السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في «الخمسين».. هوية أصيلة وقيم نبيلة

في «الخمسين».. هوية أصيلة وقيم نبيلة
17 مارس 2021 01:30

ناصر الجابري (أبوظبي)

تدخل دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة، بمنظومة من القيم والمبادئ الإيجابية، والتي ترسخت برؤية القيادة الرشيدة الداعمة، لتعزيز وإرساء المبادئ والقيم المستمدة من فكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والتي تعكس هوية الشخصية الإماراتية المرتبطة بأرضها، والمحافظة على عاداتها وتقاليدها وهويتها، والمؤمنة بقيم التسامح والسلام والتعايش. 
وأكد عدد من المسؤولين والخبراء لـ«الاتحاد» أهمية التحلي بقيم المواطنة الإيجابية والشعور بالمسؤولية المجتمعية تجاه الوطن، والمحافظة على مكتسباته ومنجزاته، من خلال العمل الجاد والبذل والعطاء، مشيرين إلى أن تحديات المرحلة المقبلة تتطلب مجتمعاً متلاحماً ومترابطاً لمواجهة العقبات، وأفراداً قادرين على الإنتاجية، لمواصلة ريادة دولة الإمارات في مختلف القطاعات. 
قال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع: إن دولة الإمارات تمكنت خلال الـ 50 عاماً الماضية، من تبوّء الريادة العالمية في العديد من مؤشرات التنمية العالمية وتصنيفات التنافسية الدولية، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، ورؤيتها الحكيمة، واستثمارها الأمثل في القدرات والكفاءات الشابة، ودعمها اللا محدود عبر إطلاق الرؤى والخطط، التي استشرفت المستقبل، وتعاملت مع تحدياته. 
وأضاف معاليه: تأتي الـ 50 عاماً المقبلة، ودولة الإمارات استطاعت أن تصل إلى آفاق الفضاء، وأن تحقق نهضة حضارية شاملة في جميع المجالات، لتأتي العقود الخمسة المقبلة، بطموحات وآمال أكبر، نستلهمها من طموح قيادتنا الرشيدة، والتي رسخت مبادئ العمل المخلص، وضرورة بذل الهمم وشحذ الطاقات، وإطلاق العنان لأفكارنا وجهودنا لأجل مواصلة السير في دروب القمم العالمية.

  • مغير الخييلي
    مغير الخييلي

وأشار معاليه إلى أن دائرة تنمية المجتمع ومنذ تأسيسها، أدركت جيداً أهمية الاعتناء بالأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية للمجتمع، وأولت اهتماماً خاصاً تجاه تعزيز التلاحم والترابط المجتمعي، واعتنت بأهمية إطلاق المبادرات والبرامج الداعمة لمنظومة القيم الوطنية، والمبادئ والمفاهيم التي رسخها الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، انطلاقاً من أهمية القيم والموروث الحضاري الذي تمتلكه دولة الإمارات، وسيراً على نهج القيادة الرشيدة في أهمية عكس العادات والتقاليد والقيم الإماراتية الأصيلة الداعية للتسامح والتعايش والترابط. 
ولفت معاليه إلى أن الدائرة تعمل حالياً على عدد من المشاريع، منها استراتيجية جودة حياة الأسرة، والتي ستعمل على تحسين جودة حياة الأسر والشباب وكبار المواطنين، بما يتماشى مع قيم الدائرة في بناء أسرة متماسكة تشكل نواة لمجتمع متسامح وحاضن لشتى فئاته، حيث سيتم من خلال هذه الاستراتيجية النظر، ومراجعة السياسات والقوانين الحالية، واقتراح البرامج التي تهدف إلى دعم وتمكين جودة حياة الأسرة بمختلف عناصرها. 
وبيّن معاليه، أنه ترسيخاً للقيم الوطنية الداعية للمشاركة المجتمعية والبذل والعطاء، أطلقت الدائرة سياسة العمل التطوعي في أبوظبي، والتي تسهم في إيجاد بيئة تطوعية لتفعيل منظومة العمل التطوعي في الإمارة من خلال نشر الوعي، والتشجيع على المشاركة من قبل كافة شرائح المجتمع بمختلف أطيافهم ضمن معايير مهنية. 

جودة الحياة
أوضح معالي مغير الخييلي أن الدائرة تواصل جهودها للارتقاء بمؤشرات جودة الحياة في أبوظبي، من خلال إطلاق الاستبانات والمسوح الاجتماعية، والتي يتم عبرها تحديد أولويات القطاع الاجتماعي في الإمارة، ورسم السياسات، ووضع الاستراتيجيات، والاستفادة منها في إطلاق القرارات، حيث ستظل المنهجية العلمية عنصراً فاعلاً في إطلاق المزيد من الخطط ذات الأثر الإيجابي على مجتمع الإمارة. 
ودعا معاليه، جميع أفراد المجتمع،  مواطنين ومقيمين، إلى الاستمرار في العمل والبذل والعطاء ضمن رحلة دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة، متسلحين بالعلم والمعرفة، ومستحضرين المنجزات الحضارية التي وصلت لها الدولة، خلال فترة وجيزة من الزمن.

ترسيخ مسيرة المنجزات 
قالت سلامة العميمي، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»: إن دولة الإمارات استطاعت بخطى ثابتة، أن ترسخ مسيرة من المنجزات الوطنية الحافلة بالعديد من المحطات المتلألئة خلال الخمسين عاماً الماضية، برؤى ثاقبة وأهداف طموحة، نقلت دولة الإمارات لتتصدر مؤشرات التنافسية العالمية في عدد من المحطات التنموية، لتصبح نموذجاً إقليمياً للازدهار والريادة. 
وأشارت العميمي إلى أن هيئة «معاً» ومنذ تأسيسها، عملت على ترسيخ منظومة القيم الحضارية، والتأكيد على المبادئ والقيم المستمدة من فكر ومسيرة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، عبر العديد من البرامج التي أطلقتها خلال الفترة الماضية، والمبادرات التي سعت إلى ترسيخ التلاحم المجتمعي، وتقوية الروابط الأسرية، وتعزيز المشاركة المجتمعية. 
وأشارت مدير عام «معاً»، أنه استكمالاً للجهود المجتمعية، تواصل الهيئة استقبال المساهمات التي ترفد صندوق الاستثمار الاجتماعي، عبر منصة المساهمات الاجتماعية، حيث يتم توظيف المساهمات الواردة لدعم وضع حلول مبتكرة ومستدامة للقضايا والتحديات الاجتماعية، وفقاً للأولويات المحددة، مثل الصحة، وتوفير فرص العمل والتعليم والمجال الأسري والمجتمعي والاحتياجات الأساسية لأفراد المجتمع والقضايا البيئية، وذلك عبر آلية تمويل مستدامة تربط الشركاء في القطاعات الحكومية لإمارة أبوظبي ومجتمع الأعمال مع مؤسسات ومجموعات اجتماعية متخصصة تقدم برامج اجتماعية وخدمات رائدة قادرة على إحداث أثر اجتماعي إيجابي ومستدام، وقابل للقياس يعود بالنفع على مجتمع الإمارة.

  • سلامة العميمي
    سلامة العميمي

معاً نحن بخير
لفتت سلامة العميمي إلى أن الهيئة أطلقت خلال العام الماضي، برنامج «معاً نحن بخير»، حيث استقبل البرنامج ما يزيد على 30 ألف مساهمة، كما وفر البرنامج نحو 27 مليون وجبة للعاملين المقيمين في 35 مجمعاً سكنياً، ودعم 8 آلاف طالب في تسديد الرسوم الدراسية، وتوزيع 20 ألف سلة غذائية لنحو 40 ألف متضرر، و4 آلاف كمبيوتر وجهاز لوحي لضمان استمرارية التعليم عن بعد، وتوفير 1744 غرفة لإقامة الكوادر الطبية العاملة في خط الدفاع الأول، كما استفاد 3000 من الدعم الصحي.
وأكدت نجاح مشروع الحاضنة الاجتماعية منذ إطلاقه، في إنشاء 30 شركة اجتماعية ناشئة، ساهمت في إحداث أثر اجتماعي إيجابي على ما يزيد على 15 ألف شخص في أبوظبي، وذلك ضمن عدد من الإنجازات البارزة التي تحققت من خلال حاضنة معاً الاجتماعية، ضمن محاور منها شملت دمج أصحاب الهمم، وتحسين حياتهم، وتعزيز الصحة النفسية، وتعزيز التماسك الأسري. 
وأعربت عن ثقتها بأن الخمسين عاماً المقبلة، سترى مجتمعاً تقوده ثقافة التعاون والمساهمة والمشاركة المجتمعية، وسنشهد المزيد من التكامل بين مختلف القطاعات في المجتمع، بحيث يكون للجميع دور فاعل ونشط في مواجهة الأولويات المجتمعية، وتعزيز المشهد التنموي في إمارة أبوظبي بما يحقق النفع العام على المدى الطويل.

منظومـة قيم 
أكدت ناعمة عبدالرحمن المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن الإمارات تمتلك منظومة قيم حضارية راسخة تجسد أسمى قيم الاتحاد، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة لتقدم الإمارات للعالم نموذجاً استثنائياً في التلاحم الوطني والانتماء والولاء للوطن والقيادة خلال مسيرتها الممتدة لنصف قرن، والمرتكزة إلى قيم ومبادئ الأخوّة الإنسانية والسلام والتسامح، وصون كرامة الإنسان. 
وقالت: إن تعزيز القيم الوطنية خلال الخمسين المقبلة، وجعلها أكثر رسوخاً يتطلب إطلاق المبادرات والبرامج المجتمعية والحكومية، التي تستهدف تعزيز الوعي الوطني لدى أجيال النشء والشباب، بما يسهم في الحفاظ على القيم الإماراتية، وتعزيزها من خلال مجتمع متماسك ومتلاحم يعتز بهويته الوطنية وانتمائه لوطن اللا مستحيل.
وأضافت: إن تعزيز منظومة القيم الحضارية يبدأ من الأسرة والمؤسسة التعليمية، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، كونها المسؤولة عن تشكيل الوعي لدى شباب وشابات المستقبل، وهو ما يتطلب خطة وطنية واضحة تتشارك فيها مختلف المؤسسات الوطنية، من خلال طرح مبادرات وبرامج تواكب التطور الذي يشهده العالم في مختلف القطاعات، بما يسهم في استدامة الحس الوطني والعطاء الإنساني والتلاحم المجتمعي في مجتمع الإمارات، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة خلال مسيرة الخمسين.

  • ناعمة المنصوري
    ناعمة المنصوري

وأشارت إلى أن القيادة الرشيدة تمثل القدوة والنموذج الملهم لمجتمع الإمارات في حب الوطن والالتزام بالقيم النبيلة التي تأسست عليها الإمارات، حتى باتت دانة الدنيا منارة تشع تقدماً وتطوراً واعتزازاً وفخراً وانتماء وولاء لهذا الوطن المعطاء الزاخر بأبنائه المخلصين، الذين باتوا مضرب مثل لشعوب العالم في التضامن المجتمعي وحب الوطن.
ومن جهتها، قالت مريم ماجد بن ثنيه، عضو المجلس الوطني الاتحادي: القيم الوطنية هي مرتكز رئيس وأساسي في دولة الإمارات، وعليه يعوّل نهضتها وتعزيز مكانتها إقليمياً ودولياً، ولقيم الوطنية ليست كلمات تقال وتسطر في المواقع وعلى الجدران، ولكنها سلوكيات وممارسات تؤثر على المجتمع بأسره. 
وأضافت: أهم القيم التي يلتزم بها الفرد في الإمارات هي الاحترام، باحترام الذات والآخرين باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم وأديانهم، واحترام القوانين والالتزام بها، والذي يجعل تعايش الأفراد في المجتمع أكثر أمناً واستقراراً وجاذباً للعيش فيه، والاعتزاز بالعادات والتقاليد، بالمحافظة عليها ضمن أسرته ومحيط حياته الاجتماعية، والتي بالتالي تنعكس إيجاباً على المجتمع وتنقل صورة جميلة للآخرين عن جمال تلك العادات التي أثرت على سلوكيات أفرادها، والولاء والانتماء للوطن، بالحفاظ على مكتسباته والاجتهاد في أداء الواجبات بصدق وأمانة، وهذا يعزز مكانة الدولة، ويجعلها جاذبة للأعمال والسياحة والعيش فيها كذلك. 

  • مريم بن ثنيه
    مريم بن ثنيه

البداية من الأسرة 
أشارت مريم ماجد بن ثنيه إلى أنه منذ قيام الاتحاد وإلى اليوم، كانت القيم هي العامل المؤثر والرئيس في النجاح الذي حققته الدولة بإنجازاتها. إنجازات وضعت الدولة في مراكز متقدمة جداً في مؤشرات عالمية، وذلك بالتفافهم حول القيادة ووضع أهدافها نصب أعينهم، والعمل على تحقيق تلك الأهداف، كل في مجاله.
ولفتت إلى أن التعريف بالهوية الوطنية يبدأ في الأسرة بممارستها في تربية الأطفال، فهم يتأثرون بما يرون أمامهم ونتاج هذه التربية، ينعكس بالتالي على بيئة الطفل، سواء في المدرسة أو محيطه الاجتماعي، لافتة إلى أن ما يميز مجتمع الإمارات هو أن القيم واضحة ومتأصلة في أفراده، ما جعل للدولة مكانة دولية متقدمة في فترة قصيرة جداً. ولعل وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي هي خير دليل على أهمية تعزيز القيم الوطنية في تنشئة جيل إماراتي واع بمسؤولياته تجاه وطنه وأسرته ومجتمعه.

التلاحم المجتمعي
قالت سارة فلكناز، عضو المجلس الوطني الاتحادي: حتى نتمكن من ترسيخ التلاحم المجتمعي والمحافظة على القيم الإماراتية، ينبغي اتباع نفس خطى قيادتنا الرشيدة، والتحلي بصفاتهم وأخلاقهم الحميدة الطيبة في التعامل مع الجميع، وأن نعزز هذه المبادئ داخل الأسرة، ونعمل على تعليم النشء أهمية المحافظة على قيمنا وتقاليدنا الأصيلة وموروثاتنا الثقافية والتاريخية، التي تجعل من مجتمعنا مجتمعاً متماسكاً مستقراً متلاحماً خلوقاً، وبالتالي سينعكس ذلك إيجابياً على فكر شبابنا، ويؤدي إلى ترسيخ التلاحم والتماسك المجتمعي، والحفاظ على القيم الإماراتية من جهة، ويعمل كذلك على النهوض بمكانة دولتنا وريادتها في المنطقة والعالم، ويعزز من قدرتها على صنع مستقبل مبني على المحبة والتسامح والسلام مع شعوب العالم من جهة أخرى.
وأضافت: إن سر تفوق دولتنا يكمن في قدرتها على المحافظة على قيمها الحضارية وتماسك مجتمعها وتلاحم شعبها وقيادتها، لأن أبناء الإمارات يعيشون بروح واحدة، ويعملون كفريق واحد وفق رؤى مستنيرة، تهدف دائماً لأن تكون الإمارات صاحبة المراكز الأولى في المجالات كافة.

  • سارة فلكناز
    سارة فلكناز

وأشارت إلى أنه يمكننا الحفاظ على القيم الوطنية، خلال مرحلة الخمسين عاماً المقبلة عبر التمسك بقيمنا العربية الأصيلة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا المؤسسين، وعلى رأسهم إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والسير على نهجهم العظيم ومبادئهم الثرية في الإخاء والمحبة والتسامح وقبول الآخر، وتعزيز قيم الاتحاد والتماسك الوطني والشعور بالمسؤولية المجتمعية تجاه بعضنا بعضاً وتجاه الآخر، فضلاً عن المواطنة الإيجابية والاستثمار في الإنسان، وجعله شريكاً في الحفاظ على منجزات الوطن الحضارية، وترسيخ صورة إيجابية عن قيم الإنسان الإماراتي المتسامح والمحب للسلام في وطننا العزيز الذي يستوعب شعوب أكثر من 200 جنسية يعيشون في تناغم وتعايش وود ومحبة واستقرار نفسي ومجتمعي.
ولفتت إلى أن للجهات الحكومية في الدولة دوراً حيوياً مهماً، ومؤثراً في ذلك من خلال عمل مبادرات وبرامج وورش عمل تعزز القيم الحضارية للدولة، وتعرّف بالنهج الإماراتي الأصيل لدي أجيالنا الناشئة، بما يثقلهم بالموروثات الجميلة التي اتبعها آباؤنا وأجدادنا، وسارت على نهجها قيادتنا الحكيمة، بما يمكن شبابنا لأن يكونوا على قدر المسؤولية في المحافظة على هويتنا الوطنية وقيمنا الحضارية الراسخة.
وأوضحت أنه يجب أن تضطلع الجهات الحكومية بمسؤولياتها نحو ترسيخ منظومة القيم والأخلاق الإماراتية في عقول أفراد المجتمع، واقتباس الأقوال المأثورة لمؤسسي دولة الاتحاد وقيادتنا الرشيدة وزرعها في عقول شبابنا، وجعلها نبراساً لهم في تعاملاتهم اليومية، وما يقدمونه من خدمات مجتمعية.

  • شذى علاي النقبي
    شذى علاي النقبي

قيم الولاء
قالت شذى علاي النقبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي: تعتبر التربية هي الوسيلة لأي مجتمع في المحافظة على قيمة الأساسية في كل جيل يتلو الآخر، لذلك من أهم مقومات الخمسين عام المقبلة المحافظة على أبنائنا، وتنشئتهم التنشئة السليمة بمشاركة البيت والمدرسة وتعليمهم قيم الولاء، وحب وخدمة الوطن والقيادة الحكيمة، فهم ثروة الإمارات الوطنية، ويجب أن نغرس في نفوسهم منذ الصغر قيماً إيجابية نابعة من تراث مجتمع دولة الإمارات.
وأضافت: الحقيقة تقول: إن ضمان المستقبل الأفضل يتطلب معرفة عميقة بالماضي الذي يعبر عن هوية الشعب كاملاً بكل ما يحمله من قيم وعادات وتقاليد، لذلك يجب وضع الخطط والاستراتيجيات والآليات للحفاظ على الهوية الوطنية، وترسيخ مفهوم المواطنة لدى جميع أبناء الدولة، وتحديد ملامح الشخصية الاماراتية وما يميزه عن الآخرين. كما يجب تحويل التراث وثقافة الآباء إلى ممارسة وسلوك لدى فية الشباب، والعمل على توعية وتعزيز انتماء هذه الفئة لهويتها وثقافتها وتقاليدها، بالإضافة لمد جسور تواصل بين المواطن والمسؤولين، ونشر مفهوم الابتكار الاجتماعي، وترسيخ القيم والهوية الإماراتية، والحفاظ عليها من المتغيرات والتأثيرات الخارجية بسبب الانفتاح.

التزام ومسؤولية 
قال ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة «وطني الإمارات»، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية في المجلس الوطني: مما لا شك فيه أن القيم الوطنية والثوابت التي تحكم حياة الشعوب هي المحرك الأساسي لأنشطتها الاجتماعية، باعتبار أنها تعبر عن الشخصية الثقافية لهذا الشعب أو ذاك، والمحافظة على القيم الوطنية، ليست مجرد شعارات ترفع أو أناشيد يتغنى بها الشعب فقط، وإنما التزام ومسؤولية وطنية بكل ما في الكلمة من معنى، ومن هنا يجب التركيز دائماً على أهمية توعية النشء بها، لأنها في المحصلة النهائية المحددات التي ترسم مسار الدولة والمجتمع، وهنا لا بد من التذكير أن مسؤولية تعزيز القيم الوطنية مسؤولية جماعية تبدأ بالأسرة، مروراً بالمدرسة، وصولاً إلى الميادين الاجتماعية كافة.

  • ضرار بالهول الفلاسي
    ضرار بالهول الفلاسي

وأضاف: تبرز أهمية التوعية الفكرية والثقافية المتواصلة، والتي تواكب مسيرة التطور الحضاري في بلادنا، وذلك من خلال الاستثمار بالإنسان الذي يعد رأس المال الأهم في التطور والمحافظة على القيم الاجتماعية، ولا ننسى هنا دور المؤسسة التعليمية التي تعد حجر الأساس في هذا النشاط التوعوي، بحيث تكون «الخمسين» سنة القادمة استمرارية لمسيرة النهوض الحضاري في وطننا الغالي.

معتقدات راسخة
قالت صابرين اليماحي، عضو المجلس الوطني الاتحادي: تعد القيم هي الركائز الأساسية لقيام أي مجتمع، فهي مبادئ ومعتقدات راسخة ترسم خط سير واضحاً لأفراد المجتمع تساعدهم على تدبير شؤونهم ومعاملاتهم وتصرفاتهم اليومية، فهي توجه ‏سلوكهم بطريقة متعارف عليها ولا يمكن المساس بها أو تغييرها، ولكن هنا بالإمارات نحن نطوعها لتواكب الخمسين عاماً المقبلة والمتغيرات المصاحبة لها، فمن المعروف عن القيم بأنها نوعان، قيم وسيلة، وقيم غاية، ‏وأن قيم الغاية تتغير نحو الأفضل، فهي تساعد على التطوير والحداثة المطلوبة في دعم المسيرة، ومن أهمها قيمة العمل، والسعي للبحث عن تخصصات تتماشى مع الخمسين عاماً المقبلة، وترسم معالم الخمسين الثالثة.

  • صابرين اليماحي
    صابرين اليماحي

وأضافت: المحافظة على الهوية الوطنية لهذا الكيان العظيم تمثل قيمة يجب المحافظة عليها، فهي قيمة مهمة تترك بصماتها في كل مكان علينا أن لا نطمسها بين ما نستورده من ثقافات، وألا نغير معالمها باسم العالمية، فهي كيان ودرع حصين يحمي من تقلبات القيم المعتقدات ‏والغزو الفكري، وهنا يكمن دعم المؤسسات والجهات الحكومية بترسيخ هذه المبادئ في أفراد المجتمع عن طريق سن التشريعات الصارمة بخصوص المحافظة على هوية الإماراتي، وعدم التساهل مع من يحاول تشويهها، وكما عليها دعمها ثقافياً وإعلامياً، وتوضيح أهمية المحافظة‏ على هذه الهوية من خلال المناهج الدراسية، وحتى تضمين هذا القيم والمبادئ في أماكن العمل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©