عدد اليوم
ناصر الجابري (أبوظبي)
أكد جمعة عبدالله العبادي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة لدى دولة الإمارات، أن العلاقات بين قيادتي الإمارات والأردن وعلى المستويات كافة، باتت أنموذجاً لعلاقات الأخوة بين الأشقاء بفضل التنسيق والتشاور والتعاون المستمر تجاه القضايا العربية والإسلامية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومستمرون بالتشاور حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التعاون والتفاهم، بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية للبلدين الشقيقين والمنطقة أجمع.
وقال العبادي في حوار لـ «الاتحاد»: «تمتلك قيادتَا البلدين رؤية مشتركة ومتقاربة حيال الملفات الحيوية التي تؤثر في الوضع الإقليمي، وتحرصان كل الحرص على التنسيق والتشاور المستمر في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ومواكبة كل التطورات على الساحتين العربية والدولية، ودعم الجهود والمبادرات التي تحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العمل على تسوية النزاعات بالأدوات الدبلوماسية والتفاوض والحوار البناء». وأضاف: «هناك تنسيق وتشاور مستمران حول القضايا الإقليمية والدولية، ويعمل الجانبان على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك العمل على إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وتحقيق أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج، وتعزيز التضامن ووحدة الصف، والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تؤثر في أمن الإقليم واستقراره».
وتابع: «تحرص قيادتا البلدين على فتح آفاق جديدة في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات حكومتي وشعبي البلدين الشقيقين لكل ما من شأنه تحقيق التقدم والتنمية والرخاء، حيث ترتبط المملكة ودولة الإمارات بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي أسهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة، فعلى الصعيد العربي تم التوقيع على اتفاقية التجارة العربية الكبرى، والعديد من الاتفاقيات الثنائية التي من أهمها اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، واتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وهذا بعض ما تشهده العلاقات من تنامٍ مستمر وقفزات نوعية في طبيعة العلاقات على جميع الصعد. وتجري حالياً الاستعدادات لعقد الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين برئاسة وزيري الخارجية، وكذلك عقد اجتماع اللجنة الفنية الاقتصادية برئاسة وزيري الصناعة والاقتصاد».
وأعرب السفير الأردني عن سعادته للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وما يربطهما من أواصر عميقة وتفاهم وتعاون مشترك على المستويات كافة، حيث نستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز المحطات المضيئة التي أرست وأشادت علاقات الخير والأخوة والمحبة بين البلدين، ومسيرة المؤسسين والبناة الأوائل الذين سطروا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة وتضحياتهم وتصميمهم سفراً خالداً في تاريخ أمتهم ورفعة أوطانهم.
وأشار إلى أن المسيرة الخالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، وما جمعهما من روابط أخوية عميقة، عززت وشائج الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين، وسار على نهجهما وخطاهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حتى باتت العلاقات الأردنية الإماراتية أنموذجاً يحتذى به لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء.
وتوجه العبادي بالشكر والامتنان لدولة الإمارات، قيادةً وحكومةً وشعباً، على احتضانها الدافئ ورعايتها الأخوية الكريمة لأبناء الجالية الأردنية، وما تقدمه لهم من عناية ورعاية وتسهيلات، مؤكداً أن «نشامى» و«نشميات» الأردن يبادلون أشقاءهم الود بالود والوفاء بالوفاء، ويحرصون على خدمة هذا البلد الطيب بالعمل الجاد والعطاء المتميز، حرصهم على خدمة وطنهم الأردن.
خمسون الإمارات
وأشار إلى أنه تتزامن احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بالمئوية، مع احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد، حيث تمكنت دولة الإمارات عبر الخمسين عاماً الماضية أن تسطر قصص نجاح وإبهار متتالية، مؤسِسةً لدولة شامخة راسخة البنيان، وتبوأت المكانة الرفيعة التي تستحقها في محيطها العربي والدولي بكل جدارة واستحقاق، وذلك بما حققته من إنجازات وريادة في شتى المجالات والميادين، جعلت من الإمارات مثالاً يحتذى به في الرؤية الثاقبة واستشراف المستقبل ومواكبة روح العصر، وباتت أنموذجاً للتطور والريادة والتسامح وتحقيق العيش الكريم لمواطنيها والمقيمين على أرضها الطيبة.
ولفت إلى أن الإنجازات الإماراتية، تؤكد، خصوصاً الأخيرة منها المتعلقة بنجاح مسبار الأمل في الوصول إلى مدار كوكب المريخ الذي يعد إنجازاً علمياً عربياً رفيعاً، مكانتها كمركز لعلوم الفضاء، وكذلك تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، وإرسال رائد الفضاء الإماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى النجاحات الكبيرة في المجالات كافة التي تواكب الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية. يضاف إلى ذلك ما تم تحقيقه من نجاحات في مجابهة جائحة كورونا، حظيت بإشادات عالمية. وعليه فإن الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة هو احتفال استثنائي في مسيرة التنمية واستثمار المستقبل التي تشهدها الدولة في المجالات كافة بفضل قيادتها الرشيدة.
وقال: «نشاطر إخوتنا وأشقاءنا في الإمارات احتفالاتهم بالخمسين (اليوبيل الذهبي)، ونشاركهم ونغبطهم على ما حققه هذا البلد العربي الشقيق وقيادته الحكيمة وشعبه النبيل في مسيرة الإعجاز والإنجاز والريادة في شتى المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وما حازه من تميز ومراتب وتصنيفات متقدمة على المؤشرات العالمية كافة، ما يعكس رؤية القيادة الرشيدة التي آمنت باستشراف المستقبل من خلال التخطيط وفهم التحديات، ووضعت نصب عينيها أهدافاً استراتيجية بعيدة المدى تمتد من الأرض إلى الفضاء، وكلنا ثقة بأن هذه الدولة الرائدة ستستمر بتحقيق إنجازات عالمية استثنائية وفريدة خلال الخمسين عاماً المقبلة، وستواصل دعم طموحات الأمة العربية والشباب العربي في التنمية والازدهار والرخاء».
مئوية الأردن
ورفع جمعة العبادي، التهاني والتبريكات لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، وإلى الشعب الأردني الوفي، بمناسبة انطلاق احتفالات المملكة بالمئوية الثانية للدولة الأردنية، مؤكداً أن تشكيل أول حكومة أردنية بتاريخ 11 أبريل 1921 يمثل محطة مضيئة ونقطة البداية والانطلاق نحو مسيرة حافلة بالبذل والعطاء والتضحيات والإنجاز، أرست وشيدت دولة شامخة راسخة البنيان، رغم التحديات والظروف الصعبة، بفضل العزيمة والإرادة والجهود العظيمة والحكمة والبصيرة الثاقبة للقيادة الهاشمية والبناة والمؤسسين الأوائل، وتلاحم وتكاتف أبناء الأسرة الأردنية الواحدة الذين حققوا بسواعدهم قصة الإعجاز والإنجاز وبناء الأردن، الوطن الأغلى والأجمل الذي تبوأ المكانة المتميزة التي يستحقها في محيطه العربي والإقليمي والدولي، وطناً أنموذجاً آمناً مستقراً، منيعاً عصياً على كل التحديات بتضافر وتماسك ووحدة أبنائه، حافظاً لكرامتهم وكبريائهم، حاضناً لمن يقيم على ثراه الطهور.
وأشار إلى أنه في مئوية الدولة الأردنية، وهو تاريخ نهضة على مدى قرن من الزمن، نستذكر الصفحات المشرقة والمضيئة في مسيرة الأردن، وما حققه بناة الوطن من صور رائعة في البذل والعطاء والعزيمة والإصرار في بناء وطن آمن مستقر وحضاري، ومتطور على الصعد كافة، وفي مجالات الحياة كافة، ما عزز ورسخ دعائم الاستقلال، وحقق مشروعاً نهضوياً أردنياً متميزاً، رغم الصعوبات وعظيم التحديات.
وبالرغم من الظروف الصعبة والحاسمة التي تمر بها أمتنا، إلا أن الأردن استطاع مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص، موظفاً الطاقات والإمكانيات كافة لخدمة الوطن والأمة.
وشدد على أن الذكرى المئوية لتأسيس الدولة الأردنية، هي مناسبة وطنية عزيزة على قلوب الأردنيين، تسرد قصة وطن، قصة حب وولاء وانتماء ونهضة، حيث بُني الأردن بعزم وإرادة وحنكة القيادة الهاشمية والشعب الأردني، ومرّ بمراحل طويلة من النشأة والتطوير والبناء والازدهار. نحتفل بهذه المناسبة مستلهمين التاريخ المشرق للدولة الأردنية، ومستمدين من هذه العقود العظيمة الدروس والعبر لنا وللأجيال القادمة، ومتطّلعين للأمام لمزيد من التقدم والازدهار في المئوية الثانية، مستندين فيها إلى هذا التاريخ الحافل لمواصلة العمل والبناء على ما تحقق بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل بعون الله.
وأكد العبادي، أن الأردنيين يسيرون خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة، ويلتفون حول رايتها وتحت مظلتها، ويدعمون بكل طاقاتهم مسيرة الإصلاح والتحديث الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.
