منى الحمودي (أبوظبي)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت بالأمس جلسات الدورة الثالثة من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، «افتراضياً»، بتنظيم مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي وبمشاركة 36 متحدثاً، و12 وزيراً في الحكومة الاتحادية، و6 مسؤولين حكوميين على المستوى الاتحادي والمحلي رفيعي المستوى، إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين، خاطبوا أكثر من 13 ألف من شباب دولة الإمارات، في حوار تفاعلي مباشر للمساهمة في تطوير قدراتهم ومهاراتهم وخبراتهم، وتعزيز مشاركتهم في صناعة مستقبل دولة الإمارات، ومواصلة الإنجازات في الخمسين عاماً القادمة. جلسات المجلس لهذا العام جاءت تحت شعار «واقع جديد، آفاق جديدة»، والذي يأتي بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات باليوبيل الذهبي، وتناولت ثلاثة محاور رئيسة وهي: «عالم متغير»، و«فرص جديدة»، و«الخمسون عاماً القادمة»، حرص من خلالها المتحدثون على تحفيز الشباب لاستكشاف الفرص الجديدة التي تشكل ركيزة مهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات، وبما يمكنها من الوصول إلى رؤيتها المئوية بريادة وصدارة دول العالم. واستعرضت فعاليات المجلس فيديو تسجيلياً خاصاً يبرز أهم أحداث مختبر اليوبيل الذي تم تنظيمه في فبراير الماضي، وشهد مشاركة أكثر من 100 مشارك من الطلاب والطالبات الجامعيين الإماراتيين، ضمن بيئة تفاعلية افتراضية لاقتراح واختبار أفضل الأفكار، والابتكارات والحلول المستقبلية التي تساهم في تعزيز مختلف القطاعات والخدمات في دولة الإمارات.
كما اشتملت فعاليات المجلس كذلك على رحلة إبداعية مع الموسيقى السمفونية، بعنوان «حكايات: قصص سيمفونية»، قدمها المؤلف والموسيقي وقائد الأوركسترا إيهاب درويش في رحلة إبداعية وبمشاركة 128 فناناً من 20 دولةً، وتضمن أوركسترا أكاديمية بيتهوفن في كراكوف، حيث ألقت الضوء على قيم التبادل والتنوع والانفتاح بين الثقافات التي تتميز بها دولة الإمارات.
ومن المقرر أن يتم اليوم الكشف عن نتائج الدراسة الاستطلاعية، التي تعد الأولى من نوعها لمعرفة تصورات الشباب ورؤيتهم حول أجندة دولة الإمارات في المستقبل، وخلال الخمسين عاماً القادمة، والتي تأتي تحت عنوان «نظرة للمستقبل»، لتشكل أول استطلاع على مستوى دولة الإمارات مدعوماً بالأدلة لاستكشاف وتوثيق آراء الشباب فيها حول أجندة المستقبل، وذلك من خلال مسح مفصل تم تنفيذه على مرحلتين.
صيغة جديدة
وقال محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي: «تم تعديل صيغة «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» هذا العام، لتتناسب مع المتغيرات الحالية وطموحات الشباب، وفضلنا الإعداد للمجلس من خلال عقد تجارب تفاعلية مع الشباب، شمل مختبر اليوبيل صناع المستقبل من الشباب، للمساهمة في صياغة أفكار جديدة لصناعة المستقبل، ونفتخر وعبر مجلس محمد بن زايد للمستقبل، بمشاركة أفكارهم اليوم من خلال خريطة المجلس للمستقبل». وأضاف:«تستعرض خريطة المجلس للمستقبل أفكار الشباب حول أهم المواضيع وأبرزها التي تهمهم حيث غطت الفعالية في نسختها الأولى 4 مواضيع تم تناولها في جلسات المجلس، وهي: أكثر استدامة وتقدماً وقوة، وفرص جديدة للخمسين عاماً القادمة، والعوالم الرقمية وأبطال الابتكار، وأساليب جديدة للتعلم. وبين النعيمي أن اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة هو فرصة جديدة لتجديد عهدنا جميعاً في تطوير مجتمعنا، والتأكيد على قدرة الشباب في تحويل المستحيل إلى ممكن، والتي أصحبت سمة حاضرة في نسيج المجتمع الإماراتي. وقالت العنود خليفة الكعبي، مدير البرامج التعليمية بمكتب شؤون التعليم بديوان ولي عهد أبوظبي: «يحتفي مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل الذي يعقد دورته الثالثة في ظل ظروف استثنائية هذا العام، بالشباب وقدرتهم وطاقتهم على المساهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات». وأضافت: «حرص فريق عمل المجلس على التواصل مع نحو 3 آلاف طالب جامعي داخل الدولة وخارجها، للتعرف على آمال الشباب وطموحاتهم ومخاوفهم وتوقعاتهم للمستقبل وكانت نتائج الاستطلاع مثيرة للاهتمام، حيث يرى الشباب أن العالم سيواصل التغيير، ويعتقد معظمهم أن هذا التغيير للأفضل كما أنهم يرون أن العالم سيشهد تغييراً جذرياً في الخمسين عاماً القادمة».
الملامح الأساسية للخارطة
تتكون «خريطة المجلس للمستقبل» من مخرجات «مختبر اليوبيل» الافتراضي، الذي قام خلاله أكثر من 100 مشارك من طلاب الجامعات الإماراتيين داخل الدولة وخارجها، وعلى مدار ثلاثة أيام بتصوّر سيناريوهات حول أجندة مستقبل دولة الإمارات، وتبادلوا الأفكار، ودرسوا المخاطر، وناقشوا القيم التي من شأنها المساعدة في اتخاذ القرارات في ظل المتغيرات المتسارعة في العالم ليتوصلوا إلى مجموعة من النتائج حول 4 موضوعات تشكل الملامح الأساسية للخارطة هي: أساليب جديدة للتعلم، وأكثر استدامةً وتقدماً وقوة، والعوالم الرقمية وأبطال الابتكار، وفرص جديدة للخمسين عاماً القادمة. وتتمحور الأفكار التي تمت مناقشتها في المختبر الافتراضي حول خمسة مبادئ تم إدراجها ضمن خريطة المجلس للمستقبل، لتسهم في تسهيل الحوارات المستقبلية، والمساعدة في اتخاذ القرارات وتحديد اتجاهات جديدة واعدة، وتتمثل هذه المبادئ في أولاً: القصص والبيانات حيث توفر التكنولوجيا أدوات ورؤى عملية مفيدة، ومن هنا يأتي دور الإنسان في دمج القيم، والمعتقدات، والآمال ضمن سيناريوهات المستقبل، لرسم ملامح المستقبل. ويتمثل المبدأ الثاني في الإبداع الذي يتجاوز الخبرة، فعند السعي إلى معالجة أكبر المشاكل في العالم، تكون الحاجة إلى مزيج إبداعي يضم مختلف أنواع الخبرات لمواصلة الابتكار. بينما يتمثل المبدأ الثالث بتفضيل المخاطرة على اليقين، حيث يسمح تفضيل المخاطرة على اليقين للناس بأن يكونوا عناصر فاعلة في بناء مستقبلٍ أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم. في حين يركز المبدأ الرابع بالقدرة على التكيف قبل القدرة على التنبؤ – حيث إنه مع تسارع وتيرة التغيير، لم يعد البقاء للأقوى، بل لأكثر المجتمعات والمؤسسات قدرةً على التكيف، فيما يتمثل المبدأ الخامس بـ«المحاور ونقاط الوصل»، حيث إنه وفي وقت يتزايد التعقيد عبر مختلف جوانب الحياة، فهناك حاجة إلى نقاط وصل أكثر كفاءة تربط بين القطاعات والتخصصات لتعزيز قدرتنا على الابتكار وإحداث التأثير. ويهدف «مختبر اليوبيل» لمجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل إلى الاطلاع على آراء الشباب بشأن المستقبل؛ وبما يسهم في تنشئة جيل جديد من صنّاع المستقبل.
«خريطة المجلس للمستقبل»
كشف «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» عن «خريطة المجلس للمستقبل»، والتي تتيح للشركاء وصناع القرار من المسؤولين الحكوميين الاستفادة الفعلية من إبداع ومخيلة الشباب، وتمكنهم من استكشاف الأفكار التي حددها الشباب كأولويات بالنسبة لهم، بما يسهم بدعم اتخاذ القرارات في الموضوعات الأكثر الأهمية للشباب.
وتسهم «خريطة المجلس للمستقبل»، وهي إحدى مبادرات مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، بالمساعدة على فهم المواضيع المعقدة والمتشابكة التي تنطوي على أهمية كبيرة لمستقبل دولة الإمارات، كما تعتبر أداة لمشاركة أفكار الشباب حول أبرز أولويات المستقبل وسط عالم حافل بالتحديات. وقال محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي: «كشف مختبر اليوبيل الافتراضي لمجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل مدى شغف الشباب في دولة الإمارات بإحداث تأثير إيجابي في مجتمعهم، والاستفادة من إمكانات التكنولوجيا الحديثة لتوفير حلول جديدة. وقد تساعدنا وجهات نظرهم على أرض الواقع في إعادة التفكير مجدداً بحواراتنا عن التغيير والمستقبل. فقصصهم تفتح أعيننا، وتساعدنا على توسيع نطاق تفكيرنا ليغدو أكثر استراتيجية».
وأوضح أن خريطة المستقبل ستدخل حيز التنفيذ كأداة رقمية ديناميكية لتصور الأفكار الجديدة، وقال: «إن تغيير مسار الأحداث مع شباب دولة الإمارات يستوجب منا تغيير طريقة تصورنا لمساهمتهم في الحوار. ويتولى مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل توسيع نطاق التواصل لتغطية جميع الجوانب المطلوبة وكتابة قصص تواكب متطلبات المستقبل».