أبوظبي (وام)، شعبان بلال وعبد الله أبو ضيف (القاهرة)
أعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس، إعادة فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر، اعتباراً من اليوم 9 يناير. وقال خالد عبدالله بالهول وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي «إن دولة الإمارات ستبدأ بإنهاء كافة الإجراءات المتخذة تجاه دولة قطر بموجب البيان الصادر في 5 يونيو 2017، عقب توقيع«بيان العُلا» المتضمن اتفاق التضامن الدائم، والذي يعد إنجازاً خليجياً وعربياً يعزز من وحدة الصف الخليجي والعربي والإسلامي وتماسكه».
وأضاف أن دولة الإمارات ستعمل على إعادة فتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام الحركة القادمة والمغادرة، وأنه تم توجيه الجهات المعنية في دولة الإمارات بهذه الإجراءات التي سيبدأ تفعيلها، اعتباراً من 9 يناير. وتابع قائلا إن دولة الإمارات ستعمل مع دولة قطر على إنهاء كافة المسائل العالقة الأخرى، من خلال المحادثات الثنائية.
وكان معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قال خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو أمس الأول، إن الدول الأربع يمكن أن تستأنف السفر والشحن والعلاقات التجارية مع الدوحة في غضون أسبوع من إبرام اتفاق العلا الثلاثاء الماضي، لكنه أضاف أن استعادة العلاقات الدبلوماسية يحتاج مزيداً من الوقت، نظراً للحاجة إلى إعادة بناء الثقة.
وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني عن إعادة فتح المجال الجوي واستئناف الحركة الجوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، اعتباراً من اليوم 9 يناير، وذلك عقب توقيع بيان العلا المتضمن اتفاق التضامن الدائم. وقالت الهيئة إنها ستستأنف الرحلات الجوية المجدولة وغير المجدولة بين الدولتين بالتنسيق مع هيئات الطيران المدني وشركات الطيران الوطنية في دولة الإمارات.
ورحب متحدث في شركة الاتحاد للطيران بعودة العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. وقال «إنه مع إعادة فتح المجال الجوي، تتطلع الشركة إلى إعادة تسيير الرحلات بين أبوظبي والدوحة ودعم الحركة التجارية والسياحية بين البلدين، وستعلن الناقلة عن أي تطورات عند تأكيدها».
إلى ذلك، قال خبراء ومحللون إن خطوة الإمارات إعادة فتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر، اعتباراً من اليوم، هو تأكيد على إرادة سياسية خالصة في طي الخلاف، وبدء مرحلة جديدة من اللحمة الخليجية. وقال أستاذ العلوم السياسية والباحث المتخصص في العلاقات الدولية أيمن سمير، إن هذه الخطوة تؤكد أن الإمارات وأشقاءها (السعودية والبحرين ومصر) تتعامل مع الأمر بإرادة سياسية تنهي خلافات الماضي مع قطر من أجل مستقبل الشعوب الخليجية ومجلس التعاون الخليجي.
وأضاف لـ «الاتحاد»، أن هذه الخطوة تؤكد أن الدول الأربع ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في قمة العلا. وأكد أنه من المنتظر عودة الأمور إلى طبيعتها كما كانت من قبل، مشيراً إلى أن تنفيذ ما جاء في اتفاق العلا هو الذي سيضمن العمل الخليجي والعربي المشترك، خاصة أن المنطقة تواجه تحديات إقليمية ودولية كبيرة تتطلب التعاون وليس الانقسام.
واتفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي حول أن هذه الخطوة الإماراتية تؤكد الرغبة في المصالحة العربية وتجاوز الانقسامات، مشيراً إلى ضرورة وجود نفس هذه التحركات الإيجابية أيضا من قبل قطر، بناء على ما تم الاتفاق عليه في قمة العلا. وأشار في تصريح لـ«الاتحاد» إلى ضرورة وجود آليات تنفيذية من جميع الأطراف لتحقيق المصالحة العربية والتي تعتمد على وجود إرادة سياسية قوية وإجراءات للتنفيذ على أرض الواقع.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور محمد سالمان، أن هذه الخطوة هي تحويل حسن النوايا المعلنة إلى واقع ملموس نحو تحقيق الأهداف المرجوة بالمصالحة العربية والخليجية وتوحيد الصف العربي، مشدداً على ضرورة إيجاد آليات تنفيذية وإجرائية لتحويل ما تم الاتفاق عليه في قمة العلا إلى أفعال ملموسة. وتابع لـ «الاتحاد» أن هذه الخطوة طي للخلافات التي حدثت في الصف الخليجي.