سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أنه من الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» المستجد على مدار شهور، لكن الجهاز المناعي للجسم يحتوي على خلايا خاصة تسمى «خلايا الذاكرة» تحتفظ بمعلومات حول فيروس «كورونا» لفترات طويلة، قد تصل إلى سنوات.
وأشارت الوزارة، إلى أنه يمكن لهذه الخلايا أن تتذكر العامل الممرض في حالة مواجهة العدوى مرة أخرى، وتقوم بتحفيز جهاز المناعة على إعادة إنتاج الأجسام المضادة المقاومة للفيروس.
وأوضحت الوزارة، في رسائل توعوية على مواقعها على وسائل التواصل الاجتماعي، أن أغلب الإصابات المسجلة لأشخاص تعرضوا للإصابة بفيروس «كورونا» على الرغم من أخذ اللقاح، تكون بعد الجرعة الأولى.
وقالت: «تعود الأسباب في ذلك إلى التعرض للفيروس من المجتمع، قبل تكون المناعة الكافية في الجسم للوقاية من المرض، والتي يتوقع الوصول إليها بفترة لا تقل عن أسبوعين بعد الجرعة الثانية، وهذه هي طبيعة عمل اللقاحات الطبية».
دور الخلايا
تعليقاً على ذلك، أوضحت الدكتورة صبا الحيالي، أستاذ مساعد في علم المناعة في كلية الطب بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن خلايا الذاكرة هي نوع من الخلايا اللمفاوية التي تشكل جزءاً من جهاز المناعة المكتسبة.
وأضافت: «تعد الذاكرة المناعية خاصية فريدة لجهاز المناعة، حيث يمكنها تخزين المعلومات حول مسببات الأمراض وتكوين استجابة سريعة وفعالة عند مواجهة هذه المسببات مرة أخرى».
وأشارت إلى أن هذه الاستجابة المناعية الثانوية تكون أسرع وأقوى من الاستجابة الأولية، حيث يكفي التعرض لجزء صغير من مسببات الأمراض لتحفيز استجابة ثانوية، حتى وإن حدث ذلك بعد عدة سنوات منذ أول تعرض لمسبب المرض.
وقالت: «الدراسات والأبحاث التي أجريت حول المناعة ضد فيروس «كورونا» المستجد، أظهرت أن استجابة خلايا الذاكرة لفيروس كورونا المستجد تبدأ بالتطور بين شهر و6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى».
وعن دور هذه الخلايا في التعامل مع فيروس كورونا، أفادت أنه في حالة الاستجابة للعدوى يستخدم جهاز المناعة لدينا معلومات من مسببات الأمراض لتحديد حجم الاستجابة وتكوينها لمكافحة مسبب المرض مثل فيروس كورونا.
وقالت: «يتضمن ذلك اختيار الخلايا المناعية المناسبة للاستجابة، وعند إعادة التعرض لنفس العامل المسبب للمرض أو عامل مشابه له بشكل كبير، تستخدم خلايا الذاكرة المعلومات المكتسبة في الاستجابة الأولى».
وأضافت: «وبالتالي تكون الاستجابة أسرع وأكبر، مما يسمح بالتخلص السريع من مسببات الأمراض، وفي أغلب الأحيان يكون ذلك قبل ظهور الأعراض».
وأرجعت حدوث إصابات بالفيروس لأشخاص أخذوا الجرعة الأولى من اللقاح، إلى أن فعالية اللقاح بعد الجرعة الأولى غير كافية لتكوين الاستجابة المناعية اللازمة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولذلك يجب أخذ جرعات اللقاح حسب الفترة الزمنية المحددة من الجهات الصحية.
ودعت الحيالي، إلى الحرص على اتباع التدابير والإجراءات الاحترازية مثل غسل اليدين بشكل مستمر، والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي وتجنب التجمعات، وذلك لتجنب الإصابة بكوفيد- 19.
نتائج مهمة
قال الدكتور مازن زويهد، استشاري ورئيس قسم العناية المركزة بالمستشفى الأميركي في دبي: «يوجد جزء من الخلايا المناعية، تسمى خلايا الذاكرة، وهي جزء من الكريات البيضاء، تحتفظ بمعلومات عن كل فيروس تعرض له الجسم».
وأضاف: «يمكن لهذه الخلايا التعرف على الفيروس الذي يهاجم الجسم، وتشكل له مناعة بشكل أكبر وأسرع، مقارنة بردة فعل هذه الخلايا في حالة عدم تعرفها على هذا الفيروس من قبل، وأهم ما يميز هذه الخلايا، أنها قادرة على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة جداً».
وأشار إلى أن الدليل العلمي على احتفاظ خلايا الذاكرة بالمعلومات لسنوات طويلة، يتمثل في أن اللقاحات التي يحصل عليها الإنسان وقت الطفولة، يظل جسمه متعرفاً على الفيروسات المضادة لها وقادراً على مواجهتها ومقاومتها بشكل أسرع في حالة محاولتها مهاجمة جسمه.
الخلايا المتعاملة مع الفيروس
تحدثت الدكتورة صبا الحيالي، أستاذ مساعد في علم المناعة في كلية الطب بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، عن أهم الخلايا التي تتعامل مع فيروس «كورونا» في حالة الإصابة به.
وقالت: «وجدت الأبحاث عند فحص دم المصابين بفيروس كورونا، وكذلك بالنسبة للمتعافين حديثاً من الإصابات، وجود الخلايا اللمفاوية التي تعد من أهم ركائز الجهاز المناعي بنوعيها: الخلايا اللمفاوية البائية، والخلايا اللمفاوية التائية».
وأضافت: «إلى جانب خلايا مناعية أخرى ضمن جهاز المناعة الفطرية والمكتسبة، مثل الوحيدات (monocytes) والخلايا البلعمية (macrophages) والخلايا المتعادلة (neutrophils)، وتعمل جميع هذه الخلايا على مكافحة الفيروس».
وأشارت إلى أن معظم اللقاحات المتاحة توفر المناعة بعد أسابيع قليلة من الحصول على اللقاح، موضحة أن ذلك يعتمد على ما إذا كان اللقاح يؤخذ على جرعة واحدة أو جرعتين.
مهمة جـداً
وصف الدكتور مازن زويهد هذه الخلايا بأنها «مهمة جداً» في التعامل مع فيروس «كورونا»؛ لأن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس بعد أخذ اللقاح تكون أصابتهم خفيفة، لأن لديهم مناعة كافية للتصدي للفيروس، موضحاً أن الخلايا التي تتعامل مع الفيروس، خلايا كريات الدم البيضاء الليمفاوية التي تشكل مناعة وأضداداً للفيروس للقضاء عليه، بالإضافة إلى تشكيلها خلايا الذاكرة.
ولفت إلى أن أغلب الإصابات التي تحدث بعد تناول اللقاح، تكون بعد الجرعة الأولى؛ لأن الجسم لم يكون مناعة كافية لمقاومة الفيروس، حيث يحتاج الجسم لوقت لتشكل المناعة والأجسام المضادة لمقاومة الفيروس، مشيراً إلى أنه في أغلب الأحيان تتكون المناعة الكافية لحماية الجسم ضد الفيروس، بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الجرعة الثانية.