قال معالي خلدون خليفة المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار، في بداية جلسته الحوارية بعنوان «الفرص في الخمسين عاماً القادمة»: «بداية أتوجه بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الفرص التي منحنا إياها كقائد ومعلم لنا، وأقول لشبابنا إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تضع ثقتها في جهودكم وتعول على سواعدكم وطاقاتكم للوصول إلى أهداف الخمسين عاماً القادمة».
وأضاف معاليه: «الإنجازات التاريخية التي حققها شبابنا رغم التحديات الناجمة عن كوفيد 19 والمتمثلة في نجاح مهمة (مسبار الأمل) لاستكشاف كوكب المريخ، وتشغيل أول محطة عربية للطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى جهودهم لدعم مجتمعهم خلال الجائحة، تجعلنا واثقين تماماً بأن دولتنا ستكون في أيادٍ أمينة بالمستقبل».
وتابع معاليه: «هذان الإنجازان هما مثال على أن المستحيل لا مكان له في دولة الإمارات، وأننا قادرون بعقول وسواعد شبابنا على تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، وطموحات شعبنا في أن نكون الأفضل دائماً، فما كان مستحيلاً قبل خمسين عاماً صنعه أبناء الإمارات، ونحن اليوم نمضي في مسيرة إنجازاتنا إلى آفاق أوسع بقدرات شبابنا».
وتابع معاليه: «الفرص المتاحة اليوم أمام الأجيال الصاعدة لم تكن موجودة في السابق، وخصوصاً قبل حوالي 3 عقود من الزمن، فقد كانت آنذاك الفرص محدودة للغاية، وتتركز في قطاعات معينة، كالاستثمار والنفط والغاز والطيران، ولاحقاً السياحة، أما اليوم مع دخول دولتنا إلى قطاعات جديدة كلياً لم نكن نحلم فيها كالتكنولوجيا، والفضاء وهي قطاعات باتت دولة الإمارات منافساً عالمياً فيها، فقد أصبح أمام شبابنا فرص أكبر للإبداع والابتكار، والمساهمة بشكل أكثر فاعلية في مواصلة مسيرة التقدم والازدهار خلال الخمسين عاماً القادمة».
وأضاف معاليه: «التكنولوجيا مجال واسع، ولدينا في دولة الإمارات المقومات كافة التي تمكن شبابنا من تحقيق التفوق والريادة فيه؛ ولذا أنصح شبابنا كونهم الأكثر قدرة على التعامل مع تطوراتها بالتركيز على اكتساب المهارات وتطوير قدراتهم في هذا المجال الحيوي والمهم الذي سيكون دعامة رئيسية في تحقيق تطلعاتنا المستقبلية».
وتطرق معاليه إلى مسيرة شركة مبادلة للاستثمار وتحولها الاستراتيجي في السنوات الثلاث الماضية نحو الاستثمار في قطاعات التقنيات الناشئة والواعدة، قائلاً: «خلال رحلتنا في العشرين عاماً الماضية كنا نستثمر في قطاعات كالنفط والغاز والقطاعات المالية والشركات الخاصة والمدرجة وقطاعي العقارات والبنية التحتية، وهي مجالات شكلت السمة الرئيسية لرحلة نجاح شركة مبادلة للاستثمار على مدار العشرين عاماً الماضية».
وتابع معاليه: «وفي ظل التطورات المتسارعة التي شهدها عالمنا في السنوات الأربع الماضية بدأنا بالتحول في استراتيجيتنا عبر التركيز على قطاعات ناشئة وواعدة في المستقبل، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، وتعزيز حضورنا في الأسواق المصدرة لهذه التقنيات سواء في الشرق كالصين واليابان أو في الغرب كالولايات المتحدة وأوروبا».
وتيرة التحول الرقمي على مستوى العالم
أضاف معالي خلدون المبارك: «هذا التحول الذي قمنا به في السنوات الثلاث الماضية كان تحولاً استراتيجياً، وحيث أثبتت جائحة كوفيد 19، التي سرعت من وتيرة التحول الرقمي على مستوى العالم، بأن هذا التحول كان في مكانه، فما كنا نتوقع حدوثه في خمس سنوات حدث في سنة واحدة». وقال معاليه: «كنا نتوقع أن يكون عام 2020 صعباً جداً، ولكن على أرض الواقع كانت النتائج من حيث العوائد على الاستثمار أفضل من التوقعات، وأثبتت أن استراتيجيتنا كانت في الطريق الصحيح». وأضاف معاليه: «نحن اليوم نستشرف المستقبل لنواصل الإنجاز من خلال دخولنا بقوة إلى مجالات أخرى جديدة، مثل الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر والعلوم الحياتية».