مصطفى عبد العظيم (دبي)
تمزج منطقة السيف في دبي، الأصالة مع الحداثة في وجهة مائية سياحية، يفوح منها عبق التاريخ، وتطل من جنباتها ملامح العمران العصري، في تناغم فريد يحلق بالزائر في رحلة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث دبي القديمة، بمبانيها التقليدية، وأسواقها الشعبية، ومنها يعود الزائر إلى دبي المعاصرة عبر مرافق خدمية وترفيهية حديثة، تجسد روعة حاضر الإمارة، وتكشف بعضاً من ملامح مستقبل واعد ينتظر «دانة الدنيا».
يمتد مشروع السيف على مسافة 1.8 كيلو متر، وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 2.5 مليون قدم مربعة، ويقدم تجربة تسوق وضيافة فريدة من نوعها، من خلال عشرات المتاجر والمطاعم المنتشرة في ربوعها، إلى جانب المرسى، والسوق التقليدية، والسوق العائمة، كما تشمل المنطقة مجموعة فنادق، منها فندق تراثي يضم 200 غرفة، وفندق عصري به 150 غرفة، وفندق فاخر يضم 200 غرفة.
ويُعد مشروع السيف، بإطلالته الساحرة على خور دبي، إضافة مميزة إلى معالم دبي السياحية، ووجهة مهمة في إبراز الجانب التراثي للحياة القديمة في إمارة دبي من خلال مباني وأسواق تحاكي الواقع المعاش قديماً، ما جعله في غضون فترة قصيرة مقصداً رئيسياً للزوار والمقيمين للتعرف على التراث التاريخي للإمارة من خلال تصاميم المباني المعمارية القديمة، والأنشطة المستوحاة من النمط التقليدي لحياة سكان منطقة الخور.
وينقسم السيف إلى قسم قديم يتميز بمحافظته على الجانب التراثي لدبي، حيث تتألق أبنية المكان ذات الطراز المعماري القديم لدولة الإمارات، وقسم جديد، يتميز بالتصاميم العصرية والمرافق الحديثة التي صارت تشكل جزءاً من حضارة الدولة، ويضم القسمان خيارات متنوعة من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية التي تناسب جميع الأذواق.
أسواق تراثية
يُبرز شارع السيف تاريخ دبي والوجه الحضاري للإمارة ويدمجه مع طابعها التراثي، من خلال تطوير العديد من الأسواق التقليدية التي تضم محلات ذات طراز معماري قديم، كلها مستوحاة من خمسينيات القرن الماضي، وتعكس حياة أهل دبي في تلك الفترة.
وتعد الوجهة التي تتيح الاستمتاع بجمال القوارب والسفن التقليدية التي تمخر مياه الخور ذهاباً وإياباً، منطقة تراثية من طراز رفيع، حيث تضم أسواقاً صغيرة تحاكي نمط الأسواق القديمة في إمارة دبي، تنتشر بجانب بعضها البعض على امتداد شارع السيف دبي، ويعرف سوق السيف التراثي بتنوع السلع ومنها الأقمشة، والمنتجات الحرفية، والأشغال اليدوية، والتوابل والعطور وغيرها من المعروضات، بالإضافة إلى توافر العديد من المطاعم والمقاهي العربية والشعبية من كافة البلدان.
روح العمران
تأخذ منطقة السيف التي يتسق تصميمها مع روح التطور العمراني المستمر في إمارة دبي على مدى نصف قرن، زوارها في رحلة تمتد من الماضي إلى الحاضر، رحلة يمكنهم خلالها تتبّع آثار خطوات صيادي السمك واللؤلؤ والنساجين والتجار الذين قدموا إلى دبي للتجارة في مراحل تاريخية سابقة، وهم يتجوّلون عبر «السكة»، والأرصفة التي تقودهم إلى المرسى المحاذي لمياه الخور، وصولاً إلى الأبنية والفنادق العصرية التي تعكس حاضر دبي ومستقبلها.
منتجات تقليدية
يقدم سوق السيف التراثي الإماراتي مجموعة متنوعة من المنتوجات التراثية والتقليدية اليدوية التي أبدعها حرفيون مهرة من الإمارات ومنطقة الخليج، وتشمل المعروضات إكسسوارات الديكور المنزلي، والهدايا التذكارية، والمجوهرات، وغيرها من القطع الجمالية.
وتحرص منطقة السيف دبي على مواكبة كل ما هو جديد في عالم الفعاليات والعروض لتصبح الخيار الأول لكل عائلة ترغب في قضاء وقت ممتع، حيث تشارك المنطقة في الاحتفالات الوطنية والفعاليات الترفيهية، مثل احتفالات اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وليلة رأس السنة وليالي رمضان والعيد، وتنظم أمسيات وليالي طربية منوعة يحييها موسيقيون وفنانون عرب وأجانب، إضافة إلى إقامة كرنفالات مرحة.
أسبوع القهوة
يمكن لزوار «السيف» خلال الفترة من 7 إلى 13 يناير احتساء باقة من القهوة العطرية مع العائلة في أجواء مريحة لدى أشهر المقاهي المحلية، ويعرض صناع محترفون من أنحاء دبي أحدث التقنيات المستعملة لتحضير كوب مثالي من القهوة.
مهرجان دبي للتسـوق
تستقبل «السيف» زوار مهرجان دبي للتسوق بتجربة زاخرة بالفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والأسابيع المتخصصة، وإقامة سوق متكاملة تتضمن مجموعة من الأنشطة والفعاليات العائلية المثيرة، تستمر حتى 23 يناير 2021.
تجارب التمور
تعتزم «السيف» إقامة أسبوع للتمور من 14 إلى 20 يناير الحالي، ويحتفي الأسبوع بالأطعمة العالمية العصرية التي تعد التمور مكونها الرئيسي، بما في ذلك الأطباق التقليدية والمحلية والحلويات والمشروبات.
ويتمحور الأسبوع حول تجربة تمور الفوعة، حيث يتعرف الزوار على باقة متنوعة من منتجات التمور، مع تذوق مجموعة من الأطايب التي يدخل التمر في صناعتها.. ومن أهم أنشطة هذا الأسبوع منطقة تشكيل التمور، حيث يطلق الزوار العنان لإبداعاتهم في صنع أشكال من سعف شجر النخيل، ويمكن للأطفال استكشاف ورش العمل المخصصة لهم لصنع أطباق من التمور بحشوات مختلفة.
«ويك إند»
تقيم «السيف» أنشطة متميزة في نهاية الأسبوع على الواجهة المائية من 21 حتى 23 يناير، حيث يتسنى للزوار الاستمتاع بأطعمة شهية وفعاليات ترفيهية على مدى ثلاثة أيام، فيما تنظم سباق «زورق التنين» في 22 و23 يناير، ويتاح للزوار المشاركة في مغامرات مائية عديدة.
إبداع الشباب
يستكشف زوار الوجهة المميزة على الواجهة المائية أعمال الفنانين الإماراتيين الشباب على وجه الحصر في منطقة الفنون (Art District)، ويستمتعون بتمازج الألوان النابضة بالحياة مع مشاهدة لقطات ثقافية أثناء عروض فنية ليلية.