الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك لـ«الاتحاد»: الإمارات مدرسة مؤهلة لتخريج رواد فضاء

رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك لـ«الاتحاد»: الإمارات مدرسة مؤهلة لتخريج رواد فضاء
30 ديسمبر 2020 01:39

آمنة الكتبي (دبي) 

أكد الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن إعداد رواد فضاء إماراتيين للبدء بمهمات طويلة ومختلفة، من المشاريع المستقبلية المهمة جداً للبشرية، لأنها تمكن الشباب الغني بالحيوية والذكاء، من اكتساب الخبرات الفريدة من نوعها على الإطلاق في التقنيات الحديثة والمستمرة في التطور.
وأضاف في حوار مع «الاتحاد»، أنه لا بد من إجراء تدريبات فضائية وفنية وعلمية وتكنولوجية ليكون رائد الفضاء قادراً إما على قيادة المركبة الفضائية، أو إجراء التجارب في الفضاء، وبالتالي الدراسة والتحليل، خاصة إذا كان خبيراً في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة وتكنولوجيا الروبوتات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون مدرسة لتخريج رواد فضاء قادرين على العمل العلمي والتقني في الفضاء أو السباحة في الفضاء. 
وقال رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك «يعد مشروع اتفاقية مركز محمد بن راشد للفضاء مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لتدريب رواد فضاء إماراتيين من الاتفاقيات المهمة والحيوية ليس على المستوى الوطني والإقليمي فحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، حيث تضع دولة الإمارات العربية المتحدة بمستوى دول العالم المتقدم في مجالات تكنولوجيا الفضاء واستكشاف الكون والأرض من الفضاء، لاسيما بعد أن حققت مشاريع استراتيجية مهمة مثل إطلاق رائد فضاء من أبناء الدولة، ومسبار الأمل المتجه إلى المريخ، ومستقبلاً استكشاف القمر، وبالتحديد في عام 2024، ومن هذه المشاريع المهمة سيظهر في الدولة شباب إماراتي علمي ومهني وتقني بعقول تكنولوجية متفتحة من حيث اكتساب الخبرات العلمية والفنية المختلفة، فضلاً على استحداث مدارس فضائية في الدولة تؤهل شباباً إماراتياً قادراً على التعامل مع هذه التكنولوجيات الفضائية المهمة والمعقدة، خاصة فيما يتعلق بالتحليق والسباحة في الفضاء والعيش في مركبات فضائية خارج الغلاف الجوي الأرضي، وضمن مجال الجاذبية الصغيرة التي تقارب الصفر، وبالأخص عند بقاء رائد الفضاء مدة طويلة في الفضاء لدراسة التغيرات الصحية والنفسية والطبية لرواد الفضاء». 
وحول مواصفات رائد الفضاء، قال النعيمي: «يجب أن يكون لائقاً صحياً وبدنياً، وقادراً نفسياً للعمل كرائد فضاء، على أن تكون قوة الرؤية عنده 20/‏‏‏20، وذا طول مناسب بين 150 - 190 سم، ووزن مناسب جداً، وضغط الدم لديه لا يزيد على 90/‏‏‏ 140، ولديه مهارات فنية وهندسية وعلمية، ويكون على الأقل خريج جامعة بدرجة البكالوريوس في التخصصات الهندسية أو العلوم الحيوية أو الأساسية، مثل الفيزياء أو الرياضيات أو علوم الحوسبة والمعلوماتية أو خريج كلية الطيران تخصص جوي طيار، فضلاً عن بعض السمات الشخصية الأخرى مثل المرونة ومهارات العمل الجماعي وحب التعلم، على أن يقضي مدة كافية في التدريب العسكري والمهني ليتعلم مهارات البقاء على قيد الحياة والنجاة تحت الماء والخوض لاختبارات السباحة، حيث يتعرض للضغوط العالية والمنخفضة في الغلاف الجوي والأمور اليومية التي تتعلق وتدور حول انعدام الجاذبية، وكذلك المهارات التقنية والفنية، وموضوعات أخرى يحتاج إليها عندما يحلق في الجو إلى الفضاء ليتولى مهمات رائد الفضاء». 
وأضاف: «على أن تتراوح أعمار مثل هؤلاء الشباب ما بين الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، وأن يتمتعوا بمهارات تقنية عالية حتى يتمكنوا من أداء المهام الصعبة في المركبات والسفن الفضائية أو العيش في المحطات الفضائية خارج الغلاف الجوي أياماً وشهوراً». 
وتابع: «يجب أن يخضع لتدريبات مكثفة لا تقل مدتها عن ثلاث سنوات ضمن الخبرات المهنية التطبيقية، ويحتاج أيضاً التدريب بمئات الساعات في قيادة الطائرات النفاثة بوساطة مدرب، على أن يجتاز الفحص الطبي المعروف عالمياً، فضلاً عن وجود مهارات أخرى تدعم المتقدم لريادة الفضاء، مثل الغوص في البحار والخبرات البرية والخبرة في القيادة، والقدرة على التحدث بلغات أخرى، خاصة الإنجليزية والروسية أو الفرنسية، والتي يتطلب كل رواد الفضاء تعلمها». 
وقال: «ومن الممكن أن يكون رائد الفضاء طياراً مستعداً للتعامل مع المخاطر العالية في الفضاء أو شخصية علمية فلكية أو فضائية للدراسات العلمية ذات العلاقة بالفضاء والفلك، على أن يكون قادراً بالانطلاق إلى الفضاء من خلال المركبات الفضائية المعروفة مثل سيوز الروسية أو مكوك الفضاء، ومن ثم الالتحاق بمحطة الفضاء الدولية أو إلى محطات فضائية مستقبلية أخرى أو استخدام المركبة الفضائية الجديدة (أوريون) بغرض استكشاف الفضاء العميق».
وأضاف: «ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة بمؤسساتها المختصة، مثل وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة وبعض الجامعات الأخرى من المراكز المهمة للاستفادة من هذه الاتفاقية من خلال التعاون، وتشجيع الطلبة المؤهلين على الانخراط ببرنامج تدريب رواد الفضاء، وتخلق دوراً متميزاً وبيئة صالحة لدى طلبة المدارس والجامعات من أجل تأهيل جيل شبابي متميز لديه شغف بعلوم وتكنولوجيا الفضاء ومحب للابتكار والتفكير العميق، وعدم التقيد بالمناهج الدراسية التقليدية، وسيكون من واجب جميع المؤسسات الأكاديمية والبحثية دعم الشباب الراغب بريادة الفضاء، وتشجيعهم ودعم أفكارهم وتحقيق طموحهم». 
وتابع: «وعلى أثر ذلك ستكون الدولة متقدمة جداً في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وبالتالي سيكون لديها مؤسسات رائدة وقواعد إطلاق صواريخ مختلفة الأحجام إلى الفضاء، خاصة، وهي تمتاز بالأراضي الصحراوية المسطحة مع غلافها الجوي المستقر نوعاً ما، مقارنة بالدول الأخرى، وسيكون لديها علماء وباحثون ومهتمون ومتخصصون في مجالات الفضاء والفلك والجو على مستوى العالم، وستكون الدولة هي التي تصدر الخبرة والمعرفة إلى الدول العربية والدول الأخرى في مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء والتقنيات الحديثة ذات العلاقة». 
وحول أهمية مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في استكشاف القمر، قال النعيمي: «في عصر التكنولوجيا يريد العلماء ووكالات الفضاء العالمية من القمر غير الذي أراده منه القدماء، يرغبون بغزوه مرة أخرى لتتم الاستفادة من تربته، وأن يجعلوا منه منصة إطلاق (مطار كوني) إلى الفضاء الخارجي، كما يفكر العلماء في بناء مستوطنات بشرية على سطحه عند القطبين أولاً؛ لأن هناك اعتقاداً الآن بوجود جليد ماء في شقوق لم تصلها أشعة الشمس منذ بلايين السنين، وبطبيعة الحال سيكون العلماء المستوطنين الأوائل، وحين تستقر الأمور يتم إنشاء البنية التحتية، وستلحق بهم عائلاتهم وذووهم، وستصمم هذه المستوطنات لتصبح مكتفية ذاتياً بكل شيء، أي استيطان القمر واستخدام مادته لبناء محطات ومدن فضائية مدارية».

انخفاض الجاذبية
أضاف: بسبب انخفاض الجاذبية على سطح القمر، هي سدس جاذبية الأرض، ستزدهر صناعات يصعب تحقيقها على الأرض، ويتم نقل المصانع الذرية والنووية من الأرض إلى القمر، وسيتم بناء مناجم لاستخراج المواد الأولية والمتوافرة لصناعة السيراميك والإسمنت لاستخدامها في مستوطنات الفضاء مستقبلاً أو حتى في الأرض.
وأكد أنه بعد خمسين عاماً، أعلنت المنظمات الفضائية، ومنها وكالة الفضاء الأميركية NASA، ودولة الإمارات العربية المتحدة، عن عزمها استكشاف سطح القمر ابتداءً من عام 2024 ودراسته بشكل أدق وأعمق في خضم التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني وتكنولوجيا الروبوتات والصناعات الدقيقة، خاصة بعد ما أكد مرصد السترات وسفير التابع لوكالة «ناسا» الأميركية لأول مرة، وجود الماء على سطح القمر المضاء بنور الشمس، ويشير هذا الاكتشاف إلى أنه يمكن أن يكون الماء موزعاً على سطح القمر، ولا يقتصر على الأماكن الباردة المظللة، وربما بعد استكشافه مرة أخرى بدقة وبشمولية أكثر، سيتم تنظيم رحلات استكشافية علمية وتجارية، وقد تكون رحلات مأهولة إليه، وبيع مقاعد ومساحات للحقائب وللأفراد الأثرياء والشركات وغيرها، فضلاً عن استخدام سطح القمر كقاعدة إطلاق كونية إلى كوكب المريخ بالدرجة الأولى، ومن ثم إلى الكواكب الأخرى والفضاء الخارجي. 
وأضاف: «قد تكلف الرحلة إلى القمر أو حتى التحليق في الفضاء عشرات الملايين من الدولارات إن لم يكن أكثر من ذلك، ونحن نعلم اليوم جميعاً أن العديد من المنظمات الفضائية خططت وبدأت بغزو المريخ، ومن ضمنها وكالة الفضاء الأميركية، وكذلك وكالة الفضاء الإماراتية من خلال مسبار الأمل الذي أطلق بعد منتصف يوليو».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©