عدد اليوم
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكد اللواء الدكتور جاسم المرزوقي، قائد عام القيادة العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية، أن قرار مجلس الوزراء رقم (61) لسنة 2020 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يُلزم جميع ملّاك المنازل السكنية من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة باشتراك البيوت والمنازل السكنية في نظام الربط والمتابعة الإلكتروني للدفاع المدني في منازلهم، يأتي حرصاً على تعزيز السلامة والحماية المدنية والمحافظة على الأرواح والممتلكات.
وأوضح أنّ الأرقام والإحصائيات في الدولة، تشير إلى أنّ 63.7% من حوادث الحريق هي حرائق المنازل، و70% إلى 90% من الوفيات في حوادث الحرائق من حرائق المنازل السكنية، وذلك نظراً لازدياد المخاطر في المنازل السكنية بسبب استخدام الأجهزة الكهربائية ونوعية أثاث المنزل وما ينتج عنها في حالة الحرائق من أبخرة سامة، فضلاً عن تغير نمط الحياة، وانشغال الأفراد وابتعادهم عن منازلهم لفترة طويلة، بسبب العمل أو لظروف أخرى.
سبق عالمي
وأكد قائد عام الدفاع المدني في حوار مع «الاتحاد»، أن تركيب نظام الربط والمتابعة الإلكتروني للدفاع المدني «حصنتك»، يعتبر أمراً واجباً وإلزامياً، ويجب التقيّد به، وهو ما يدعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021، في جعل الإمارات واحدة من أكثر دول العالم أمناً وسلامة، إذ يُعد مشروع «حصنتك» سبقاً عالمياً لدولة الإمارات في مجال ربط المنازل بغرف عمليات الدفاع المدني، وإنجازاً كبيراً في إطار الجهود الفعالة لتحقيق أعلى مستويات الوقاية والسلامة والجاهزية لحالات الطوارئ في جميع إمارات الدولة، وسيكون له أثر إيجابي كبير في تحقيق أفضل معدلات زمن الاستجابة لبلاغات الحرائق.
20 ألف بيت بـ«حصنتك»
ولفت قائد عام الدفاع المدني، إلى أنه منذ انطلاق مشروع «حصنتك» في عام 2018، تضافرت جميع الجهود من خلال إدارات الدفاع المدني بالدولة، وبالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية كافة، لتسهيل إجراءات تطبيق قرار إلزامية نظام الربط والمتابعة الإلكتروني في المنازل السكنية، حيث بلغ عدد المنازل التي تم تركيب منظومة «حصنتك» للإنذار الذكي فيها، أكثر من 20 ألف بيت على مستوى الدولة حتى أواخر عام 2020، منها 10 آلاف منزل للمستفيدين من الضمان الاجتماعي بوزارة تنمية المجتمع، ومع ازدياد الوعي المجتمعي وحملات الدفاع المدني، فإننا نشهد إقبالاً متصاعداً على تركيب المنظومة.
أجهزة معتمدة عالمياً
وأوضح اللواء المرزوقي، أن أجهزة كاشف الدخان التي تم اعتمادها في مشروع «حصنتك» لحماية المنازل السكنية هي أجهزة معتمدة عالمياً، صُمّمت وفق مواصفات عالية واشتراطات وضوابط معينة، بما يسهم في تحقيق الجودة والمنافسة، وبما يضمن خفض الأسعار في الوقت نفسه، مشيراً إلى أن شركة «اتصالات» حالياً، تعدّ هي مزود الخدمة لدى وزارة الداخلية لتركيب نظام «حصنتك» للمنازل السكنية، وسيتم خلال الفترة المقبلة، فتح المجال أمام الشركات المتخصصة الأخرى لتركيب هذه الأنظمة وفق الضوابط التي اعتمدتها وزارة الداخلية.
نشر الوعي
وأضاف: «تبذل أجهزة الدفاع المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة قصارى جهدها في المحافظة على أمن وسلامة المجتمع، وتعي تماماً أنه لتحقيق رؤية القيادة بأن تكون دولة الإمارات من أكثر دول العالم أمناً وسلامة، فإنه لا بدّ من نشر الوعي بالمخاطر بين جميع أفراد المجتمع، فالوعي هو الركيزة الأساسية لتقدم المجتمعات، وهو العامل الرئيس والمساند لنجاح أهداف الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات والبيئة. كما تم إطلاق حملات توعية رقمية تستهدف مختلف شرائح المجتمع، مثل شريحة العاملين في المنشآت، حيث تهدف هذه المبادرات إلى منع انتشار الحريق كمستجيب أول لحين وصول الجهات المعنية».
وأضاف المرزوقي، أن عدد المستفيدين من الحملات وبرامج التوعية التي أطلقتها القيادة العامة للدفاع المدني خلال الربع الثالث من عام 2020، بلغ 402 ألف و355 مستفيداً، حيث تم استخدام تقنية الاتصال المرئي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وذلك خلال فترة جائحة «كورونا» على وجه الخصوص، لضمان استمرارية دور التوعية المهم الذي تقوم به أجهزة الدفاع المدني.
كما استثمرت القيادة العامة للدفاع المدني استراتيجية الابتكار لخلق المبادرات والمشاريع الداعمة من خلال توقيع اتفاقية مع شركة اتصالات كمزود للخدمة بمشروع «حصّنتك»، لحماية المنازل السكنية، والذي تم إطلاقه في 2018، ونظام حصنتك للمنازل السكنية هو نظام لاسلكي ذكي متكامل للإنذار المبكر للحماية من الحريق، حيث يتم ربط هذا النظام بغرف عمليات الدفاع المدني، وهو عبارة عن جهاز كاشف للحرائق معتمد عالمياً، وذي مواصفات عالية الجودة، ويحتوي على أنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار والتي يمكنها اكتشاف الدخان والحرارة.
120 ثانية
وأوضح أنه يتم توصيل جميع المستشعرات بلوحة الإنذار الرئيسة التي تنقل الإنذارات مباشرة في الوقت الفعلي إلى مركز الاستشعار والتحكم للتحقق منها، وبعد ذلك يتم إرسال الإنذار في حال كان صحيحاً إلى الجهات المعنية في الدفاع الأمني على الفور في غضون 120 ثانية كحد أقصى بعد تسلمه، ما يوفر للجهات المعنية معلومات دقيقة وذكية، الأمر الذي يجعل الوصول إلى مكان الحريق أسرع وأدق، ما يجعل مدننا أكثر أماناً وسلامةً.
«قارب القرش»
يشار إلى أن مشروع «حصنتك» الذي تم إطلاقه في عام 2018، يعتبر من أبرز المبادرات والمشاريع التي تعزز أمن وسلامة الأفراد في المجتمع، كما أنه يعزز الحماية المدنية وسرعة الاستجابة لحوادث الحريق باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية، بالإضافة إلى مشروع «قارب القرش» لمواجهة الحرائق في المناطق والواجهات البحرية التي تعمل عن طريق الروبوتات والتحكم عن بُعد.
الأولى عربياً
أكد قائد عام الدفاع المدني، أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تتبنى التحول الرقمي، ووفقاً لتقرير التنافسية الرقمية العالمي، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الأولى عربياً والمرتبة الـ 12 عالمياً، بينما حققت الإمارات المركز الثاني من حيث التكنولوجيا، والمرتبة التاسعة في الجاهزية للمستقبل، والمرتبة الـ 35 من حيث المعرفة.
تخطيط استشرافي
كما تعمل القيادة العامة للدفاع المدني على التخطيط الاستشرافي المستقبلي لتطوير عملياتها لحماية الأرواح والممتلكات، من خلال تصميم خطة الدفاع المدني التي تنطلق بناءً على التوجّه الاستراتيجي في وزارة الداخلية 2031، والتوجه الحكومي في بناء المدن الذكية، وردود الدفاع المدني في تعزيز أنظمة السلامة والحماية المدنية.
