مدريد (وام)
نظمت سفارة دولة الإمارات في مدريد جلسة افتراضية، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية الأول، بمشاركة كل من عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة، وماجد حسن السويدي سفير الدولة لدى المملكة الإسبانية، والكاردينال بيتر توركسون عميد الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة.
وأكد غباش أن الإمارات، منذ تأسيسها تسير على مبدأ إحلال السلام، ونشر المحبة والخير في دول العالم كافة، متخذة من هذا المبدأ بعداً أساسياً في السياسة الخارجية للدولة.
وأعرب عن فخره بأن اليوم العالمي للإخوة الإنسانية سيتم الاحتفال به كل عام بسبب جهود ومساعي الدولة في نشر ثقافة التسامح، لتخليد تلك القيم الواردة في وثيقة الأخوّة الإنسانية للسلام العالمي والعيش المشترك.
وقال ماجد السويدي إنه بالتزامن مع تصاعد وتيرة الاستقطاب في العالم، اقترحت الإمارات تخصيص مساحة للحوار بين الأديان، فقد ظل التسامح الديني واحتضان التنوع جزءاً أصيلاً من تاريخ دولة الإمارات منذ نشأتها، وقد ظهر ذلك من خلال استراتيجية الدولة التي بدأتها بالزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات في نفس التاريخ منذ عامين، والتي وقّع خلالها مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على وثيقة الأخوّة الإنسانية.
وأضاف: إن الدولة لم تتوقف منذ ذلك الحين عن نشر ثقافة التسامح والدعوة إليها عبر العديد من المبادرات، مروراً بعام التسامح 2019، ثم الإعلان عن مشروع بيت العائلة الإبراهيمية بتاريخ 20 سبتمبر 2019، والذي يعد الصرح المعماري الأول من نوعه المخصص للحوار بين الأديان، ويضم مسجداً وكنيسةً ومعبداً، ومركزاً تعليمياً في مساحة مشتركة.
وأفاد الكاردينال توركسون بأن وثيقة الأخوّة الإنسانية التي خرجت إلى النور في الرابع من فبراير عام 2019، جعلت دولة الإمارات محط أنظار العالم كونها مثالاً يدعو إلى السلام والتسامح، وهي استراتيجية متعددة الجوانب ولم تتوقف يوماً منذ الرابع من فبراير عام 2019، وهذا ما يظهر من خلال المشروعات التي تهدف جميعاً إلى خدمة البشرية والعالم.
وأثنى على التعاون بين الإمارات والفاتيكان في مجال نشر السلام والاستقرار وقيم الاعتدال والوسطية والانفتاح، مقدماً بذلك نموذجاً عالمياً مُلهماً في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تعيشها البشرية، وتكثر فيها أسباب الصراع والصدام وعدم الاستقرار.
وأعرب الكاردينال عن أمله في الانتهاء قريباً من مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، والذي سيكون منارة للتفاهم المتبادل والتعايش المتناغم والسلام بين أبناء الديانات، مؤكداً أنه مشروع يجسد «الأخوّة الإنسانية» التي يحتفل بها العالم أجمع لأول مرة بفضل مساعي وجهود دولة الإمارات.