عدد اليوم
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
يرتبط موسم تلقيح النخيل، الذي يتزامن مع هذه الفترة من كل عام، بعادات وتقاليد يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد في منطقة الخليج بشكل عام.
وفي منطقة الظفرة، تقام لها احتفالات خاصة، نظراً لما تتميز به المنطقة من كثرة مزارع النخيل المنتشرة في مختلف مدنها مثل ليوا ومحاضرها وغياثي ومدينة زايد وبقية مدن المنطقة، وكذلك للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها النخلة لدى سكان الظفرة على اختلاف مراحلهم العمرية.
فخلال هذه الفترة من كل عام، تفوح رائحة لقاح النخيل وتتعطر الأجواء خلال موسم «التنبيت»، وما يصاحبه من عادات وتقاليد واحتفالات خاصة، يتوارثها عشاق الأصالة ومحبو النخلة، حيث تنتشر الأكلات الخاصة بهذا الموسم، ويتبادل الأهالي الهدايا المرتبطة بالتمر مثل «جعب التمر»، وهي أكلة إماراتية يستخدم فيها غلاف طلع النخيل، حيث يوضع فيه التمر ليعطي مذاقاً خاصاً، كما تنتشر حبوب اللقاح لتستخدم مع التمر أيضاً؛ نظراً لما تتضمنه من فوائد غذائية عديدة يعلمها المهتمون بزراعة النخيل والتمر.
ويؤكد محمد سهيل المزروعي، رئيس مجلس إدارة مصنع ليوا للتمور، أن موسم التلقيح يعتبر مناسبة خاصة يحرص عليها المواطنون من عشاق الأصالة، ومن المهتمين بزراعة النخيل، ويرتبط بالعديد من الطقوس التي توارثها الأبناء من الآباء والأجداد، وما زالت مستمرة حتى وقتنا الحاضر، ويحرص الأهالي على تبادل الهدايا والأطعمة المرتبطة بهذه المناسبة تعبيراً عن الفرحة والسعادة، من خلال المشاركة في هذه المناسبة السعيدة، بتجهيز أطعمة تصنع من أوراق شجرة الأرطا، وهي مثمرة الآن وتستخدم في عمل «مچيچه» وهي أكلة شعبية قديمة. وأضاف أن الشركات والمصانع الآن بدأت تستخدم حبوب اللقاح في إنتاج العديد من المنتجات المختلفة.
وأضاف المزروعي: أن موسم تلقيح النخيل ينشط خلاله أصحاب المزارع للقيام بعملية نقل حبوب اللقاح من أشجار النخيل المذكر إلى النخيل المؤنث، وذلك لإتمام عملية الإخصاب، ويكون «التنبيت» للأشجار المبكرة خلال شهر فبراير، وللأشجار المتوسطة في بداية شهر مارس، بينما المتأخرة في نهاية شهر مارس، وتجرى العملية تحت أشعة الشمس، إضافة إلى تجنب إجراء عملية التلقيح أثناء هطول الأمطار أو في أوقات الغيوم أو الضباب، والتأكد من حيوية حبوب اللقاح وصلاحيتها، وتقدير الكمية الكافية، شرط أن تكون ذات حيوية.
وأشار المزروعي إلى أن عملية تنبيت النخيل هي عملية نقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية، ورغم وجود وسائل تثبيت حديثة تتسم بالدقة والسرعة، فإن أغلب أصحاب المزارع يعتمدون على الطريقة القديمة اليدوية لكونها الأسهل بالنسبة للغالبية، وتعطي نتائج أيضاً إيجابية، موضحاً أن عملية التنبيت ليس لها علاقة بنوعية وحجم ثمار الرطب التي يحرص مزارعو الظفرة على الاهتمام بها من أجل المشاركة في مهرجان ليوا للرطب، ولكن عمليات الخف وخدمات النخلة بعد ذلك هي التي يكون لها تأثير قوي في حجم وجودة الثمار الناضجة.
