أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أن مسيرة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم على ركائز عدة، منها طرح المبادرات والأفكار والبرامج المبتكرة القائمة على مضافرة الجهود وبناء الشراكات الفعالة والعمل على اكتشاف مكامن القوة التي من شأنها أن تمكن كل أطراف تلك الشراكات من تحقيق ما تصبو إليه من تقدم وازدهار في كافة المجالات، بما لذلك من أثر في دفع اقتصاد المنطقة والعالم قُدماً وبما يعود بالنفع على شعوب يجمعها هدف واحد وهو الارتقاء بالحاضر وضمان المستقبل الأفضل للأجيال القادمة.
وأثنى سموه على النجاح الذي حققته إحدى تلك المبادرات التي خرجت من الإمارات إلى العالم، وتولت دبي قيادة انطلاقتها، وهي مبادرة «الجواز اللوجستي العالمي» الذي نجح خلال عام واحد من إطلاقه في إرساء أسس شبكة دولية هدفها تشجيع التدفقات التجارية وتيسير سبل تبادلاتها عبر الحدود، لتضم المبادرة اليوم مجموعة من الدول المهمة في هذا المجال، وعدداً كبيراً من موفري الخدمات اللوجستية والشركات العالمية الكبرى، مؤسسةً بذلك لتحالف عالمي هدفه تنمية التجارة الدولية. وأشار سموه إلى أن الجواز اللوجستي هو واجهة جديدة لنهج الإمارات وحرصها المستمر على مد جسور التعاون مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة من أجل الارتقاء بأسباب الرفاه وترسيخ مقومات الرخاء والازدهار، وتوسيع نطاق الفرص، لاسيما في الوقت الذي يتطلع فيه مجتمع الأعمال العالمي لنافذة جديدة للإطلال على المستقبل الواعد المنشود واستعادة زخم النمو.
وقال سموه: مستمرون في العمل مع شركائنا من أجل اكتشاف وتفعيل المزيد من فرص تحفيز النمو الاقتصادي والتجاري سواء على مستوى المنطقة أو العالم.. مع تسخير كافة الإمكانات المتاحة والاستفادة من التجارب الناجحة لدولة الإمارات في مجال التجارة وما لها فيه من خبرة طويلة، وإسهامات كان لها أثرها الواضح في تيسير تدفقات التجارة العالمية.. أملنا أن يثمر هذا التعاون واقعاً اقتصادياً عالمياً جديداً يحمل الخير ويمهد لمستقبل حافل بالفرص.
وقد نجحت مبادرة الجواز اللوجستي العالمي https://worldlogisticspassport.com/>، برنامج الولاء العالمي الأول من نوعه في قطاع الشحن، التي أطلقتها دبي عالمياً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال المنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي بهدف زيادة الفرص التجارية بين الأسواق الناشئة، في ضم 11 دولة حتى الآن، سعياً وراء تعظيم فرص تلك الأسواق وخلق شبكة جديدة للتجارة تضم دولاً ذات أهمية نوعية كنقاط ارتكاز رئيسة للحركة التجارية حول العالم. ومن بين الدول المُنضمة إلى المبادرة حتى الآن: الهند، وإندونيسيا، وتايلاند، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، وكولومبيا، وغيرها من دول الجنوب التي حرصت على الانضمام للمبادرة لثقتها في أثرها الإيجابي وقدرتها على خلق واقع اقتصادي جديد يجمع دول الجنوب ويعزز قدراتها التجارية، بما تقدمه المبادرة من ميزات عديدة تتجاوز الـ100 ميزة سواء مالية أو تشغيلية. وحول أثر الجواز اللوجستي العالمي، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، رئيس المجموعة التوجيهية العالمية لبرنامج الجواز اللوجستي العالمي: نشعر بالفخر أن تكون دبي في قلب هذه المبادرة المبتكرة بكل ما تحمل من أهداف مهمة.. فالجواز اللوجستي العالمي يرسّخ مكانة دبي كمركز عالمي للتجارة العالمية، في حين يؤكد دورها في الربط بين دول وشعوب تشاركها نفس الرؤى والطموحات الكبيرة من أجل أخذ التجارة العالمية إلى مستويات جديدة تعين على تسريع تعافي الاقتصاد العالمي واكتشاف مسارات جديدة للنمو.
ويتيح الجواز اللوجستي العالمي للتجّار ووكلاء الشحن التمتّع بعدد من الميزات في مقابل زيادة حركة التجارة في كل مركز من المراكز التابعة للبرنامج؛ حيث إنه من خلال الانضمام إلى شبكة الاقتصادات سريعة النمو للبرنامج، تحظى الشركات والمؤسسات الأعضاء فيه بفرصة تنويع أعمالها داخل أسواق جديدة، مثل أميركا اللاتينية أو جنوب آسيا أو أفريقيا، إلى جانب تعزيز الاتصال الإقليمي.. وقد سجّلت العديد من كبرى الشركات متعددة الجنسيات كأعضاء في برنامج الجواز اللوجستي العالمي، ومنها شركات يو بي إس للبريد السريع، وفايزر، وسوني، وجونسون آند جونسون، وإل جي.
ويُقدم برنامج الجواز اللوجستي العالمي وعوداً للحكومات بتحسين القدرات التنافسية والمرونة الاقتصادية خلال هذه الفترة الاستثنائية التي تخيم عليها حالة غير مسبوقة من الضبابية وعدم الوضوح في مواجهة تداعيات جائحة «كوفيد-19» لاسيما على صعيد التجارة العالمية. ومن خلال خفض التكاليف وزيادة كفاءة سلسلة القيمة في قطاع الخدمات اللوجستية، يساعد برنامج الجواز اللوجستي العالمي الشركات الحفاظ على دورها في المنافسة العالمية.. كما سيكون للبرنامج - إلى جانب إسهامه في زيادة الأرقام الرئيسية المرتبطة بحركة التجارة - تأثيرات أخرى ممتدة عبر منظومة الاقتصاد الأوسع، تتمثّل في خلق فرص عمل متميزة، وجذب المزيد من الاستثمارات.
من جانبه، قال معالي سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد السابق، عضو مجلس الإدارة في موانئ دبي العالمية: النمو والتوسع السريع لمبادرة الجواز اللوجستي العالمي مؤشرات تعكس مدى نمو الطلب في الأسواق الناشئة لخيارات تجارية جديدة، وتطلعها لخدمات لوجستية رفيعة المستوى، ولا شك في أن الجواز يسهم بصورة كبيرة في تعزيز روابطنا التجارية مع دول الجنوب. من جهته، قال سلطان بن سليم، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، الجهة المشرفة على مبادرة الجواز اللوجستي العالمي: التطور السريع الذي يشهده الجواز منذ انطلاقه يعد شهادة ثقة في القدرات المتميزة التي تتمتع بها دبي في مجال التجارة والخدمات اللوجستية، حيث يسهم في دعم هذا التطور شركاء رئيسيون مثل: موانئ دبي العالمية، ومجموعة طيران الإمارات، وموانئ دبي العالمية، حيث يتم العمل من خلال هذه المبادرة الطموحة على تمديد الاستفادة من تلك القدرات ليس فقط لتعظّيم المردود الإيجابي العائد على دبي فحسب، ولكن أيضاً الوصول بها إلى بقية الدول الأعضاء وكل من يرغب من الدول المعنية بالنشاط التجاري. وقال مايك باسكاران، الرئيس التنفيذي لمبادرة الجواز اللوجستي العالمي: لقي الجواز اللوجستي العالمي منذ انطلاقه ترحيباً واسعاً من قبل الحكومات ومجتمعات الأعمال حول العالم، نظراً لما يتيحه الجواز من مميزات عديدة وفوائد للاقتصادات المحلية، والتجار ومؤسسات الأعمال.. ونحن نفخر بهذا النموذج الفريد الذي تقدمه المبادرة للتعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص بهدف خلق تأثير اقتصادي إيجابي واسع النطاق.
يشار إلى أن الإنجازات المُتحققة لمبادرة الجواز اللوجستي العالمي سيتم عرضها أمام المشاركين في القمة الرقمية للجواز اللوجستي العالمي المقرر تنظيمها مايو المقبل، والتي سيُطلق عليها اسم «دافوس الشحن»، ومن المنتظر أن تستقطب نخبة من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع السياسات وقيادات الأعمال لمناقشة مستقبل صناعة الشحن والخدمات اللوجستية من خلال جلستين ستُعقدان عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي.