أبوظبي (الاتحاد)
أجيال من القادة العظام والبارعين تخرجوا في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية العريقة في المملكة المتحدة، تحت شعار «اجتهد لتقود»، حيث القيادة هي محور المناهج الدراسية بالأكاديمية.
ومن أبرز القادة الذين تخرجوا في أكاديمية «ساندهيرست» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
كما تخرج في الأكاديمية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وعدد من الشيوخ والمواطنين خلال السنوات الماضية.
وتعمل الأكاديمية المرموقة على تمكين قادة المستقبل، وتُركز على التزام طلابها بالأنظمة العسكرية والأمنية المعتمدة من خلال الحفاظ على الانضباط والالتزام، وفيما تغيرت طبيعة الصراع في العصر الحالي تغيراً جذرياً، طورت «ساندهيرست» برامجها، للوفاء بالمتطلبات المستجدة التي يجب توفرها في الضباط.
وخريجو الأكاديمية على دراية كاملة بالظروف السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي تسود العالم، ويكونون على استعداد تام للعمل في أي مكان في العالم.
وأصبحت الأكاديمية العسكرية منذ قرابة الثلاثة قرون، مركزاً لتدريب ضباط الجيش البريطاني. وبجانب الطلاب البريطانيين، تعتمد «ساندهيرست» تقليداً بقبول أبرع الطلاب من مختلف دول العالم.
وتقول الأكاديمية: إن بناء علاقات دولية من خلال التبادل العسكري والتعليم دعامة رئيسية لاستراتيجية العمل الدولي لبريطانيا.
وتأسست الأكاديمية في أبريل 1741، بموجب مرسوم ملكي صادر عن الملك جورج الثاني، وكان مقرها الأصلي في وولويتش وارين، إذ كانت جزءاً من المجمع العسكري الكبير، الذي ضم الترسانة الملكية، ومستودع المدفعية الملكية.
وقبل الحرب العالمية الثانية بفترة وجيزة، تقرر نقل الأكاديمية العسكرية من وولويتش إلى ساندهيرست، ودمجها مع الكلية العسكرية الملكية. لكنها أغلقت عند إعلان الحرب في 1939، لتصبح مقراً لوحدة تدريب الطلاب الضباط، إلى أن أنشأت الأكاديمية الحالية عام 1947.
ويعتبر اللواء جون جاسبارد لي مارشانت هو مؤسس الأكاديمية وأول رئيس لها، وقاد سلاح الفرسان في المهمة التي حققت لبريطاني العظمى النصر في معركة سلمانكا عام 1802، وهي المعركة التي دمر فيها جيش القائد البريطاني «ويلينتجون» أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر. وخلّد اسمه في مبنى «لي مارشانت» مقر الإقامة الرسمي للقادة المساعدين بالإقامة العسكرية الملكية ساندهيرست.
وترجع تسمية «ساندهيرست» للمنطقة التي بُنيت فيها الأكاديمية، إلى الأرض التي كانت تكسوها الأشجار الخفيفة والغابات الرملية، وبُنيت على مساحة 450 فداناً. واستغرق بناء المبنى الأساسي للكلية العسكرية الملكية القديمة 11 عاماً.
ويتألف الرواق، المعروف بالمدخل الكبير من ثمانية أعمدة ضخمة، مصممة على الطراز الدولي، وقوصرة تضم دائرة نُقش عليها مونوجرام الملك جورج الثالث، ويعلوها التاج، وتحمل شعاراً تقول كلماته: «خاب وخسر من أراد به سوءاً». وتضم الأكاديمية قاعة تحمل اسم «تشرشل»، وهو واحد من أشهر خريجي الأكاديمية، وهو السير ونستون ليونارد تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وتخرج عام 1895، وهو الوحيد بين رئيس وزراء بريطانيا الذي تخرج من هذه الأكاديمية.
كما تخرّج في «ساندهيرست» في بريطانيا الأميرين وليام وهاري أبناء ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز. وفي طوابير العرض، يقوم طلاب الأكاديمية في نسق استعراضي محكم، بإظهار مهاراتهم التي تدربوا عليها بقيادة أركان حرب الكلية، فتمر الصفوف بالخطوة البطيئة في دورة كاملة على إيقاعات الموسيقى العسكرية، تليها دورة أخرى بالخطوة المعتادة. ويتقدم الطلاب المتخرجون بعد ذلك، في صفوف متوالية متجهين نحو المبنى الرئيسي ومن خلفهم أركان حرب الكلية ممتطياً جواده. ويصعد هذا الموكب المهيب الدرجات العريضة للمدخل الرئيسي، ويدخل الجميع المبنى لتغلق البوابة، إيذاناً بتخرج الطلاب.