سامي عبد الرؤوف (دبي)
يُعد العطاء ودعم العمل الإنساني محلياً وعربياً وعالمياً، من أبرز سمات فقيد الوطن، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، فرغم المهام الكثيرة والاهتمامات المتعددة للفقيد، إلا أن الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء، أولويته. فقد وصلت الأيادي البيضاء لفقيد الوطن، إلى معظم دول العالم شرقه وغربه، ومسحت عطاياه، أوجاع الأيتام والمعوزين ومحدودي الدعم وفاقدي التعليم والصحة، بل إن خيره «رحمة الله عليه»، امتد ليشمل إقامة مشاريع تنموية مستدامة، بالتعاون مع حكومات العديد من دول العالم. فإذا سألت عن الشيخ حمدان بن راشد، فستجد الكثير من المؤسسات والمنظمات الإنسانية والعالمية والإقليمية، تعرفه، فإما أن تكون دخلت في مشروع وشراكة، مع الذراع الإنسانية التي أنشاها في عام 1997م، وهي هيئة آل مكتوم الخيرية، أو حصلوا على دعم مباشر منه.
فقيد الوطن المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد، سيظل حياً وموجوداً بيننا وموجوداً في الكثير من بقاع العالم بأعماله وجوده، وإحسانه الذي جسد فيه قيم ومبادئ شعب الإمارات، الذي فطر على الكرم والعطاء ونبل القيم والمشاعر، وعدم رد المحتاج والفزعة لنصرة كل محتاج. وفي عام 1997م من دبلن بأيرلندا، ومن خلال المركز الثقافي الإسلامي، انطلقت مرحلة جديدة للتوعية بسماحة الإسلام، وأيضاً بداية لمزيدٍ من الأعمال الإنسانية والخيرية والتنموية لفقيد الوطن، ومسيرة الخير التي بدأها - رحمه الله - التي امتدت لتشمل أكثر من 69 بلداً في جميع قارات العالم.
أفريقيا تشهد
وفي العام ذاته، بدأ البرنامج التعليمي الواسع في أفريقيا ببناء عشر مدارس ثانوية بكامل تجهيزاتها في عددٍ من الدول الأفريقية، وهو البرنامج الذي لا يزال مستمراً، حيث وصل عدد هذه المدارس، ما يقارب الأربعين مدرسة وكلية موزعة في أكثر من عشرين دولة أفريقية. وقد حقق هذا البرنامج نجاحاً منقطع النظير، وساعد آلاف الطلاب الأفارقة على دخول أهم الكليات الجامعية، كما أن المشروع أصبح أهم مشروع تعليمي في أفريقيا خارج نطاق التعليم الحكومي.
ومن أبرز المنشآت التعليمية التي أقامها فقيد الوطن - رحمه الله - المركز الثقافي الإسلامي بدبلن، كلية آل مكتوم للدراسات الإسلامية - اسكتلندا، ومركز الشيخة ميثاء لذوي الهمم، مدارس الشيخ حمدان بن راشد - أفريقيا، مركز جامع روتردام بهولندا.
وكان التعليم وتطوير القدرات الفردية، من أهم المجالات التي أولاها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد، اهتمامه لرفع مستوى الأمة الإسلامية بالعلم والمعرفة، من خلال المدارس والمعاهد والمراكز الإسلامية.
وفي إطار هذا الاهتمام قامت «الهيئة» بعددٍ من المشاريع، نذكر منها ما يقارب أكثر من الأربعين مدرسة ثانوية في قارة أفريقيا يتم الصرف عليها بميزانية معتمدة سنوياً، وبناء كلية آل مكتوم للدراسات الهندسية في مدينة دار السلام بتنزانيا.
المساعدات الإنسانية
وفي مجال المساهمة بسد احتياجات المجتمعات، تشهد مشروعات هيئة آل مكتوم الخيرية في معظم دول العالم، على ذلك، وتشمل هذه المشروعات (المساعدات الإنسانية للأسر المحتاجة وكفالة الأيتام ومشاريع إفطار صائم وأضاحي العيد، وتسيير حملات الحجاج والحقيبة المدرسية وبناء وفرش المساجد ومراكز ذوي الهمم).
وفي مجال الصحة، فشملت مساعدة الشيخ حمدان بن راشد، بناء المستشفيات والمراكز، ومن هذه المشروعات: مساعدات تمويلية لإدارة الصحة المدرسية ولتوفير أجهزة طبية، مثل الكمبيوترات وغيرها، المساهمة ببناء وتجهيز دار الشفاء - لبنان، تجهيز مستشفى الرازي العناية المركزية - فلسطين.
وعلى مستوى الاهتمام بالأشخاص ذوي الهمم، فقد أبدى فقيد الوطن، رحمه الله، اهتماماً كبيراً بهذه الفئة، وتقديم كل ما يتطلب من مساعدات لاندماجهم بالمجتمعات.
كما تم إنجاز عددٍ من المشاريع، منها: بناء وتسيير مركز الشيخة ميثاء بنت راشد آل مكتوم «حتا» - دولة الإمارات، وبناء وتمويل مركز آل مكتوم للشلل الدماغي - المملكة الأردنية الهاشمية، وتقديم مساعدات سنوية لعددٍ من المراكز المحلية والعالمية.
وعلى مستوى الإغاثات، فقد كان للشيخ حمدان بن راشد، مشاركات كبيرة وكثيرة، أبرزها، ضحايا فيضانات موزمبيق، الزلازل في إيران والجزائر، وتسونامي - سريلانكا، مجاعة النيجر عام 2005م، مجاعة القرن الأفريقية كينيا - الصومال - إثيوبيا - رواندا عام 2006م، بالإضافة إلى إغاثة الصومال عام 2011م.
فلسطين وباكستان
وفر الراحل دعماً سنوياً للطلبة الفلسطينيين الملتحقين بالجامعات الأردنية، ومشروع الحقائب المدرسية للطلبة المحتاجين بدول مختلفة، بالإضافة إلى دعم البحوث العلمية وتطويرها.
كما تم بناء معهد تكنولوجي يحمل اسم الشيخ سعيد بن حمدان آل مكتوم - الهند، والمساهمة ببناء سكن للطالبات بالجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد - باكستان، وكذلك دعم سنوي ثابت لمدرسة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم - المكسيك، بالإضافة إلى بناء كلية العلوم بجامعة أفريقيا العالمية بالسودان.