أبوظبي (وام)
استعرض تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» المشاريع الطموحة التي تشهدها دولة الإمارات لاستزراع الأسماك في الأراضي الصحراوية القاحلة، معتبرة أن هذه المشاريع تعكس حجم التقدم المحرز في تسخير التكنولوجيا الحديثة، من أجل إرساء إنتاج مستدام للأسماك والأحياء المائية يعزز الأمن الغذائي للدولة.
وأكد التقرير أن تربية الأحياء المائية تشكل أولوية بالنسبة إلى الإمارات وعنصراً رئيسياً في استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي، التي تشمل مبادرات تعزّز الممارسات الزراعية القادرة على الصمود، من أجل زيادة الإنتاجية والمساعدة في الحفاظ على النظم الإيكولوجية. وأوضح التقرير أن الإمارات تمضي قدماً في تطبيق التكنولوجيات المبتكرة لاستزراع الأسماك على نحو مستدام، وبما يقلص الضغوط على النظم الإيكولوجية، وتلبية احتياجات عدد السكان المتزايد، حيث تعتبر الأسماك مصدراً رئيسياً من مصادر الطعام بالنسبة للغالبية العظمى ممن يقيمون على أرض الدولة. ووفقاً للتقرير تنتج جهات فاعلة خاصة ما بين 500 و1000 طنّ من سمك السلمون الأطلسي والهامور والقاروس وسمك الكنعد أصفر الذيل والكافيار العضوي في مرافق عدّة في جميع أنحاء الإمارات. ولفت التقرير إلى التعاون ما بين الإمارات ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية /الفاو/ في مجال تطوير الصناعة الناشئة لاستزراع الأسماك، وتوسيع نطاقها بهدف جعل تربية الأحياء المائية أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة ومجدية من الناحية الاقتصادية، من أجل تلبية احتياجات عدد السكان المتزايد وطلبهم على الأسماك. وأشار التقرير إلى أحد مشاريع زراعة الأسماك الذي يقع في منطقة الوثبة على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة أبوظبي، والذي يستخدم أحدث التكنولوجيا الحاسوبية لرصد درجة حرارة المياه وجودتها، فضلاً عن مستويات الأوكسجين فيها على مدى 24 ساعة في اليوم، إضافة إلى نظم الإنذارات الحسّية التي تشير فورا إلى وجود أي تغيّر قد يهدد بقاء الأسماك. وشدد التقرير على أن الإمارات تستطيع من خلال تطوير نظامها الزراعي الغذائي الأزرق، أن تلبّي احتياجات مجتمعها، وأن تتشارك معارفها وخبراتها مع الأجيال الجديدة في أماكن أخرى من العالم أيضاً.