون إعاقة دائمة ناجمة عن تورم أجزاء من أجسامهم. وعندما تلدغ البعوضة التي تحمل الطفيلي شخصاً، يدخل الطفيل الجسم، ويهاجر إلى الأوعية اللمفاوية، حيث يتطور إلى دودة بالغة، وتتسبب العدوى في عمل الجهاز اللمفاوي بشكل غير صحيح، ما يؤدي إلى تراكم السوائل والتورم (الوذمة اللمفية).
تؤدي الإصابة بداء الفيل إلى التورم الشديد للجلد والأنسجة، عادة في الساقين والأعضاء التناسلية، وإلى جلد مترهل وسميك ومتقرح، ويمكن أن يكون التورم في الساقين شديداً لدرجة أنه يؤثر على الحركة، كما يمكن أن يسهم في إتلاف الكلى داخلياً وتغيير جهاز المناعة في الجسم.
وإلى جانب الألم الجسدي، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالمرض من حياة اجتماعية تكاد تكون شبه معدومة، حيث إنهم قد يواجهون نوعية حياة متدنية وغالباً ما يكونون غير قادرين على العمل أو إعالة أسرهم أو أن يكونوا أعضاء نشطين في مجتمعاتهم، ما يؤدي إلى خسائر نفسية ومالية تساهم في دورة الفقر.

العمى النهري
 والعمى النهري عدوى للعين والجلد تسببها الديدان الطفيلية، وفي عام 2018، كان 218 مليون شخص بحاجة إلى علاج من العمى النهري، ومعظم العبء يقع في أفريقيا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ينتقل عن طريق اللدغة المتكررة للذباب الأسود الذي يحمل الطفيلي الذي يعيش على ضفاف الأنهار والجداول سريعة التدفق.
ومن بعد التراخوما، يعد العمى النهري ثاني سبب رئيسي للعمى الناجم عن العدوى ورابع سبب رئيسي للعمى الذي يمكن الوقاية منه، ويمتد العبء الاجتماعي والاقتصادي لهذا المرض إلى ما وراء الأفراد المصابين، ويؤثر على عائلات ومجتمعات بأكملها.
ويعاني العديد من الأشخاص حكة في الجلد وطفحاً جلدياً وعقيدات جلدية وضعفاً في الرؤية، وإذا تركت دون علاج، يمكن أن تؤدي الحكة الشديدة إلى آفات والتهابات بكتيرية مما يؤدي إلى أن يصبح الجلد خشناً، ويحدث ضعف البصر بعد سنوات من العدوى الشديدة. وعادة ما يكون موجوداً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً.

إنهاء الطريق
ويُمهّد صندوق بلوغ الميل الأخير الطريق لإنهاء اثنين من الأمراض المدارية الُمهمَلة «العمى النهري وداء الفيل»، وبالرغم من أن الأمراض المدارية المُهمَلة نادرة في البلدان الغنيّة، إلا أنها تبقى تهديداً ماثلاً على الدوام في البلدان الفقيرة، حيث يعاني الناس أكثر من مرض مداري مهمل دفعة واحدة. وتواجه هذه البلدان ضعفاً في إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة، وخدمات رعاية صحية محدودة، والتقلبات المناخية بسبب تغير المناخ – تحديات تفاقم انتشار تلك الأمراض، بينما تُبقي المجتمعات حبيسة الفقر.
  ويُخصص ريع حملة «مدى» لصندوق بلوغ الميل الأخير الذي يتولى إنهاء الأمراض المهملة وعمليات الوقاية والعلاج في 7 بلدان في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يمكن القضاء على العمى النهري وضمان مستقبل أكثر إشراقاً للملايين. حيث سيعمل صندوق القضاء على الأمراض المُهمَلة على إدارة صندوق بلوغ الميل الأخير الذي سيستمر لمدة 10 أعوام بمبلغ 10 ملايين دولار والذي تم إطلاقه عام 2007 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتدعمه مؤسسة بيل وميليندا جيتس ووكالة التنمية الدولية ومؤسسة إيلما للأعمال الخيرية.
الجدير بالذكر أن الأمراض المدارية المُهمَلة تؤثر على الأناس الأشد فقراً، وتعتبر مسؤولةً عن 170 ألف حالة وفاة يمكن منعها، وتسبب الإعاقات التي تديم دورة الفقر من خلال إبقاء ملايين الكبار دون عمل والصغار دون تعليم. وعلى الرغم من توافر طرق العلاج الفعّالة، غالباً ما تعاني المجتمعات المهددة بالأمراض الاستوائية المُهملة من صعوبة في الوصول إلى الأدوية الوقائية. وفي الوقت نفسه، فإن إمكانية الوصول المحدودة إلى وسائل الرعاية السريرية الأساسية تعني أن بإمكان أعراض المرض الاستوائي المهمل أن تستمر دون معالجة، مسببة حالات إعاقة كارثية مثل العمى والتشوّهات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©