لمياء الهرمودي (الشارقة)
أكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية لـ «الاتحاد»، أن إمارة الشارقة حافلة بالعديد من الميزات على مختلف الصعد والمجالات، ومن بينها ما هو متعلق بعالم البيئة والمحميات الطبيعية التي تأخذ بعين الاعتبار الاستدامة البيئية، من خلال مراكزها الحيوية المتنوعة، والمحميات الطبيعية التي تم العمل على تأسيسها وإنشائها، وبلغت حتى اليوم 15 محمية، ما يشكل 15% من مساحة الإمارة، وهي المساحة المطلوبة عالمياً، وبالتالي تستحق أن تكون عاصمة بيئية عالمية. وقالت: يوجد في رصيد هيئة البيئة والمحميات الطبيعية 15 محمية طبيعية موزعة على مختلف مناطق ومدن إمارة الشارقة، جاءت ضمن رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، التي تركز على حماية البيئة والحفاظ عليها، وصون التنوع الحيوي والاستدامة البيئية.
أضافت هنا السويدي: تتنوع المهمات والأعمال والمبادرات والبرامج التي تعمل عليها الهيئة، لتغطي مختلف الجوانب والأبعاد المرتبطة بالبيئة والتوعية البيئية والاستدامة، وتتجلى من خلال مشاريع بيئية عديدة يتم العمل على تنفيذها وإنجازها بعد إعداد الدراسات الشاملة والقراءات الدقيقة لمختلف التفاصيل.
وتابعت: «كل مركز من مراكز الهيئة يعتبر ثروة بيئية ووطنية وثقافية وحضارية، وبالتالي نحن معنيون دوماً بالعمل على توفير أفضل أنواع وأشكال الحماية والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية التوعية البيئية، وهو ما نعتقد بأننا نقوم به بشكل جيد وحيوي وعملي وتطبيقي، إذ تلعب الهيئة من خلال مختلف مراكزها وأنشطتها وبرامجها، دوراً توعوياً بيئياً كبيراً، يسهم في زيادة ورفع مستوى الوعي البيئي لدى السكان والزوار وأفراد المجتمع كافة».
وأشارت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية إلى أن منتزه الصحراء في الإمارة يُعنى بالحفاظ على مجموعة من الحيوانات التي تستوطن المنطقة، ويحتوي على عدة مراكز مختلفة، كمركز حيوانات شبه الجزيرة العربية الذي يعتبر وجهةً عائلية مثالية للنزهة والترفيه والمعلومات البيئية الثرية، ومكاناً للتصالح مع الطبيعية والتفاعل معها. ومتحف الشارقة للتاريخ الطبيعي والنباتي، الذي يأخذ الزائر في رحلة ممتعة عبر العصور ليكتشف عصر الديناصورات، وجمال وتنوع النباتات وتطورها عبر العصور، بالإضافة إلى مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض، الذي يعتبر قاعدة للأبحاث والدراسات العلمية في صون التنوع الحيوي في بيئات شبه الجزيرة العربية.
وقالت: في حين تعتبر الحديقة الإسلامية التي تنطلق من رؤية إسلامية جوهرية، نتاج التدبر والتأمل في الآيات القرآنية، والتفكر فيما تضمه الآيات من نباتات من خلال ربطها بالعلم الحديث، وفي مزرعة الأطفال هناك تجربة غنية بالمعرفة والاستكشاف، فهي حديقة بيئية وتعليمية وترفيهية منوعة للعائلات وطلبة المدارس، وهناك أيضاً مركز واسط للأراضي الرطبة، ومركز كلباء للطيور الجارحة، ومركز الحفية لصون البيئة الجبلية، ومركز الذيد للحياة الفطرية، أحد أهم المراكز المتخصصة التي تعرض صور الحياة البرية بأسلوب تفاعلي واقعي، وحديقة بحيص الجيولوجية التي تهدف إلى تعريف الزوار والسكان بالأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق المحيطة به، حيث توفر مراكز التعلم للزوار تجربة علمية فريدة من نوعها، تتمثل في مجمعات تعليمية وترفيهية، ويجد كل زائر ما يرغب به من الترفيه ومتعة التعلم والاستجمام.
وأضافت: ويحظى زوار مراكز التعلم بجولات تعليمية من خلال وسائل ترفيهية للتعرف على الأقسام المتعددة لدى المراكز، وتعد هذه المراكز معالم علمية مميزة للناس، وفرصة للتعرف على مختلف العلوم الطبيعية، كعلوم البيئة الصحراوية، وغير ذلك الكثير.
وأشارت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية إلى أن الهيئة تنظم في مراكزها فعاليات وأنشطة عديدة ومتنوعة، وجاذبة وهادفة، حيث يقدم كل مركز فعاليات تتميز عن غيره من المراكز تناسب بيئته ومعروضاته، الأمر الذي يسهم في زيادة إقبال الزوار عليها، وتوجهت الهيئة أيضاً إلى تطبيق البرامج الافتراضية في ظل تداعيات فيروس «كورونا».
فوائد المحميات
وقالت هنا السويدي: تعمل الهيئة على إنشاء وتأسيس المحميات، وفقاً للدراسات والمتابعات، وهي موزعة في مختلف مناطق الإمارة، وتسهم في الحفاظ على البيئة الحيوانية، والبيئة النباتية، وبفضل جهود الهيئة حققت المحميات العديد من التطورات التي انعكست على الحياة الطبيعية فيها، ومن بينها استعادة الغطاء النباتي، واستعادة الثروة السمكية، وزيادة اللا فقاريات، وعودة السلاحف للتعشيش، وتشكل فرصة مناسبة من أجل جذب أنواع جديدة من الحيوانات إلى الموقع، وإعادة إحياء الأنواع المحلية، كما أن حاجة الإنسان إلى المزيد من الموارد الطبيعية مستمرة وضرورية، وفي مثل هذه الإنجازات يتجلى موضوع الحفاظ على البيئة الحيوانية والبيئة الزراعية.
حملات لنشر الوعي البيئي
لفتت هنا السويدي إلى أن الهيئة تبذل كل جهدها في تنفيذ حملات توعية تسهم في نشر الوعي البيئي بين السكان عموماً وزوار ومرتادي المناطق البرية خصوصاً، وتتم حملات الهيئة، سواء التوعوية أو حملات الضبط، وفقاً لخطة مدروسة وذات أهداف واضحة، تؤكد على أهمية ومكانة المناطق البرية وضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من أي أذى أو تشوه، لمصلحة الجميع من أجل التمتع ببيئة آمنة ونظيفة ومريحة، لتبقى متنفساً للجميع، إذ تعتبر حملات التوعية واحدة من العناوين الكبرى في أجندة وبرامج الهيئة على مدار العام، وتتنوع تلك الحملات التي تستهدف كل فئات وأفراد المجتمع وكل البيئات البرية والجبلية والزراعية والصحراوية والبحرية، بحيث نعمل معاً من أجل بيئة نظيفة خالية من التشويهات. وأكدت أن الشارقة تمتلك تجربة مميزة وفريدة وذات طابع ابتكاري خلّاق، في مسألة التعامل مع البيئة وسبل المحافظة عليها، وفي مجال صون التنوع الحيوي، وهي سباقة دوماً في بذل كل ما هو ممكن لتوفير الفرصة لاستعراض القضايا البيئية والتشاور والمناقشات وتبادل الأفكار والمعلومات.