أكد جمعة عبدالله العبادي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الدولة أن مشاركة الدولة في احتفالات المملكة بمئويتها يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين. وبين سعادته في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام" أن العلاقات الإماراتية الأردنية شكلت عبر عقود ضمانة قوية للأمن القومي العربي والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وذلك نظراً لتطابق وجهات النظر بين البلدين حيال مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك عربياً وإقليمياً ودولياً. وقال بمناسبة مئوية المملكة والاحتفاء باليوبيل الذهبي لاتحاد دولة الإمارات: "بداية أرفع من هذه الأرض الطيبة التهاني والتبريكات إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وإلى الشعب الأردني الوفي بمناسبة انطلاق احتفالات المملكة بالمئوية كما أتوجه بالتهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى أصحاب السمو حكام دولة الإمارات وشعبها الشقيق بمناسبة احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد. وأضاف "تغمر قلوبنا السعادة للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الأخوية بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات وما يربطهما من أواصر عميقة وتفاهم وتعاون مشترك على كافة المستويات ونستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز المحطات المضيئة التي أرست علاقات الخير والأخوة والمحبة بين البلدين ومسيرة المؤسسين والبناة الأوائل الذين سطروا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة وتضحياتهم وتصميمهم علامة خالدة وبارزة في تاريخ أمتهم ورفعة أوطانهم". وتابع "نستذكر المسيرة الخالدة لجلالة الملك الحسين بن طلال والشيخ زايد بن سلطـان آل نهيان -طيب الله ثراهما- وما جمعهما من روابط أخوية عميقة عززت وشائج الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين وسار على نهجهما وخطاهما جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأخوه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظهما الله" حتى باتت العلاقات الأردنية الإماراتية نموذجاً يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء". وأكد سعادته أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تجاوزت الأطر التقليدية بفضل التنسيق والتعاون المستمر على أعلى المستويات والعمل الدؤوب لحفظ الأمن والاستقرار على الصعيدين الداخلي والإقليمي وتعزيز وتقوية الروابط والوشائج الأخوية وكذلك التوافق والتناغم الكبير في مواقفهما تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية ذات الاهتمام المشترك في كافة المحافل الإقليمية والدولية والتشاور المستمر حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التعاون والتفاهم بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية للبلدين الشقيقين والمنطقة.
وحول النمو في حجم التبادل التجاري بين البلدين.. قال سعادته: "إن المملكة ودولة الإمارات ترتبطان بعلاقات تجارية عميقة تترجمها الأرقام على أرض الواقع حيث بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في المملكة حوالي 17 مليار دولار وقيمة التبادل التجاري 818 مليون دولار خلال الفترة من يناير وحتى شهر نوفمبر من العام الماضي، مؤكداً على التنامي المستمر في مستوى الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين. وعن مشاركة دولة الإمارات في احتفالات مئوية المملكة الأردنية الهاشمية... أكد أن الاحتفالات بمئوية المملكة تعكس مسيرة حافلة بالبناء والإنجاز ونهضة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مدى قرن من الزمن بجهود حثيثة من القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني وتم خلالها تحقيق المعجزات في بناء الدولة وتوطيد أركانها ومواجهة كافة التحديات والظروف الإقليمية الصعبة رغم ضيق وندرة الموارد. وأضاف إننا نستذكر الصفحات المشرقة والمضيئة في مسيرة الأردن والمراحل التاريخية التي مر بها وما حققه بناة الوطن من صور رائعة في البذل والعطاء والعزيمة والإصرار في بناء وطن آمن مستقر حضاري متطور على كافة الأصعدة وفي كافة مجالات الحياة مما عزز ورسخ دعائم الاستقلال وحقق مشروعاً نهضوياً أردنياً متميزاً رغم الصعوبات وعظيم التحديات وبالرغم من الظروف الصعبة والحرجة التي تمر بها أمتنا إلا أن الأردن استطاع مواجهة التحديات وحوّلها إلى فرص موظفاً كافة الطاقات والإمكانيات خصوصاً البشرية منها خدمة لوطننا وأمتنا. وأكد سعادته أن العلاقات الإماراتية الأردنية شهدت نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين ولجنة مشاورات سياسية ولجان فنية ولجنة الأخوة البرلمانية الأردنية- الإماراتية حيث عملت هذه اللجان على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأوسع في العلاقات الثنائية ولمواجهة التحديات في المنطقة بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل العربي المشترك. وأضاف أن البلدين يرتبطان من خلال هذه اللجان بعدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تنظم العمل في كافة مجالات التعاون الثنائي وقد باتت دولة الإمارات شريكاً رئيسياً واستراتيجياً للأردن في مختلف المجالات بفضل الإرادة السياسية والتوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين التي تدعو على الدوام إلى مزيد من الجهد من القطاعين العام والخاص لتحقيق شراكات ومخرجات تلبي الطموحات وتصب في مصلحة البلدين. وأشار إلى أننا نشعر بالارتياح لحجم الاستثمارات بين الأردن ودولة الإمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية ذات القيمة المضافة العالية الأمر الذي يوفر الأرضية الصلبة ويهيئ الفرص لتحقيق المزيد من النجاحات. وحول أبرز المشاريع المشتركة بين البلدين.. قال :"إن هناك الكثير منها ولعل أبرزها في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة فالأردن عضو مؤسس في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" الذي تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها وهناك استثمارات إماراتية في الأردن في الطاقة المتجددة وطاقة الرياح حيث تعد "محطة الطفيلة لطاقة الرياح" أول محطة عاملة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح على نطاق تجاري في منطقة الشرق الأوسط وقد ساهمت المحطة البالغة استطاعتها 117 ميغاواط في زيادة إجمالي قدرة توليد الكهرباء في الأردن وتم تشغيل هذا المشروع الذي تقدر تكلفته بـ 287 مليون دولار في شهر سبتمبر 2015 وتعد هذه المحطة من المشاريع العالمية العديدة التي تمولها شركة "مصدر". وأضاف :"تواصل دولة الإمارات الشقيقة مشكورة دعمها للمملكة ضمن أطر مختلفة ويقوم صندوق أبوظبي للتنمية بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية ذات الأولوية والبعد الاستراتيجي والتي تنعكس آثارها الإيجابية على الاقتصاد الكلي كما أن هناك مساعدات فنية ضمن شراكة استراتيجية مستمرة في مختلف المجالات ومن بينها تطوير منظومة الأداء المؤسسي بالإضافة إلى مبادرات من أهمها إنشاء أول مركز خدمات نموذجي وتصميم وتفعيل مركز المسرّعات الحكومية والتدريب وبناء القدرات وإطلاق جائزة لأفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول لطلبة الجامعات فضلاً عن برنامج مليون مبرمج أردني والمهرجان الدولي للتمور الأردنية بدعم من مؤسسة خليفة للتمور". وعن التعاون بين البلدين في مواجهة جائحة "كوفيد - 19" قال سعادته :"إن التعاون بين البلدين شكل نموذجاً استثنائياً وثريا للتعاون والتكاتف في مختلف المجالات وقد ظهر ذلك جلياً في التعاون الصحي والطبي خلال الجائحة حيث تم إرسال فريق طبي أردني لدعم الجهود الطبية في الدولة كما أرسلت دولة الإمارات 3 طائرات مساعدات تحمل 39.1 طنا من المواد والمستلزمات الطبية استفاد منها نحو 39100 عامل في المجال الطبي الأردني بالإضافة إلى إنشاء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في مدينة العقبة المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كوفيد-19 إضافة إلى التنسيق وتبادل الخبرات بين الجانبين متوجها بالشكر إلى المسؤولين في القطاع الصحي في الدولتين وإلى خط الدفاع الأول الذي بذل ويبذل جهوداً كبيرة في مواجهة الجائحة. وأكد سعادته أن العلاقات المميزة بين الشعبين الأردني والإماراتي تعكس مستوى العلاقات بين قيادتي وحكومتي البلدين وكذلك مستوى الترابط الاجتماعي والثقافي بين شعبيهما وقد تعززت هذه العلاقات عبر قنوات متعددة أبرزها دور الجالية الأردنية التي يصل عددها إلى ما يزيد عن 200 ألف مواطن أردني يعملون في مختلف قطاعات الدولة ويحظون بكل الرعاية والتقدير متوجها بجزيل الشكر والعرفان لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على رعايتها الكريمة واحتضانها الدافئ لأبناء الجالية الأردنية وما تقدمه لهم من رعاية وتسهيلات وهم وبكل تأكيد لا يدّخرون جهداً في خدمة بلدهم الثاني ويبادلون الوفاء بالوفاء. وعن الجهود الإماراتية الأردنية لتعزيز التعاون العربي المشترك ودعم ومساندة قضايا الأمة العربية قال : "تنطلق المملكة ودولة الإمارات من مبادئ راسخة فيما يتعلق بالتعاون العربي المشترك ومساندة قضايا أمتنا العربية بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار".
وأضاف "تمتلك قيادتا البلدين رؤية مشتركة ومتقاربة لمجمل الملفات العربية وتحرصان كل الحرص على تعزيز قيم التعاون والتشاور بشكل مستمر في مختلف القضايا ودعم الجهود والمبادرات التي تحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وكذلك العمل على تسوية النزاعات بالأدوات الدبلوماسية والتفاوض والحوار البناء. وأشار إلى أن هناك تواصل وتنسيق وتشاور مستمر حول القضايا الإقليمية والدولية في ضوء تزايد حجم التحديات التي تواجه المنطقة العربية والتي تتطلب عملاً جماعياً عربياً مشتركاً وزيادة في التعاون والتنسيق وحل أزمات المنطقة بعقلانية وحكمة وتغليب الجهود الدبلوماسية وحماية المصالح العربية والتصدي للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية. وأكد أن هناك توافقاً في الرؤى بين البلدين الشقيقين لتعزيز الاستقرار في المنطقة وترسيخ السلم والأمن الدوليين حيث ينسق البلدان ويدعمان كل المبادرات الدولية التي من شأنها إرساء السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وتوجه بالتهنئة إلى دولة الإمارات بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد مؤكداً أن الدولة تمكنت عبر الخمسين عاما الماضية من تحقيق قصص نجاح متتالية تبوأت من خلالها المكانة الرفيعة التي تستحقها في محيطها العربي والدولي بكل جدارة واستحقاق وذلك بما حققته من إنجازات وريادة في شتى المجالات والميادين جعلت من دولة الإمارات مثالاً يحتذى به في الرؤى الثاقبة واستشراف المستقبل ومواكبة روح العصر وباتت نموذجاً للتطور والريادة والتسامح وتحقيق العيش الكريم لمواطنيها والمقيمين على أرضها الطيبة. وعن تطلعاته لمستقبل العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ... قال إننا ننطلق دائماً من مأثور الكلام عندما يقول جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية "شدة وتزول" ويقول أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة "لا تشلون هم"، الأمر الذي يبعث دائماً على الأمل بالمستقبل ومزيد من الجهد والعمل المتواصل لتوطيد وترسيخ العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين نحو بناء مستقبل أفضل يحقق الأمن والازدهار والتنمية الشاملة لبلدينا وشعبينا وتحقيق مزيد من النمو والتطور للتعاون الاستراتيجي بما يعود بالنفع والخير على البلدين الشقيقين ويحقق توجيهات وتطلعات قيادتيهما الرشيدتين.