دينا جوني (دبي)
أكد محمد خليفة النعيمي مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي التعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب للعمل، من خلال مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، لتحفيز الجيل الجديد على توجيه طاقاته وإبداعاته في تحقيق الأهداف الوطنية، خلال الخمسين عاماً المقبلة، وذلك تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز وبناء الشراكات الاستراتيجية والفاعلة لتمكين الشباب، وتفعيل دورهم ومساهمتهم في مسيرة تطور مختلف القطاعات الحيوية وذات الأهمية الاستراتيجية للدولة.
وأوضح أن مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل مكّن الشباب من تبادل الأفكار مع المبدعين الرقميين وصناع القرار ونخبة من المفكرين والمخترعين حول الخطط الوظيفية المستقبلية، وكيفية بناء القدرات ومهارات المستقبل. وأشار إلى أن «مختبر اليوبيل» الذي يعقد بدورته الأولى هذا العام، كمبادرة أطلقها مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً بالنسبة للشباب افتراضياً وتعزيز الاستفادة من أفكارهم وطروحاتهم.
وقال النعيمي في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» ينطلق في دورته الثالثة لهذا العام في 14 مارس، بمنظومة عمل جديدة تواكب احتياجات قادة المستقبل، وتسهم في الوقت ذاته في توفير منصة للحوار التفاعلي البناء. ويأتي ذلك وفق نموذج مبتكر يعزز التواصل والتفاعل بين القيادة الرشيدة والشباب الإماراتي، ويحفز إطلاق العنان لطاقات الشباب للمساهمة في رسم ملامح مستقبل دولة الإمارات، من خلال العمل على مجموعة من الحلول التي تدفع بمسيرة التطور والازدهار في الدولة إلى آفاق ترقى إلى تطلعات القيادة الرشيدة بأن يكون شعب الإمارات الأفضل، وفي المركز الأول على الدوام، وكذلك لضمان استمرارية التواصل الفعال مع الشباب. وتتضمن دورة هذا العام على نموذج مبتكر لإشراك الشباب في تحقيق أهداف الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، تم تنفيذه على مراحل متعددة بدأت بـ«مختبر اليوبيل» الذي شارك فيه مجموعة مختارة من الطلبة للعمل على اقتراح أفضل الأفكار والابتكارات المستقبلية التي تساهم في تعزيز مختلف القطاعات والخدمات في الإمارات. ويهدف هذا المختبر إلى تحقيق الاستفادة القصوى من أفكار الشباب المبتكرة، وتشجيعهم على إيجاد حلول غير تقليدية لمختلف التحديات.
وعن صيغة أهداف جديدة للمجلس، شرح أن دورة هذا العام تختلف تماماً عن الدورات السابقة، فهي تتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، وعليه تم وضع أهداف تتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة، واهتمامها بتمكين الشباب، والاستفادة من قدراتهم في دعم الخطط الوطنية للخمسين المقبلة؛ ولذلك فإن الهدف الرئيسي لهذا العام هو إثراء التواصل التفاعلي مع الشباب، من خلال حوارات تفاعلية مشتركة وافتراضية تحفز الشباب على تبادل الرؤى والأفكار، والوصول إلى حلول تسهم في صناعة المستقبل. وكذلك ترسيخ ثقافة جديدة قائمة على الابتكار يكون الشباب المحور الرئيس فيها. ومن هذا المنطلق، فقد تم تصميم دورة المجلس لهذا العام التي تقام تحت شعار «واقع جديد، آفاق جديدة» لتركز على 3 محاور رئيسية نسعى من خلالها لضمان تأقلم الشباب مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم باكتساب المهارات والمعارف لزيادة قدراتهم، وإثراء خبراتهم وتعزيز جاهزيتهم للمستقبل، وإبراز أفكار الشباب المبتكرة والمبدعة لإيجاد فرص جديدة، مع التركيز على دورهم المحوري في مواصلة مسيرة التميز خلال الخمسين عاماً القادمة.
وبالنسبة للمبادرات المهمة التي تمخضت عن مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل لغاية اليوم، لفت إلى أن المجلس شهد منذ انطلاقته في عام 2017 تطوراً ملموساً في نموذجه، واكب احتياجات الشباب المتغيرة باستمرار، وذلك لتحقيق أهدافه المتمثلة بتوفير منصة لتبادل ومناقشة الاتجاهات الحالية والأفكار المستقبلية. كما مكّنهم من تبادل الأفكار مع المبدعين الرقميين وصناع القرار ونخبة من المفكرين والمخترعين حول الخطط الوظيفية المستقبلية، وكيفية بناء القدرات ومهارات المستقبل في مجالات متعددة كالعلوم والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، والرياضة واللياقة البدنية، والثقافة والإعلام، وغيرها.
ولم يعتبر أن التحديات موجودة بالنسبة للتفاعل مع الشباب الجامعي، لافتاً إلا أنهم يتمتعون بقدرات ومهارات وطاقات إبداعية يمكن توظيفها على نحو أمثل لخدمة أهدافنا الوطنية في استدامة التطور والازدهار، وصولاً إلى بناء مستقبل مشرق للأجيال المقبلة.
العمل الشبابي
وأشار إلى أن المجلس حريص على التعاون مع الجهات كافة المعنية بالعمل الشبابي في دولة الإمارات، وذلك تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز وبناء الشراكات الاستراتيجية والفاعلة لتمكين الشباب، وتفعيل دورهم ومساهمتهم في مسيرة تطور مختلف القطاعات الحيوية وذات الأهمية الاستراتيجية للدولة، وبالإضافة إلى التعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، الإعلان كذلك عن التعاون مع أكثر من 59 جهة حكومية وغير حكومية ومؤسسة أكاديمية ستعمل من خلال المجلس مع الشباب لتحفيزهم على توجيه طاقاتهم وإبداعاتهم في تحقيق أهدافنا الوطنية خلال الخمسين عاماً المقبلة.
وعن الطلبة الذين يظهرون تميزاً في مهاراتهم القيادية وقدرتهم على التفكير الناقد وطرح الحلول، قال: تضع قيادتنا الرشيدة تمكين الشباب وتطوير مهارات وقدراتهم القيادية على رأس أولوياتها، وهي تثق بشكل كبير في قدرات شباب الوطن والمبدعين منهم على صناعة الإنجازات التي تعزز مكانة الدولة الرائدة على المستويات كافة. وما الإنجازات المتمثلة في الوصول إلى الفضاء، وتشغيل أكبر محطة عربية للطاقة النووية ونجاح أول مهمة عربية في الوصول إلى المريخ هي أدلة على فاعلية نهجنا في الاستثمار بشباب دولتنا. وكما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الشباب هم من يحمل الأمانة ويرفع الراية؛ ولذلك نحن ماضون في السير على هذا النهج، وذلك عبر احتضان المواهب الشابة وتنميتها لمواصلة المسيرة نحو تحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا في أن نكون أفضل دولة على مستوى العالم في شتى المجالات خلال الخمسين عاماً المقبلة.
مختبر اليوبيل
وبالنسبة لمستقبل «مختبر اليوبيل، قال إنه يعقد بدورته الأولى قبيل بدء الفعاليات الرئيسية للمجلس، تزامناً مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لتأسيسها. وسيتم تقييم التجربة، ووضع التصورات المستقبلية الخاصة بهذه المبادرة، حيث إن الهدف الرئيس من جميع المبادرات التي يطلقها المجلس هو تعزيز المشاركة الفاعلة للشباب في طرح القضايا والأفكار المبتكرة والتي تسهم في رسم المستقبل المشرق لدولة الإمارات، والارتقاء بجميع القطاعات.
وعن أكثر القضايا التي تشغل الشباب الإماراتي المشارك في «مختبر اليوبيل»، قال: ناقش «مختبر اليوبيل» الذي عقد افتراضياً لثلاثة أيام بإشراف نخبة من الخبراء والمختصين القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي. وتركزت نقاشات المشاركين على موضوعات مثل الاستدامة، والبصمة الكربونية الفردية، وهدر الطعام، وترشيد استهلاك الطاقة، وتطوير قطاع التعليم، وصناعة التكنولوجيا، وآليات مبتكرة للتصدي للأخبار المفبركة والكاذبة. وقد كان الهدف الرئيس من وراء المختبر الذي يسبق الفعالية الرئيسية لمجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل هو توفير بيئة ديناميكية تعاونية لبلورة أفكار إبداعية تدعم استدامة التنمية والتطور في دولة الإمارات.
«الخمسين المقبلة»
«مختبر اليوبيل» في دورته الأولى يهدف إلى توفير بيئة تعاونية لتشجيع المشاركين على العمل ضمن أدوار يكمل بعضها بعضاً للوصول إلى حلول تحول التحديات إلى فرص داعمة لمسيرة تحقيق أهدافنا في الخمسين المقبلة. وعلى مدار 3 أيام قمنا بتوزيع المشاركين الـ 100 في فعاليات المختبر على مجموعات عدة تولى كل منها تقديم تصورات مبتكرة حول مستقبل عدد من القطاعات الرئيسية مثل التعليم، والطب، والزراعة، ودور التكنولوجيا المتقدمة في الوصول إلى مستقبل مشرق، وذلك من خلال طرح 9 حلول من شأنها المساهمة في تطوير هذه القطاعات والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة فيها.