هالة الخياط (أبوظبي)
يتحد الملايين من الناس حول العالم مساء اليوم السبت في ساعة الأرض التي تمتد من 8:30 - 9:30 مساء، بإطفاء الأنوار في منازلهم، مسلطين الضوء على المشاكل التي يواجهها كوكب الأرض، وداعين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع الطبيعة على مسار التعافي.
وفي ساعة الأرض 2021 التي ستكون هذا العام افتراضياً عبر الإنترنت لظروف جائحة «كوفيد-19»، تشارك دولة الإمارات الجهود العالمية ضد التغير المناخي وفقدان الطبيعة، وتطفئ أبرز المعالم في الدولة أنوارها من أجل مستقبل أفضل لكوكب الأرض.
ودعت جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، المجتمع في الإمارات للمشاركة في ساعة الأرض التي تعتبر واحدة من أكبر الحركات الشعبية العالمية البيئية، والتي ستجمع بين ملايين الأشخاص والشركات والقادة من جميع أنحاء العالم لتسليط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة فقدان الطبيعة وتغير المناخ، لا سيما مع وجود أدلة تشير إلى الصلة الوثيقة بين تدمير الطبيعة وتزايد حالات تفشي الأمراض المعدية مثل «كوفيد-19».
وتمثل ساعة الأرض فرصة مهمة لمنظمات المجتمع المدني والأفراد والشركات وعلماء البيئة لتوصيل صوتهم ودعمهم للطبيعة، ووضع الطبيعة على طريق التعافي بحلول عام 2030.
ومن خلال مبادرة تحدي «من صفر إلى بطل المناخ»، دعت جمعية الإمارات للطبيعة أفراد المجتمع إلى وضع أهداف العام الجديد، أهداف تفيدهم وتفيد الكوكب! ومن خلال رحلة مدتها 5 أسابيع ستزود الجمعية المشاركين في المبادرة بإرشادات سهلة، ولكنها مؤثرة ستساعد على تقليل البصمة الكربونية وتحارب أزمة المناخ.
وأكدت الجمعية أن كل تصرف مهم وله أثر مهما كان بسيطاً، والنظم البيئية الطبيعية الصحية هي حجر الزاوية لمجتمعات مزدهرة وعادلة ومستدامة. ولفتت الجمعية إلى أن نماذجنا الاجتماعية والاقتصادية الحالية تؤدي إلى تدمير الطبيعة، ما يزيد من تعرضنا للأوبئة، ويسرع تغير المناخ، ويعرض سبل العيش للخطر.
عويضة المرر: تعزز الوعي تجاه استهلاك الطاقة
أكد معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، أن ساعة الأرض مناسبة مهمة وفرصة لرفع وعي صناع القرار والمجتمعات في العالم تجاه أهمية ترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة من أجل تعزيز الاستدامة، وخلق حياة أفضل للأجيال القادمة.
وقال معاليه: «تمثل ساعة الأرض، وما تنطوي عليه من فعاليات في جميع دول العالم لخفض استهلاك الطاقة، جرس إنذار بأهمية السعي نحو إيجاد حلول مبتكرة لتحديات قطاع الطاقة وكيفية الإيفاء بالاحتياجات المتنامية من الطاقة بطرق أكثر استدامة وصديقة للبيئة».
وأضاف معاليه: «تقوم أبوظبي ودولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، بدور عالمي رائد في تحقيق الاستدامة من خلال الاستثمار في الطاقة النووية السلمية والطاقة الشمسية، وتعزيز استخدام أحدث التقنيات والحلول للحد من الانبعاثات الكربونية وآثار التغير المناخي، مما يتماشى مع الجهود الدولية وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث تساهم حلول الطاقة النظيفة والمتجددة في تقليل آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوفير مصادر طاقة مستدامة وذات جدوى اقتصادية».
ودعا معالي عويضة مرشد المرر كافة الهيئات والأفراد في أبوظبي والإمارات إلى المشاركة في ساعة الأرض وخفض استهلاك الطاقة، وتحويل ذلك إلى ثقافة ومنهج حياة من أجل تحقيق الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
محمد الفلاسي: تحمي الطبيعة وتحقق التنمية المستدامة
أكد محمد جمعة بن جرش الفلاسي، وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، أن ساعة الأرض حدث مهم يعكس الاهتمام والتوجه العالمي نحو حماية الطبيعة وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال: «تمثل الطاقة عنصراً حيوياً في ازدهار البشرية، وذلك مرتبط بمدى كفاءة نظم الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. ومع تطور التكنولوجيا الحديثة من الممكن اتخاذ خطوات ملموسة من أجل حماية الأرض ولكن تبقى الجهود المتعلقة بترشيد استهلاك الطاقة وتغيير السلوكيات نحو استخدام الطاقة بكفاءة أكثر، وكذلك الاستخدام المسؤول لمصادر الطاقة الأحفورية، أحد أبرز وأنجح الحلول المتاحة».
وأضاف: «تتبنى الدائرة منهج عمل قائم على تطوير السياسات والتنظيمات المواتية لتطوير قطاع الطاقة في أبوظبي وفق أسس الكفاءة، والاستدامة، والحفاظ على البيئة. وقد أطلقت الدائرة العديد من البرامج والمبادرات من أجل تحويل تلك الأهداف إلى واقع مثل نموذج أبوظبي المتكامل للطاقة وسياسة إنتاج الطاقة من النفايات، إلى جانب إطلاق وتنفيذ استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة 2030 والتي تشمل عدة برامج، من بينها برنامج إعادة تأهيل المباني في الإمارة لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة».
وأكد أن إشراك المجتمع أحد أهم استراتيجيات غرس ثقافة ترشيد الاستهلاك في كل الأفراد، مشيراً إلى إطلاق الدائرة حملة «استخدمها صح» لرفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على الماء والكهرباء وتعزيز مبادئ كفاءة استهلاك الطاقة في المنازل.