أبوظبي ( الاتحاد)
عاد الشاب الإماراتي ماجد عبدالله المزروعي إلى مزاولة أنشطة حياته الطبيعية بعد أن كان تعرّض لإصابة معقدة في الركبة تسبّبت له في آلام مبرحة لم يعُد معها قادراً على المشي. وعاد الشاب البالغ من العمر 33 عاماً إلى حياته الطبيعية بفضل عملية جراحية أجريت له في «هيلث بوينت»، التابع لمبادلة للرعاية الصحية، تُعدّ الأولى من نوعها التي تُجرى في إمارة أبوظبي.
وقاد عملية زراعة الغضروف المفصلي الدكتور سيباستيان أوردونا، اختصاصي جراحة العظام والمفاصل، الذي قال: إن ماجد أصيب بأضرار بالغة في الغضروف المفصلي بالركبة، ما استدعى إزالته، الأمر الذي جعل الركبة معرضة للإصابة بضرر كبير في المستقبل.
وأوضح الدكتور أوردونا أن في كل ركبة غضروفين هلاليين، كل منهما عبارة عن قرص إسفيني الشكل من الغضروف الليفي، وأنهما يعملان معًا كممتصّ للصدمات بين عظمتي الساق والفخذ. ويؤدي الغضروف المفصلي عددًا من الوظائف المهمة، كتوفير التغذية والتزييت لمفصل الركبة ودعم توزيع وزن الجسم عليه، بحسب ما أضاف الاستشاري الطبي، الذي أكد أن تمزّق الغضروف المفصلي «هو أحد أكثر إصابات الركبة شيوعًا ويمكن أن يحدث لأي شخص، بغض النظر عن سنه أو النشاط الذي يمارسه».
ماجد، الذي خضع سابقًا لعملية جراحية في الركبة نفسها، إثر إصابة تعرض لها أثناء لعب كرة القدم في العام 2019، تعرض لإصابة في الغضروف المفصلي الجانبي مرة أخرى في سبتمبر 2020 عندما سقط على سطح صلب إثر إصابته بدوار. وقد أفاد بأنه تنقل بين الأطباء بحثًا عن حلّ لأن الألم الشديد كان له أثر سلبي على حياته، وأنه لم يرغب في الاعتماد على مسكنات الألم، في حين أن إمكانية سفره إلى الخارج لتلقي العلاج كانت غير واردة بسبب قيود الجائحة. وفي نهاية المطاف، أحيل إلى الدكتور أوردونا في «هيلث بوينت».
وأكّد الدكتور أوردونا أنه يحرص دائمًا في الجراحات التي يجريها على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الغضروف المفصلي في أية عملية جراحية لمنع تلفه المتسارع في المستقبل، وبالتالي تآكل الركبة، وذلك نظرًا لأهميته في الحفاظ على صحة الركبة. لكنه أوضح أنه ليس من الممكن دائمًا إنقاذ الغضروف المفصلي، الذي يحتاج أحيانًا إلى إزالة كاملة، كما في حالة ماجد، ما يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطرة للركبة على المدى الطويل كإصابة الغضروف والتهاب مفصل الركبة.
وأضاف: «عندما عاينت ماجد وجدته غير قادر على أداء العديد من الأنشطة اليومية العادية بسبب آلام الركبة. ونظرًا لخطورة الضرر، اقترحت عليه إجراء عملية زرع الغضروف المفصلي، التي لم تكن متاحة من قبل في أبوظبي، ولكننا أجريناها في يناير من هذا العام».